يلدريم: سنمنح الجنسية فقط للسوريين المساهمين في نمو تركيا

أكد أن تغيير الوضع الراهن في سوريا يتطلب تضحيات

يلدريم: سنمنح الجنسية فقط للسوريين المساهمين في نمو تركيا
TT

يلدريم: سنمنح الجنسية فقط للسوريين المساهمين في نمو تركيا

يلدريم: سنمنح الجنسية فقط للسوريين المساهمين في نمو تركيا

كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن أن بلاده ستمنح الجنسية، فقط للسوريين الذين يساهمون في نمو ونهضة تركيا وليس لمن تورطوا في الإرهاب أو في فعاليات تُخلّ بالسلام والأمن التركيين.
وقال يلدريم، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي أمس، إنه «لا يمكن منح الجنسية للمتورطين بالإرهاب ومن يعبث بأمن وسلامة البلاد، ولكن من الممكن منحها للأشخاص الذي يساهمون في نمو تركيا ونهضتها وهناك خطوات متسلسلة لتحقيق هذا الأمر وقد بدأت وزارة الداخلية بالعمل بها».
وجاءت تصريحات يلدريم بعد يومين من إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مدينة كيليس جنوب تركيا عقب إفطار حضره مجموعة من اللاجئين السوريين في إحدى جامعات المدينة الواقعة في جنوب تركيا على الحدود السورية، أن تركيا ستمنح الجنسية للسوريين الراغبين في الحصول عليها، وأن وزارة الداخلية التركية تتخذ الإجراءات اللازمة لذلك. وأوضح يلدريم أنّ وزارة الداخلية التركية أدرجت أسماء اللاجئين السوريين في سجلاتها، وأنها استطاعت خلال الفترة الماضية إكسابهم شعور الحس بالوطنية تجاه تركيا من خلال تعليم أطفالهم في المدارس التركية ومنحهم حق العمل، ولو بشكل جزئي. وشدد رئيس الوزراء التركي على أن الوضع في الراهن في سوريا لا يمكن أن يستمر وأنّ حل الأزمة فيها ممكن، بشرط أن يقدّم الجميع التضحيات اللازمة في هذا الخصوص، لافتا إلى أنّ على شركاء تركيا الاستراتيجيين وشركائها في التحالف الدولي العمل على تضميد جراح سوريا.
وأشار إلى أنّ تركيا تقوم بواجباتها وتبذل ما بوسعها من أجل السلام وإحلال الأمن وفتح أبواب الحل في سوريا، وأنّ ثمار السياسات التركية المتبعة تجاه دول الجوار بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، قاصدا بذلك بدء تطبيع العلاقات مع كل من روسيا وإسرائيل. وقال يلدريم: «عملنا خلال الفترة الأخيرة على تحسين علاقاتنا مع دول الجوار سواء تلك التي يفصل بيننا وبينها البحر الأسود أو التي نتقاسم معها مياه البحر الأسود، وقد بدأت مرحلة تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، والثمرة الأولى لهذه الخطوات، تمثلت في إرسال سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة».
وأكد أنه من أجل رفع شأن ومكانة تركيا في المنطقة، ستعمل حكومته على تعزيز وتقوية الدائرة الأمنية المحيطة بها وتوسيع شبكة الأصدقاء وجدد التأكيد على أن تركيا تسعى لتطوير علاقاتها مع الجميع بمن فيهم روسيا والعراق وسوريا ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
وقال إن أنقرة دخلت مرحلة جديدة في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى فتح فصول جديدة للمناقشة خلال الفترة الأخيرة في إطار المفاوضات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.