رئيس جامعة عدن: المشروع الإيراني سقط.. ولم نصرف أكثر من 13 % من ميزانيتنا

استمرار التعليم الجامعي في 5 محافظات جنوبية

رئيس جامعة عدن: المشروع الإيراني سقط.. ولم نصرف أكثر من 13 % من ميزانيتنا
TT

رئيس جامعة عدن: المشروع الإيراني سقط.. ولم نصرف أكثر من 13 % من ميزانيتنا

رئيس جامعة عدن: المشروع الإيراني سقط.. ولم نصرف أكثر من 13 % من ميزانيتنا

كشف أكاديميون يمنيون عن تعرض حرم جامعة عدن للسطو، وتعرض الجامعة لاستباحة الأراضي من قبل نافذين في المحافظة، فضلا عما لحق الجامعة وكلياتها من خراب جراء اجتياح الميليشيات المتمردة الحوثية، علاوة على مشكلات مالية وإدارية تتعلق بهيئة التدريس، مثل التسويات المالية وتوقف الأعمال والأنشطة الجامعية العلمية والأكاديمية.
وقال رئيس جامعة عدن، الدكتور حسين باسلامة لـ«الشرق الأوسط»، إن المشروع الإيراني سقط في اليمن، واستمرار التعليم الجامعي في خمس محافظات جنوبية تابعة كلياتها لجامعة عدن كان تحديا كبيرا لرئاسة الجامعة ولقيادة السلطات المحلية وللآباء والأمهات وللطلاب وللرئاسة اليمنية، ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وأشاد بدور دول التحالف التي دعمت وساندت عسكريا وإغاثيا وسياسيا، موضحا أن المجتمع عامة كان عند مستوى التحدي الناتج عن الفراغ الناشئ جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الانقلابية واتباع الرئيس المخلوع.
ولفت باسلامة إلى اعتماد 13 في المائة فقط من موازنة الجامعة التشغيلية السنوية، علاوة على قيام رئاسة الجامعة بخفض 50 في المائة على طلاب التعليم الموازي والنفقة الخاصة، تقديرا للظروف الصعبة التي يمر بها أولياء الطلاب، جراء فقدانهم فرص العمل إلى جانب المرتبات الشهرية، وهو ما استدعى من رئاسة جامعة عدن اتخاذ قرار مثل ذاك، رغم ما يترتب عليه من خسارة الجامعة مصدرا مهما وحيويا.
من ناحيته، قال رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إن ما حدث لدولة الوحدة، في إشارة إلى وحدة اليمن يوم 22 مايو (أيار) 1990 بين الجنوب والشمال، هو ذاته الذي حدث لوحدات أخرى تشكلت خلال القرن الماضي وقبل الماضي، حيث تأثرت التجربة العربية القومية بهذه التجارب وحملت فكرها.
وأضاف في اللقاء الذي عقده مع رئيس جامعة عدن الدكتور حسين باسلامة، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن، أن وحدة 1990 انتهت للأسف الشديد إلى ما انتهت إليه «حرب ودماء ودمار»، وهو الأمر الذي لا يمكن الاستمرار فيه، لافتا إلى أن ما يجب الحفاظ عليه والحرص على صناعته ليست وحدة 1990، بل هي الوحدة في شكلها ومضمونها الجديد الاتحادي الديمقراطي المدني العادل.
ودعا إلى ترك الخصومات السياسية والاجتماعية في هذه الفترة، لما تلحقه من ضرر على وحدة المجتمع اليمني عامة، ومجتمع عدن خاصة، وذلك لمواجهة العدو والتمرد، المتربص بأمن البلاد والعباد، مؤكدًا أن العدو الأول هو الانقلابيون الحوثيون وقوات صالح.
وأكد للحاضرين أن الحكومة من منطلق مسؤوليتها في عدن، وكل مناطق اليمن معنية بتجاوز أزمة الكهرباء والمياه في عدن، وهي تعمل بالتعاون مع السلطات المحلية على تجاوز الآثار السلبية للسياسات القديمة، التي أوصلت الحال في قطاع الكهرباء إلى ما هي عليها الآن.
وأكد حرص الحكومة على تثبيت الأوضاع الأمنية في عدن، والمحافظات القريبة منها، وباقي المناطق المحررة، منوها بأن الأمن أولوية لدى الحكومة، وهو مطلب ملح للمواطنين، مشيدًا بدور الأمن في عدن وقيادته، والمقاومة وقيادتها، ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي، والتحالف، وعلى وجه الخصوص القوات الإماراتية، ودعم المملكة العربية السعودية السخي للجهود التي تستهدف استعادة الدولة وعودة الشرعية.
واستمع الدكتور بن دغر إلى ملاحظات رئيس الجامعة وأعضاء الهيئة التعليمية للجامعة، الذين أطلعوه على أهم القضايا المؤرقة في جامعة عدن وكلياتها، منها قضايا المتعاقدين والمنتدبين والموظفين الجدد من أوائل الطلبة الخريجين وعدم وصول المرتبات في وقتها.
ووجه رئيس الوزراء رئيس الجامعة بضرورة حل إشكالية المنتدبين، كما جاء في مقترح الحاضرين ونقل حقوقهم الإدارية والمالية إلى الجامعة، وبما يؤمن نقلهم إلى الكادر الأكاديمي للجامعة مع منحهم كامل حقوق التثبيت الوظيفي في الجامعة، ووعد رئيس الوزراء بتوجيه الخدمة المدنية والمالية بتسوية مرتبات هيئة التدريس في أقرب وقت ممكن.
ووعد بن دغر بتوجيه جهات الاختصاص في حل إشكالية المتعاقدين والموظفين الجدد، وتكليف وزير المالية بدراسة الشكوى من حرمان موظفي الجامعة من 50 في المائة تصرف لجميع الجامعات باستثناء عدن، داعيا في الوقت ذاته مجلس أمناء الجامعة إلى الاجتماع في أقرب وقت ممكن، للمساعدة في حل مشكلات الجامعة.
إلى ذلك، قال باسلامة، مدير جامعة عدن في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن ذهاب 36 طالبا وطالبة في مسابقات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ونحو 1450 موظفا، ونحو 2400 أستاذ ومدرس في كليات الجامعة الـ23، و9 مراكز، و8 مؤسسات تابعة للجامعة في خمس محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة؛ مثل أكبر تحدٍّ، موضحا أن ذهاب 16 ألف طالب وطالبة فقط إلى مدينة الشعب شمال عدن وبظروف قاهرة مثل تلك التي مرت بها المدينة يعد بمثابة عودة الحياة واستئنافها رغم أنف الأوضاع الأمنية، ورغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنشآت الجامعة الأساسية التي تعرضت للهدم والعبث والنهب لمحتوياتها.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن كليات الهندسة واللغات والاقتصاد والحقوق والعلوم الإدارية وحتى الإدارة العامة ودار الضيافة، لم تسلم من التخريب والعبث، منوها بأن رئاسة الجامعة عملت ما هو بمقدورها تجاه ترميم وإصلاح الأضرار البسيطة، فيما الأعمال الإنشائية ليس بمقدورها استعادة هذه المنشآت.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.