رغم الخسائر المتوالية.. الحوثيون يواصلون خرق الهدنة بانتهاكات في مختلف الجبهات

لحج: هدوء حذر ومواجهات متقطعة بخمس مديريات .. واحتدام الاشتباكات في تعز

يمنية مسنة تهرب من جحيم المعارك ويظهر عناصر قوات الشرعية تقاوم في حيفان وتصد هجومًا للحوثيين جنوب تعز (أ.ف.ب)
يمنية مسنة تهرب من جحيم المعارك ويظهر عناصر قوات الشرعية تقاوم في حيفان وتصد هجومًا للحوثيين جنوب تعز (أ.ف.ب)
TT

رغم الخسائر المتوالية.. الحوثيون يواصلون خرق الهدنة بانتهاكات في مختلف الجبهات

يمنية مسنة تهرب من جحيم المعارك ويظهر عناصر قوات الشرعية تقاوم في حيفان وتصد هجومًا للحوثيين جنوب تعز (أ.ف.ب)
يمنية مسنة تهرب من جحيم المعارك ويظهر عناصر قوات الشرعية تقاوم في حيفان وتصد هجومًا للحوثيين جنوب تعز (أ.ف.ب)

تمكنت قوات الشرعية أمس، من إحباط هجوم حوثي على مديرية الصبيحة، وإحراق طقم للميليشيات، وذلك ضمن الاشتباكات المستمرة في جبهة كهبوب المطلة على ممر الملاحة الدولية «باب المندب» وجزيرة ميون.
يتزامن ذلك، مع هدوء نسبي ومواجهات متقطعة في مديريات كرش والمسيمير والمضاربة ورأس العارة.
ورغم الخسائر، تستمر ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح بحشد تعزيزاتها العسكرية ناحية مناطق لحج القريبة من تعز، وارتكاب انتهاكات متوالية على مختلف الجبهات، وهو ما يفسر تمسكهم بخروقات الهدنة يومًا بعد يوم.
وقال أحمد عاطف الصبيحي، المسؤول الإعلامي لقوات الشرعية في جبهات المضاربة ورأس العارة والشريط الساحلي بالصبيحة، إن الميليشيات تواصل حشد تعزيزاتها العسكرية إلى بلدة الوازعية بتعز المحاذية لجبهات الصبيحة، مشيرًا إلى أن راجمات صواريخ ودبابات وأطقم عسكرية محملين بالجنود للميليشيات قدمت من معسكر خالد بن الوليد في المخا ناحية مناطق الصبيحة بلحج.
ودعا الصبيحي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قوات التحالف العربي بعدن إلى استمرار طيرانها في مراقبة أجواء الوازعية والتصدي لتلك التعزيزات المدججة بالأسلحة الثقيلة للميليشيات، لافتًا إلا أن جبهات الصبيحة تشهد هدوءًا حذرًا ومواجهات متقطعة على المناطق المتاخمة لتعز، وأضاف «أن أبناء الصبيحة أيديهم على الزناد، وفي حالة تأهب واستعداد للتصدي لأي محاولات توغل للميليشيات ناحية لحج، على حد تعبيره».
فيما تشهد بقية الجبهات في مكيراس بمحافظة أبين، ومديريات بيحان بمحافظة شبوة، وجبهات البيضاء جنوب شرق صنعاء مواجهات متقطعة بين الحين والآخر بين ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة وقوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة أخرى، في ظل هدوء نسبي، واستمرار الميليشيات في حشد تعزيزاتها للمناطق الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب بتلك المحافظات الثلاث.
إلى ذلك، عادت خدمة الاتصالات الثابتة والإنترنت صباح اليوم للعمل في محافظة عدن بعد توقف دام 24 ساعة من الانقطاع الكامل، وكانت المؤسسة العامة للاتصالات في اليمن الخاضعة لسيطرة الانقلابين أعلنت اليوم السبت، انقطاع خدمة الاتصالات الثابتة والإنترنت عن أربع محافظات جنوبي اليمن.
وأرجعت المؤسسة خروج خدمات الهاتف الثابت ويمن موبايل (شركة جوال حكومية)، والإنترنت في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين ناتج عن قطع كابل ألياف ضوئية ما بين منطقة الحبيلين في محافظة لحج ومحافظة الضالع»، وتواجه خدمات الإنترنت والاتصالات مشكلات عدة منذ سيطرة الحوثيين عليها، حيث تم تخفيض سرعة الإنترنت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وحجب عدد كبير من المواقع المناوئة.
وفي تعز، احتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز، ورافقها القصف العنيف من قبل الميلشيات على عدد من الأحياء السكنية وسط مدينة تعز ومحيط اللواء 35 مدرع في المطار القديم والسجن المركزي، غرب المدينة، والزنوج، شمالا.
كما رافق القصف العنيف من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى معظم جبهات القتال بما فيها جبهة حيفان، جنوب مدينة تعز، ومحيط اللواء 35 مدرع في المطار القديم، غرب مدينة تعز.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط»: إن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، تواصل التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مختلف جبهات القتال في تعز، وبخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي منيوا بها في الجبهة الغربية قبل يومين من قبل قوات الشرعية، وطيران التحالف العربي التي دمرت آلياتهم وقتلت العشرات منهم».
وأضاف: «دفعت الميليشيات الانقلابية بتعزيزات كبيرة إلى مديرية حيفان، جنوب تعز، وتشمل معدات عسكرية وأفراد، إضافة إلى الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة غراب وشارع الخمسين الواقعين شرق وشمال معسكر اللواء 35 بالمطار القديم غرب المدينة.. كل ذلك في إطار استماتتها في السيطرة على المعسكر ومواقع قوات الشرعية المحيطة به، وإلى مواقع تمركزها المحيطة بالمدينة ومواقع تمركزها في صبر وجبل حبشي والضباب ومقبنة والوازعية».
وذكر بأن «ميليشيا الحوثي والمخلوع ما زالت تفرض حصارها الخانق على المدينة من المداخل الشرقية والشمالية والغربية للمدينة تعز، في الوقت الذي قصفت فيه من مواقع تمركزها في المكلكل وتبة الجعشاء وتبة السلال وتبة سوفتيل والقصر الجمهوري مواقع المقاومة الشعبية والجيش في ثعبات ومنزل المخلوع صالح، التي تسيطر عليه المقاومة الشعبية، ومنطقة الكمب وحي الدعوة شرق المدينة».
كما قصفت الميليشيات الانقلابية من مواقع تمركزها في تبة الشجرة والخلل والمبرك على مواقع المقاومة الشعبية في الأقروض بمديرية المسراخ، جنوب المدينة، وكذلك القصف بمضادات الطيران من مواقع تمركزها شرق جبل صبر مواقع المقاومة والجيش في الشقب شرق صب، وبالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا من مواقع تمركزها في الزويم ومفرق الأحيوق والمخسى بالوازعية، وسقط على إثرها قتلى وجرحى من قوات الشرعية والمدنيين.
وشن طيران التحالف، الذي تقوده السعودية، غاراتها على مواقع وتعزيزات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في باب المندب، كما استهدفت مخزنا للذخائر وتدمير دبابة في الكهبوب غرب تعز.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.