ربما كان الشيء الغريب أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي روي هودجسون قضى اليوم في باريس، لكنه اختار ألا يقوم بنفسه بمتابعة الفريق الذي سيحاول إلحاق العار بإنجلترا في نيس غدا. كان هودجسون استقل القطار من شانتلي إلى غار دو نور و(هي محطة مترو تابعة لمترو باريس)، بحسب اتحاد الكرة، ذهب يستطلع معالم المدينة مع مساعده، راي ليونغتون. ومع هذا فقد قرر مدرب إنجلترا ألا يذهب لمتابعة مباراة أيسلندا ضد النمسا على ملعب ستاد دو فرانس، ليضيع على نفسه فرصة أن يشاهد بنفسه منافسه المقبل.
بدلا من هذا، سيعتمد هودجسون على الصور التلفزيونية وتقارير الكثير من المراقبين مع محاولة الجهاز الفني واللاعبين لفهم القصة الكروية غير المتوقعة لبلد لا يزيد عدد سكانه كثيرا على بارنت، وهو ملعب وطني له نفس سعة ملعب «كيبموت» و«دونكاستر»، وحتى الأسابيع القليلة الماضية، لم يكن له على الإطلاق أي تاريخ من اللعب في البطولات الدولية الكبرى.
لا شك بأن أيسلندا ستكون خصما غير تقليدي، بالنظر إلى أن القرعة وضعتها في طريق إسبانيا، وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وهي دول فازت مجتمعة بـ20 لقبا دوليا كبيرا، مقارنة بالنصف الثاني من القرعة الذي لا يحمل أي سجل سابق من النجاحات على الصعيد الدولي. ومع هذا، فلعل المرء يتخيل أن هودجسون سيكون ممتنا للهدف الدراماتيكي في نهاية الوقت الذي سجله لاعب وسط أيسلندا أرنور إنغفي تروستاسون في شباك النمسا في الوقت بدل الضائع، والذي أبعد إنجلترا عن خطر مواجهة البرتغال في دور الـ16. لا أحد يرتبط بإنجلترا كان يريد أن يكتشف، كما اكتشفت المجر، خطأ النظرية القائلة إن كرة القدم لم تعد أسيرة لسحر نجم سوبر، مثل كريستيانو رونالدو.
لا يمكن التقليل بلا شك من منافسي إنجلترا على استاد دو نيس، بعدما أكملوا مسيرتهم في دور المجموعات من دون هزيمة، وكانوا ندا قويا لرونالدو ورفاقه، وامتلاكهم سجلا للتأهل شمل فوزين داخل الأرض وخارج الأرض، ضد هولندا فساهموا في إبعاد الهولنديين عن فرنسا. ومن الواضح أن أيسلندا تستمتع وسعيدة بوضعها كونها أصغر بلد على الإطلاق يصل إلى بطولة كبرى، ويمكن التسامح مع لاعبي إنجلترا لشعورهم بالخوف إذا فكروا في حجم الخزي والانتقادات التي ستلحق بهم إذا سارت الأمور في اتجاه معاكس.
أما أيسلندا، فكانت رقم 133 في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قبل 4 سنوات: يحتل هذا المركز حاليا منتخب فيتنام، محاطا ببوروندي وتركمانستان. ومنذ ذلك الوقت تقدمت أيسلندا 100 مركز تحت قيادة المدرب السويدي لارس لاغرباك، صاحب الـ67 عاما الذي تم تعيينه استنادا إلى سجله وخبرته في 5 بطولات كبرى مع السويد. ومع هذا، فلم تكن هذه حكاية نجاح سهل تماما. خسرت أيسلندا 3 مباريات متتالية في بداية هذا العام ضد الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة والدنمرك، بدأ لفترة أن هذا المنتخب يتجه إلى تكرار نتائجه السيئة في 2007 - 2008، بـ5 هزائم متتالية أمام لاتفيا ولختنشتاين والدنمرك وبيلاروسيا ومالطا.
وما هو واضح جدا كذلك أن إنجلترا ستواجه فريقا آخر يتكتل دفاعيا، ويسمح لمنافسه بالاستحواذ على الكرة ويعتمد على التنظيم، والبناء والقدرة على استغلال الفرص. وحتى عندما هزموا الهولنديين على ملعب لاوغارد السفولور الذي يسع 15.000 متفرج في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، كانت أيسلندا مستحوذة على الكرة بنسبة 26 في المائة فقط، وكررت الشيء نفسه في خلال مبارياتها الـ3 في المجموعة. ضد البرتغال استحوذت أيسلندا على 34 في المائة، وحقق رجال لاغرباك استحواذا نسبته 33 في المائة ضد المجر، و34 في المائة ضد النمسا. ماذا عن المحاولات على المرمى؟ سيكون هذا لصالح منافسيهم بنسبة 62 - 21.
ستحتاج إنجلترا إلى أن تظهر تفوقا إبداعيا أكثر مما قدموه خلال التعادل السلبي مع سلوفاكيا، الذي جعلهم ينظرون بعين الحسد إلى قائمة المنافسين الذين يمكن أن تواجههم ويلز في الأدوار التالية بعد أن اقتنصت من إنجلترا صدارة المجموعة.
بالنسبة إلى إنجلترا يمكن أن تصطدم بفرنسا في دور الثمانية، فيما تنتظرها ألمانيا أو إسبانيا أو إيطاليا، في حال تأهلت لنصف النهائي. تجنب الفريق مواجهة البرتغال في ثوان وليس من الصعب أن نفهم لماذا تسبب تشكيل هودجسون ضد سلوفاكيا الذي تضمن الدفع بـ6 لاعبين يشاركون للمرة الأولى في البطولة، أغضب شخصيات كبرى في اتحاد كرة القدم وأدى إلى مزاعم بأن مدرب إنجلترا يزيد الأمور صعوبة من دون داع بالنسبة لفريقه.
كذلك يبدو قرار هودجسون ألا يشاهد أيسلندا شخصيا، رغم قضائه اليوم في باريس، غير عادي بينما من المقبول في أوساط المدربين أنهم يحصلون على رؤية أفضل للفرق من خلال حضور المباريات أكثر من مشاهدة التلفزيون. ولهذا كان هودجسون معتمدا بشدة في الأيام القليلة المقبلة على أندي سكولدينغ، محلل الفيديو في اتحاد الكرة الإنجليزي، الذي حضر المباراة وسيجمع مقتطفات عدة، بحيث يستطيع لاعبو إنجلترا أن يعرفوا منافسهم. كان رجال هودجسون سيكونون معتادين على مواجهة رونالدو؛ ربما يحتاج الأمر إلى بعض المراجعة في شانتلي لاكتشاف نقاط قوة وضعف تروستاسون وكل الأبطال الآخرين غير المتوقعين في منتخب أيسلندا.
هودجسون يفضل رؤية معالم باريس على متابعة منتخب آيسلندا
في وقت يواجه فيه المنتخب الإنجليزي منافسًا مجهولاً في يورو 2016 غدًا
هودجسون يفضل رؤية معالم باريس على متابعة منتخب آيسلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة