الأمن الألماني: الإرهابيون ضللوا الأمن التركي.. واستقلّوا سيارة أجرة إلى المطار

الهجوم على مطار أتاتورك كان متوقعًا وخطط له منذ فترة

الأمن الألماني: الإرهابيون ضللوا الأمن التركي.. واستقلّوا سيارة أجرة إلى المطار
TT

الأمن الألماني: الإرهابيون ضللوا الأمن التركي.. واستقلّوا سيارة أجرة إلى المطار

الأمن الألماني: الإرهابيون ضللوا الأمن التركي.. واستقلّوا سيارة أجرة إلى المطار

أفاد خبراء أمنيون ألمان أن اعتداء إسطنبول الإرهابي يحمل بصمات «داعش»، حيث إن حزب العمال الكردستاني ينفذ عملياته ضد أهداف عسكرية عادة، ولا يهاجم ما يعرف بـ«الأهداف السهلة» أي المدنيين. كما أن تخطيط وتنفيذ عملية مطار «أتاتورك» تشبه إلى حد كبير مثيلتها في مطار بروكسل قبل بضعة أشهر.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن مصادر أمنية أن توجيه الضربات إلى الأهداف المدنية، الضعيفة الصلة بكيان الدولة، يستبعد إلى حد ما مسؤولية الحزب الكردستاني المتطرف عن الانفجار الذي أودى بحياة 41 شخصًا. فحزب العمال الكردستاني يستهدف مراكز الشرطة، وثكنات الجيش ومؤسساته.
ويتفق خبراء الأمن الألمان في هذه النقطة مع خبراء الحكومة التركية الذين حمّلوا «داعش» المسؤولية، بعد ساعات قليلة من العملية.
وتضيف المصادر الأمنية أن السلطات التركية تفرض رقابة مشددة على مطار أتاتورك منذ أشهر، وفضلاً عن التفتيش الأولي قبل ولوج مبنى المطار، توقف الشرطة السيارات «المثيرة للشبهات» قبل وصولها إلى أجنحة المطار، وتدقق في هويات ركابها وحمولتها. إلا أن الإرهابين ضللوا رجال الأمن حينما استخدموا سيارة أجرة في الوصول إلى المطار.
وذكر رجل مخابرات ألماني لمجلة «دير شبيغل» أن الهجوم على مطار أتاتورك كان «متوقعًا مع الأسف». إذ تعددت في الأسابيع الأخيرة حالات الإنذار من وجود خلايا إرهابية صغيرة نائمة في تركيا، كما تكرر ذكر اسم المطار بوصفه هدفا للإرهابيين أكثر من مرة. ويعتقد خبراء الإرهاب، بحسب المصدر، أن الهجوم على مطار أتاتورك تم التخطيط له منذ فترة طويلة.
وفي حين لا يزال المسافرون في مقدّمة أهداف الإرهابيين، فإنهم غيروا استراتيجيتهم من استخدام الطائرات المختطفة في تنفيذ العمليات، على غرار عملية 11 سبتمبر (أيلول)، إلى تنفيذ عمليات انتحارية في المطارات بهدف إلحاق أكبر عدد من الضحايا المدنيين.
ويعود استهداف الدولة التركية من قبل الإرهابيين إلى سماحها لطائرات التحالف الدولي بتنفيذ الضربات الجوية للتنظيم في سوريا والعراق عبر قاعدة إنجرليك في الفترة الأخيرة. وسبق للتنظيم أن وجه تهديدات مباشرة إلى تركيا على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبر فيها الرئيس رجب طيب إردوغان «العدو رقم واحد». وأضاف المصدر أن هذا تغيّر ملحوظ في سياسية أنقرة التي اتهمت بدعم جبهة النصرة، والسماح للمقاتلين بتخطي الحدود إلى سوريا بسهولة، لاعتقادها أنها تدعم بذلك المقاومة ضد نظام الأسد.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.