حكاية جواهري أشرف على قص أكبر ألماسة في تاريخ أنغولا

فواز غروسي من بائع قهوة إلى رمز في عالم الأحجار الكريمة

الجواهري فواز غروسي الإيطالي من أصول عربية يشرف على قص ألماسة يبلغ وزنها 404 قراريط - الهدف من العملية البحث عن القاطع الفاصل لتقسيم الألماسة
الجواهري فواز غروسي الإيطالي من أصول عربية يشرف على قص ألماسة يبلغ وزنها 404 قراريط - الهدف من العملية البحث عن القاطع الفاصل لتقسيم الألماسة
TT

حكاية جواهري أشرف على قص أكبر ألماسة في تاريخ أنغولا

الجواهري فواز غروسي الإيطالي من أصول عربية يشرف على قص ألماسة يبلغ وزنها 404 قراريط - الهدف من العملية البحث عن القاطع الفاصل لتقسيم الألماسة
الجواهري فواز غروسي الإيطالي من أصول عربية يشرف على قص ألماسة يبلغ وزنها 404 قراريط - الهدف من العملية البحث عن القاطع الفاصل لتقسيم الألماسة

تشتهر أحجار الألماس بقدرتها على نقل الضوء والبريق بشكل مكثف جدًا، فيتم الاهتمام بشكلها، كالمستديرة أو البيضاوي أو الكمثرى وغيرها، ولكن الأهم من ذلك كله هو أن عملية القص تدور حول مدى تفاعل جوانب الألماسة مع الضوء، وهذا الأمر يتطلب دقة وإتقانًا.
وفي مشروع أول من نوعه، باشرت شركة دي - غريسوقونو الشهيرة ذات العلامة التجارية للساعات والجواهر بقص أكبر ماسة في العالم يبلغ وزنها 404 قراريط. وتبلغ قيمة ألماسة التي تعتبر من أكبر 30 ماسة في التاريخ، بملايين الدولارات وتعد أيضًا الأكبر في تاريخ أنغولا التي كانت مستعمرة برتغالية حيث ألماس من مصادرها الطبيعية.
والهدف من عملية القص هو البحث عن النافذة التي من خلالها تتم معرفة القاطع الفاصل الذي يمكن منه قص الألماسة إلى أكثر من قسم.
وحصلت شركة المجوهرات دي غريسوقونو، التي يملكها الإيطالي من أصل عربي فواز غروسي، على حقوق تسويق ألماسة بعد شراء «الحق» من شركة «نميسيس» الدولية في دبي التي أوضح مديرها التنفيذي نيكولاس بولاك أنها جاءت من أنغولا في شهر فبراير (شباط) الماضي.
إلى ذلك، شاركت «الشرق الأوسط» برحلة ميدانية إلى عالم الأحجار الكريمة، وخصوصًا الألماس، عن طريق شركة دي - غريسوقونو وفرت نافذة إلى مشروع قص ألماسة.
بدأت عملية القص - التي تستغرق 6 أشهر على أقل حال - بالطريقة القديمة جدا، في أحد محلات الألماس الشهيرة في نيويورك في الجادة الخامسة. يتم القص من قبل الفاسخ أو الشقاق، وهو الذي يفسخ أهم جزء بألماسة عن بقيتها، واسمه «بن غرين»، الذي حسب ما قاله نجله، إسحاق، هو الوحيد حاليًا في الولايات المتحدة الذي يستطيع قص الأحجار الكريمة بهذه الطريقة. وتمر عملية القص عادة بخمس مراحل: التحديد (أي وضع العلامة) والشق والنشر والتحزيم والنحت.
ومع تقدم العلم، يتم إجراء معظم المراحل بالليزر في الوقت الحاضر، لكن ما جرى هنا غير ذلك، حيث تم استئجار الشقاق بن غرين ليقص الألماسة بطريقة بدائية وهي التي بدت لنا في الوهلة الأولى على أنها عملية مملة وعقيمة، إلا أنها بعد دقائق أصبحت تعطي المشاهد شعورا مختلفا، وكأن حكاية تسرد له بطريقة تراثية مأخوذة عن الكتب القديمة، يتخللها مشاهد فنية متكاملة تحكي قصة كريمة، هي الأحجار الكريمة.
وجرى استخدام الإضاءة القديمة «السراج» الذي استعملته الحضارات القديمة وبعض الإسمنت الخاص الذي يشبه الشوكولاته السوداء، لا يباع إلا في دولة واحدة هي بلجيكا فقط، وأدوات القص التي عفا عليها الزمن لكنها ما زالت موجودة وضرورية، لإجراء عملية جراحية، لحجر، قيل إنه من المادة الخام، إلا أنه يلمع ماسًا.
بدوره، سرد بن غرين، للشرق الأوسط، قصة حياته، من ولادته قبل 82 عاما في رومانيا، إلى ذهابه إلى فلسطين أيام انتداب بريطانيا التي خرجت لتوها من الاتحاد الأوروبي، إلى قبرص فأخيرا في نيويورك منذ عام 1973. وقال أن هدف استخدام قص الحجر بهذه الطريقة القديمة بدلًا من الليزر الأسرع والأنجع، هو ببساطة تخفيض عامل الخطر في خسارة أو فقدان أي جزء من الحجر الثمين.
دفنت ألماسة في الإسمنت وتم تثبيتها على رأس عصا لا يتجاوز طولها بضع بوصات واخفيت تماما ما عدا الجزء الذي قرر المخرج فواز غورسي والمنتج بن غرين قصه بناء على الابعاد المادية للحجرة. وجرى تسخين الإسمنت بالنار الصادرة عن الإضاءة الخافتة للسراج القديم حتى كادت ألماسة أن تنام قريرة العين. واعتقدنا كمشاهدين أنها غابت عن الوعي لكن ما أفاقها، هو الضربة القاضية التي سددها لها بن غرين لينفصل عنها أهم جزء منها.
كل هذا كان كي يتم قص الألماسة حسب توجيهات الجواهري فواز غروسي الإيطالي من أصول عربية الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه بدأ عمله بالألماس بالصدفة، فعندما قرر ترك الدارسة تحديًا لعائلته. وشرح أن الحالة المادية كانت صعبة جدا، كونه خُير بين البقاء في المدرسة أو الاعتماد على نفسه خلال فترة 6 أشهر كي يتدبر أموره. إلا أن فواز لم يستطع إيجاد العمل لسد لقمة عيشه، فقام بتنظيف النوافذ وتقديم القهوة في أحد محال الجواهر في إيطاليا، والتي فيها أصبح موظفًا فمديرًا فمبعوثًا للشركة نفسها لافتتاح فرع في لندن.
وفي عاصمة الضباب، كانت مهمته تأسيس الشركة مع أخرى على أن يعود خلال أسبوعين إلى مدينة فلورنس، لكن الإقامة استمرت 8 سنوات عمل خلالها مديرًا للفرع، وبعدها عمل في جدة في السعودية لمدة 3 سنوات كمندوب لشركة هاري ونستون التي كانت الأولى عالميا.
ومن خلال عمله في جدة، تعرف على الكثير من الأصدقاء في السعودية والمنطقة كونه كان يتعامل فقط مع كبار الشخصيات الهامة.
وعن ذلك يقول فواز: «لقد عشت خلال تلك الفترة، حياة رفاهية كاملة»، وبعدها عمل أيضًا في إحدى الشركات السويسرية، وترك العمل بالشركة لاستقالة مديره المباشر منها. ومن هناك، يقول فواز: «انطلقت وقررت المغامرة وكان معي فقط مبلغ 16 ألف فرنك سويسري، والآن أصبح يملك شركة ليست الأكبر عالميًا ولكنها الأكثر سمعة ورواجًا ونموًا، فمن فرع بسيط في سويسرا إلى 16 في كل أنحاء العالم».
وثم قرر فواز البحث عن طريقة جديدة كي يصل فيها إلى العالمية، وكان ذلك من خلال الألماس الأسود، فبعد 3 سنوات على إعادة اكتشافه لهذا المعدن الثمين، وصل الأسود لشهرة غير مسبوقة وقام بغزو الأسواق، حيث أصبح حجرًا معتمدًا في كل التصاميم والجواهر.
وعن سر نجاحه، قال فواز إن اختياره للعمل في الألماس الأسود، الذي لم يكن معروفًا كان سر النجاح، أضف إلى ذلك الدعاية الكبيرة التي صاحبت ذلك النبأ على مستوى العالم. فاستغل فرصة عدم وجود أي منافس، بالإضافة إلى قدرته على التصميم والإبداع قرر إنتاج الألماس الأسود، مما أدى إلى صعود نجم فواز وأصبح اسما لامعا كلمعان المعدن الذي يتعامل معه. ويعتبر فواز الأشهر عالميا في تصميم بعض المجموعات اللافتة للنظر من الجواهر والساعات. ويضيف: «وبعدها اخترعت فكرة (الألماس الجليدي)، حيث أصبحت الشركة تنمو 25 في المائة كل عام. كما أطلق فواز مجموعة من الساعات مكّنت «دي غريسونو» من إطلاق 20 مجموعة مختلفة من الساعات، لاقت رواجا منقطع النظير في العالم».
ويتابع فواز أنه وفي عام 2008، ظهر كساد كبير بسبب الأزمات المالية العالمية أدت إلى إغلاق الكثير من شركات الألماس الشهيرة، وهو الأمر نفسه الذي أثر سلبا في شركة «دي قروسونو» إلا أن فواز من خلال علاقاته الواسعة، تمكن من النهوض بالشركة مرة أخرى بين عامي 2009 و2011، عن طريق إدخال شركاء جدد فيها، وأعطت جهوده ثمارها في عام 2012. إلا أنه أضاف أن السياسة والحروب تؤثر في كل شيء ومنها الجواهر، مشيرا إلى أن ظهور «داعش» والحروب الأخيرة أثرت سلبًا وبشكل كبير في دخل الشركة.
سألنا فواز: «الرجل الذي قال إنه مرهق ولا ينام كثيرًا، وأنه لم يحصل على إجازة منذ سنوات، لكثرة تنقلاته بين متجارة المنتشرة في أنحاء المعمورة، من يشتري الألماس ولماذا؟»، أجاب بأن بعض الناس يشترون الألماس للاستثمار والتوفير، كما يقال بالمثل الشعبي «وفر قرشك الأبيض ليوم الأسود». ورفض فواز تزويدنا بأهم الشخصيات العربية التي تشتري منه الحجر الكريم، واكتفى بالقول إنهم من الأطباء والمحامين.
ولا يستطيع فواز أن يضع البيض كله في سلة واحدة، فقال إن استثماراته موجودة في أكثر من منطقة: فهي في أميركا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأخيرا الصين.
وكشف فواز أنه قام بتأسيس مكتب، بالإضافة إلى المتجر، في دبي ليكون مشرفًا على جميع عمليات شركته في الشرق الأوسط، وأعلن أن الاهتمام الأكبر بداية من شهر سبتمبر (أيلول) 2017 سيكون في المنطقة العربية.
وقال إن شركة GRISOGONO تعتبر فريدة، كونها انطلقت قبل 23 عاما، وأصبحت تضاهي الشركات الموجودة في السوق منذ أكثر من قرن. ويقول عنها «إنها قصة نجاح، لم أكن جواهريًا، ولم يعمل والداي بالجواهر، لقد نهضت بنفسي».
يذكر أنه وفقا لمركز دبي للسلع المتعددة فإن قيمة تجارة الألماس الخام في دبي وصلت العام الماضي إلى أكثر من 13 مليارا، بانخفاض مليار واحد عن عام 2014. وتقول مصادر مالية إن حجم التجارة على مستوى الشرق الأوسط تقدر بـ 25 مليار دولار، 7 في المائة منها في العالم العربي ولا سيما السعودية والإمارات. إلا أن السيد فواز قال إن المبلغ أكبر بكثير من ذلك، مشيرا إلى أن حجم عمولة التجار العالمية بالألماس فقط تزيد على 20 مليار دولار في السنة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.