فصائل معارضة تتحالف مع «النصرة» لطرد «داعش» من مخيم اليرموك

ترجيحات بانسحاب التنظيم نتيجة استنزافه بمناطق أخرى

اشتباك فصائل المعارضة و«النصرة» مع «داعش» أمس لطرد مقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك جنوب دمشق (وكالة خطوة)
اشتباك فصائل المعارضة و«النصرة» مع «داعش» أمس لطرد مقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك جنوب دمشق (وكالة خطوة)
TT

فصائل معارضة تتحالف مع «النصرة» لطرد «داعش» من مخيم اليرموك

اشتباك فصائل المعارضة و«النصرة» مع «داعش» أمس لطرد مقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك جنوب دمشق (وكالة خطوة)
اشتباك فصائل المعارضة و«النصرة» مع «داعش» أمس لطرد مقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك جنوب دمشق (وكالة خطوة)

عادت الاشتباكات في الساعات القليلة الماضية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع على أطراف العاصمة السورية دمشق، بعد إعلان عدة فصائل معارضة عاملة في المنطقة تحالفها مع «جبهة النصرة»، بهدف طرد تنظيم «داعش» منه.
وتحدثت المعلومات عن إطلاق «كتائب أكناف المقدس» و«لواء ضحى الإسلام» و«جيش الأبابيل»، بالإضافة إلى «جبهة النصرة» معركة جديدة لطرد «داعش» الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك إلى المناطق المحيطة.
وأفادت «شبكة شام» بأن اشتباكات اندلعت بعد منتصف ليل الأحد (أول من أمس) ترافقت مع «انفجارات عنيفة جدا» على عدة محاور، أهمها محاور شارعي حيفا و15 والمسبح والتضامن وحارة المغاربة، لافتة إلى أن القوى المتحالفة حديثا تمكنت من السيطرة والتقدم على عدة نقاط بشارع الثلاثاء في حي التضامن، كما سيطرت أيضا على كتلة مبان على محور «المركز الثقافي» الملاصق لشارع المغاربة في المخيم.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة» بين تنظيم داعش من جهة، و«كتائب أكناف بيت المقدس» و«لواء ضحى الإسلام» و«جيش الأبابيل» و«حركة أبناء اليرموك» و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، في عدة محاور بمخيم اليرموك وأطراف حي التضامن في جنوب العاصمة، حيث يشهد المخيم معارك كر وفر وعمليات تقدم وتراجع بين الطرفين، وسط أنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوفهما.
وقد احتدمت الاشتباكات بين تنظيمي جبهة النصرة وداعش في السادس من أبريل (نيسان) 2016، إثر قرار الأخير مهاجمة مواقع «النصرة»، علما بأن «داعش» كان قد هاجم في الأول من أبريل 2015 مخيم اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور، بتنسيق مع «جبهة النصرة»، وتمكن من السيطرة على سبعين في المائة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه.
وتعثر في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي تنفيذ اتفاق غير مسبوق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم داعش من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق.
وقال فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في اليرموك أدّت إلى تراجع «داعش» الذي يسيطر على القسم الأكبر من المخيم مقابل سيطرة «النصرة» فقط على نحو 10 في المائة من مساحته، مشيرا إلى أن «قطع خطوط إمداد التنظيم والاستنزاف الذي يعيشه في مناطق أخرى، قد يؤديان في النهاية وسط الضغوط العسكرية التي يتعرض لها من قبل الفصائل التي أعلنت وحدتها مؤخرا، إلى تراجعه أو انسحابه إلى خارج المخيم». وإذ تحدث عبد الغني عن اشتباكات عنيفة شهدها اليرموك في الساعات الماضية، رجّح أن تطول المعارك داخل المخيم.
وأوضح خالد عبد المجيد، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن الفصائل المتحالفة مع «النصرة» في معركة طرد «داعش» من المخيم معظمها موجودة خارجه، وبالتحديد في مناطق يلدا وبيت سحم، لافتا إلى اشتباكات متقطعة شهدها اليرموك، مرجحا أن تزداد حدتها في الأيام القليلة المقبلة. وقال عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «المخيم لا يزال يأوي الآلاف من المدنيين بعضهم من عائلات العناصر المقاتلة، ويتم إدخال المواد الغذائية إليه بشكل أسبوعي من قبل الأونروا».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».