معارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم داعش لتحرير منطقة جزيرة الخالدية

الزبيدي: المنطقة استراتيجية لقربها من الخط الدولي البري السريع الذي يربط العاصمة بغداد بمدن الأنبار وصولاً إلى الحدود مع سوريا والأردن

صور لحجم الدمار الهائل الذي تخلفه المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم «داعش» (أ.ف.ب.)
صور لحجم الدمار الهائل الذي تخلفه المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم «داعش» (أ.ف.ب.)
TT

معارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم داعش لتحرير منطقة جزيرة الخالدية

صور لحجم الدمار الهائل الذي تخلفه المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم «داعش» (أ.ف.ب.)
صور لحجم الدمار الهائل الذي تخلفه المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم «داعش» (أ.ف.ب.)

شنت القوات الأمنية العراقية هجومًا واسع النطاق لتحرير منطقة جزيرة الخالدية من سيطرة تنظيم داعش، وتأتي أهمية المنطقة لوقوعها قرب الخط الدولي البري السريع الذي يربط العاصمة بغداد بمدن الأنبار، وصولاً إلى الحدود مع سوريا والأردن.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة البدء بالهجوم لتحرير جزيرة الخالدية بمشاركة قوات تابعة لها، إضافة إلى قطعات الفرقتين العاشرة والثامنة التابعتين لقيادة عمليات الأنبار.
وقال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعات الجيش العراقي انطلقت في تحرير جزيرة الخالدية بمشاركة كتيبة الدبابات التابعة للفرقة المدرعة التاسعة والجهد الهندسي والمدفعي بإسناد طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف لتحرير هذه المنطقة الاستراتيجية، لتكون جميع المناطق بين العاصمة بغداد وصولاً إلى مدينة الرمادي مؤمنة بالكامل، وكذلك تأمين الطريق الدولي السريع من أي وجود لمسلحي تنظيم داعش.
وأضاف الزبيدي أن «قواتنا الأمنية انطلقت في تنفيذ عملية تحرير الجزيرة من محورين: الأول منطقة البوعبيد شمال غربي جزيرة الخالدية، والمحور الثاني منطقة البوبالي شمال الجزيرة»، وأشار الزبيدي إلى أن «مسلحي تنظيم داعش اقتصرت مقاومتهم من خلال مفارز تتم معالجتها على الفور من قبل قطعاتنا المسلحة أثناء تقدمها نحو الأهداف المرسومة لها».
وأكد الزبيدي أن «أهمية جزيرة الخالدية تكمن في أن إعادة العمل بهذا الطريق ستكون له أهمية استراتيجية واقتصادية للبلد والسيطرة على الجزيرة، تعني أن قواتنا الأمنية فرضت سيطرتها بالكامل على الطريق الدولي».
إلى ذلك قال الشيخ رافع الفهداوي رئيس مجلس العشائر المتصدية لتنظيم داعش في محافظة الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية تمكنت خلال عملية تحرير منطقة جزيرة الخالدية من تطهير أكثر من 3 كيلومترات من عمق جزيرة الخالدية، وأسفرت عمليات التقدم التي شارك فيها مقاتلو عشائر الأنبار عن مقتل 14 عنصرًا من تنظيم داعش وتدمير 4 سيارات مفخخة ومنصة لإطلاق الصواريخ ومقار كان يستخدمها المسلحون في المنطقة».
وأضاف الفهداوي أن القوات الأمنية مستمرة في عمليات التقدم بداية من منطقة كرطان والفحامة والبو عبيد، مع وجود غطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي في إسناد القطعات البرية القتالية، وأن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تطهير مناطق مهمة في جزيرة الخالدية وإنهاء وجود التنظيم بعد أكثر من عامين ونصف العام على سيطرته على تلك المناطق.
وأشار الفهداوي إلى أن «القوات الأمنية أبلغت العائلات قبل انطلاق عملية التحرير بأسابيع بضرورة مغادرة أماكنها بعد أن فتحت لهم ممرات آمنة أوصلتهم إلى قضاء الخالدية، حيث تم استقبال عدد كبير من تلك العائلات في مخيمات النزوح، فيما تبقى عدد آخر من المدنيين في القرى المنتشرة في منطقة جزيرة الخالدية منعها التنظيم من الخروج من أجل استخدامهم دروعًا بشرية، فيما أبلغت القيادات الأمنية جميع التشكيلات العسكرية المشاركة في عمليات التحرير بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء خلال عمليات التحرير وإعطاء الأولوية لحياة السكان قبل عمليات تحرير الأرض».
ومن الجدير بالذكر أن الجيش العراقي تمكن من استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وعاصمتها قبل أواخر العام الماضي، لكن المناطق الزراعية الواقعة عبر نهر الفرات شمال المدينة ما زالت تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.
وفي مدينة الفلوجة أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار عن إعادة افتتاح مديرية شرطة الفلوجة ودائرة الدفاع المدني، وتسليم الملف الأمني لأفواج شرطة الأنبار من أجل عمليات السيطرة على الأرض في الفلوجة وإعادة أهالي المدينة بعد رفع المخلفات الحربية منها. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة الفلوجة وبعد تحريرها بالكامل من قبضة تنظيم داعش شهدت اليوم إعادة افتتاح مديرية الشرطة في المدينة، وكذلك دوائر الدفاع المدني والجنسية ودائرة المرور والأمن الوطني والتشكيلات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية، فيما تم تسليم الملف الأمني في المدينة لشرطة محافظة الأنبار».
وأضاف رزيج: «لقد تم تأمين وفتح بعض الطرق الأساسية والرئيسية في المدينة، وكذلك تطهير المناطق السكنية ومنازل المواطنين من العبوات الناسفة والألغام من قبل الأجهزة الأمنية، وستكون مدينة الفلوجة جاهزة لاستقبال العائلات بعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية».
وأشار رزيج إلى أن «القرار صدر بتكليف العقيد جمال الجميلي بمهام مدير شرطة الفلوجة، كما تم تكليف العقيد عزيز الدليمي بمهام مدير شرطة الطوارئ في المدينة». وكان وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبّان قد أعطى الأوامر بالموافقة على إعادة المنتسبين المفصولين من الخدمة في مديرية شرطة محافظة الأنبار، نظرًا لحاجة المحافظة لهم قبل انطلاق عمليات تحرير مدن الأنبار ومشاركتهم في طرد تنظيم داعش.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.