الحوثيون يعتذرون لأميركا عن {شعارات الموت}

قالوا إن صالح هو من يخرق الهدنة ويقذف الصواريخ على الأراضي السعودية

الحوثيون يعتذرون لأميركا عن {شعارات الموت}
TT

الحوثيون يعتذرون لأميركا عن {شعارات الموت}

الحوثيون يعتذرون لأميركا عن {شعارات الموت}

قالت مصادر يمنية متطابقة إن وفد الحوثيين في الكويت برئاسة محمد عبد السلام قدم اعتذارًا للولايات المتحدة لاستخدامهم شعار «الموت لأميركا»، مبينين أنهم يستخدمونه للاستهلاك المحلي فقط، وأنهم لم ولن يستهدفوا أي مصالح أميركية.
وبحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، قدم عبد السلام وأعضاء وفده اعتذارًا لتوماس شانون مساعد وزير الخارجية الأميركي أثناء لقائهم به في الكويت صباح أول من أمس بحضور السفير الأميركي عن استخدام شعار «الموت لأميركا»، مؤكدين له أن الشعار يستخدم على نطاق محلي فقط، وحاولوا إقناعه بصدق اعتذارهم بتأكيد أنهم لم يستهدفوا أي مصالح أميركية ولن يستهدفوها مستقبلاً.
وأكد العميد عسكر زعيل عضو الوفد الاستشاري الحكومي في مشاورات الكويت، أن الوفد الحوثي يعيش حالة من القلق بعد لقائهم الأميركيين، كاشفًا أن حمزة الحوثي اعتذر بشدة أمام السفير بقوله: «نستخدم الشعار للاستهلاك المحلي». ولفت زعيل إلى أن حمزة الحوثي أبلغ مساعد وزير الخارجية الأميركي والسفير الأميركي أنهم «مستعدون تسليم كل قطعة سلاح عربون صداقة لأصدقائنا الجدد»، وأكد بعده ناصر باقزقوز عضو الوفد الحوثي بقوله: «من نحن حتى نهدد أميركا». وبحسب العميد زعيل، فإن حمزة الحوثي أوضح للمسؤولين الأميركيين أن «سرعة تجاوبهم في اتفاق الظهران كانت دليلاً على صدق نياتهم، لكن صالح هو من يخرق هذه الهدنة ويقذف بالصواريخ أراضي المملكة». وأشار إلى أن محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين عرض إلغاء شعارهم «الموت لأميركا» مقابل الطلب من التحالف العربي عدم دخول صنعاء.
إزاحة الستار عن الاعتذار الحوثي لمساعد وزير الخارجية الأميركي عن شعار «الموت لأميركا» كشف زيف الشعارات والادعاءات التي تتخذها الجماعة الحوثية للتغرير بآلاف اليمنيين البسطاء الذين انخدعوا بهذه الشعارات، ظنًا منهم أنهم يحاربون الشيطان الأكبر أميركا، كما يروجه لهم زعماء هذه الميليشيا.
من جانبه، يرى همدان العليي كاتب وناشط سياسي يمني، أن الاعتذار الحوثي للمسؤولين الأميركيين كان طبيعيًا جدًا، وتابع: «من الطبيعي جدًا مثل هذه الخطوة، فمنذ البداية والشعار للاستهلاك المحلي، لم يحدث أن استخدم الحوثيون هذا الشعار على الأرض، وإنما للتمدد وإقناع البسطاء من الناس بسبب بعض القناعات والاستياء من السياسات الأميركية في العراق وفلسطين وأفغانستان، للدفع بهم في المعارك ضد الخصوم السياسيين وليس له أي علاقة أو وجود على أرض الواقع».
وأكد العليي أن الجماعة الحوثية إبان دخولها العاصمة صنعاء كانت أكثر حرصًا على سلامة وحماية الدبلوماسيين الأميركيين في اليمن، وأردف: «الملاحظ أن الحوثيين في لقائهم مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية لم ينشروا تفاصيل اللقاء، بخلاف لقاءاتهم مع السفراء الآخرين والمبعوثين الدوليين، وتجاهلوا نشره في وسائل إعلامهم، وهم يحرصون ألا تظهر هذه الحقيقة للمواطنين في الداخل اليمني». وتوقع الناشط السياسي اليمني أن يستمر الحوثيون في استخدام الشعار أمام أنصارهم حتى تحقيق أهدافهم، في ظل تقديم تطمينات رسمية للجانب الأميركي بعدم خوف على المصالح الأميركية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».