تونس: «تراجيديا» العميد فتحي الذي رفض التسليم بانضمام ابنه إلى «داعش»

تفجيرات مطار أتاتورك دفنت معه أسرارًا مهمة حول التحاق الشباب التونسي بجبهات القتال في سوريا

العميد التونسي فتحي بيوض («الشرق الأوسط»)
العميد التونسي فتحي بيوض («الشرق الأوسط»)
TT

تونس: «تراجيديا» العميد فتحي الذي رفض التسليم بانضمام ابنه إلى «داعش»

العميد التونسي فتحي بيوض («الشرق الأوسط»)
العميد التونسي فتحي بيوض («الشرق الأوسط»)

تحولت حادثة مقتل العميد فتحي بيوض في الجيش التونسي في التفجيرات الانتحارية التي ضربت مطار أتاتورك الثلاثاء الماضي، إلى ما يشبه التراجيديا، فقد اكتوى بنار جحيم «داعش» مرتين في نفس الوقت، حيث فقد حياته أثناء هذا التفجير، ولكنه كذلك فقد رؤية ابنه الذي قضى 3 أشهر في تركيا وحصل على إجازة من المؤسسة العسكرية لملاحقته وإقناعه بالرجوع عن غيه.
الزوج العسكري المنضبط في حياته وفق مختلف الشهادات التي قدمها زملاؤه في العمل ونقلتها وسائل الإعلام المحلية، أبى على نفسه أن يكون ابنه الوحيد في صفوف تنظيم إرهابي، فغامر بحياته وجازف بمستقبله المهني بحصوله على إجازة دون راتب من أجل إنقاذه، وخسر نتيجة لهذا المجهود الخرافي نحو 20 كيلوغراما من وزنه حسب شهادة زوجته، لكنه لم يكف يوما عن حث ابنه على العودة إلى الطريق الصحيح والابتعاد عن الإرهاب. وتفيد والدة الإرهابي التونسي أنها أصيبت باضطرابات في القلب مرتين نتيجة معاناة العائلة من هذا التحول الذي طرأ على حياة ابنها، فأثر على كامل أفراد العائلة.
تقول سيدة بيوض، أرملة العميد المتوفى، إن زوجها فعل المستحيل من أجل إنقاذ ابنه الوحيد من براثن «داعش»، وأكدت أن الراحل أدى عدة رحلات إلى تركيا ولم يقتنع طوال الأشهر الثلاثة التي التحق فيها ابنها بهذا التنظيم الإرهابي بأن ابنه (26 سنة) قد انضم إليه عن قناعة، لذلك عمل كل ما في وسعه لإقناعه بالعودة وتسليم نفسه إلى السلطات التركية وترحيله إلى تونس. وقالت إنه نجح في هذا الأمر ولكن الأيادي الآثمة لم تمهله للفرح بهذا الإنجاز على حد تعبيرها.
وأشارت، في تصريح، إلى دهشة كل العائلة لالتحاق ابنها بتنظيم داعش الإرهابي، وأضافت متعجبة: «لم يكن يصلي بانتظام، لكنه كان شخصا جيدا، مهذبا ومحترما»، وقد ندم على توجهه إلى تلك التنظيمات، وأراد الهروب والعودة إلى تونس، بعد أن اكتشف أنهم وحوش. وأكدت أنه «في الرسائل التي بعثها إلى والده، وصفهم بالوحوش، وقال لنا إن (داعش) ليس إلا احتيالا على درجة كبيرة من التنظيم».
وتشير سيدة بيوض إلى أن ابنها تأثر كثيرا بالعمل الإنساني الذي كان يشارك فيه، فزوجها المتخصص في طب الأطفال لا يتخلى عن الانضمام إلى أي عمل إنساني، ولكن الابن أخطأ العنوان وتوجه إلى تنظيم إرهابي، حيث تم تكليفه برعاية الجرحى.
ولكن الأب لم يسلم بالأمر، وقبل ساعات من الاعتداء الإرهابي في إسطنبول، علم العميد في الجيش التونسي بنجاح ابنه في الدخول إلى الأراضي التركية، فغمرته فرحة لا توصف ومنى النفس بإمكانية رؤيته من جديد، وطلب من زوجته القدوم إلى تركيا على وجه السرعة لاستقبال فلذة كبده والعودة إلى تونس، ولكن يد الغدر الآثمة لم تمهله، وكسرت أحلامه على أرضية مطار أتاتورك الدولي في التفجير الانتحاري الثلاثاء.
يقول أحد أقارب عائلة العميد في الجيش التونسي، إن أنور الملتحق بتنظيم داعش سافر منذ نحو سنة إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة سياحية، وأعجب بنمط العيش الأميركي، وعبر بعد تلك الزيارة عن رغبته في الانتقال للعيش في أميركا.
اليوم تستفيق عائلة بيوض وهي في وضع لا تحسد عليه، فالزوج لقي حتفه في واقعة لا ذنب له فيها، والزوجة أرملة ثكلى، والابن متهم بالإرهاب، ويواجه عقوبات قاسية وفق قانون الإرهاب لسنة 2015، بسبب التحاقه بتنظيم إرهابي خارج تونس.
وبعد هذه التراجيديا الإنسانية تساءل جوهر الجموسي الأستاذ الجامعي التونسي، عن أسباب اغتيال العميد الدكتور فتحي بيوض، وبين يديه أسرار وخفايا من يقوم بترحيل شباب تونس إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق. ولمح إلى وجود لائحة بأسماء الرؤوس السياسية والدعوية التي شجعت الشاب التونسي على الذهاب إلى جبهات الموت، لذلك اتخذ القرار بقتله قبل أن تصل تلك المعلومات إلى من يهمه الأمر ودفن كل الأسرار معه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.