300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس يشكلون المجموعات الأكثر فقرًا

الجدار وتقسيم المدينة والقوانين الإسرائيلية والانتفاضات وراء وضعها البائس

فلسطينيات يقفن في طابور لتوزيع الغذاء في القدس القديمة خلال شهر رمضان الحالي (رويترز)
فلسطينيات يقفن في طابور لتوزيع الغذاء في القدس القديمة خلال شهر رمضان الحالي (رويترز)
TT

300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس يشكلون المجموعات الأكثر فقرًا

فلسطينيات يقفن في طابور لتوزيع الغذاء في القدس القديمة خلال شهر رمضان الحالي (رويترز)
فلسطينيات يقفن في طابور لتوزيع الغذاء في القدس القديمة خلال شهر رمضان الحالي (رويترز)

ركز تقرير إسرائيلي استند إلى إحصائيات رسمية، على الارتفاع الكبير الذي طرأ على أعداد العائلات الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر في القدس الشرقية. ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تقريرا جاء فيه، أنه وفقا لإحصائيات لمعهد القدس ودائرة الإحصاء المركزية والتأمين الوطني في إسرائيل، فإن نسبة العائلات الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر، ارتفع في القدس الشرقية عن الأعوام السابقة بنسبة 8 في المائة.
وقال التقرير إن 300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية، يعدون من أكبر المجموعات الفقيرة في إسرائيل، وتتدهور أوضاعهم منذ سنوات، بسبب أحكام إغلاق الجدار الذي يمنع أهالي الضفة الغربية من دخول القدس.
ويلحق الجدار الذي يلتف حول القدس أضرارا كبيرة بسوق المدينة التي يفترض أن تكون مزدهرة، بسبب منع ملايين الفلسطينيين في الضفة وغزة من الوصول إليها، إضافة إلى منع الاستيراد من الضفة الغربية، ما تسبب في كساد اقتصادي وارتفاع متتال في جدول غلاء المعيشة.
وطالما اتهمت تقارير حقوقية إسرائيل باستهداف الفلسطينيين في القدس، إذ يعيش عدد كبير منهم في ظل فوضى عارمة.
وعزل الجدار داخل القدس نفسها مناطق مهمة، مثل أبو ديس، والسياحرة الشرقية، والرام، والضاحية، وجزء من جبل المكبر، وكفر عقب، وتحدث مسؤولون إسرائيليون، مرارا، عن أن هذه المناطق قد تسلم للسطة الفلسطينية على أنها القدس الشرقية.
ويوجد على الأقل 100 ألف فلسطيني مقدسي خارج نطاق اهتمام بلدية القدس، ويعيشون في ظروف أقرب ما تكون إلى الفوضى. والسبب أن البلدية ومؤسساتها المختلفة لا تقدم أي خدمات لهؤلاء. أما السلطة الفلسطينية، فإنه يحظر عليها العمل في محيط القدس، حسب اتفاقيات أوسلو.
ويتخوف الفلسطينيون خارج الجدار من فقدان حق إقامتهم في مدينتهم. ويقول زياد الحموري، مسؤول مركز القدس، إن إسرائيل تسعى إلى إبقاء 70 ألف فلسطيني فقط في القدس، من أصل 270 ألفا يحملون الهوية الإسرائيلية، بهدف ضمان أغلبية يهودية في المدينة المقدسة.
ويشكو أهل القدس من أنهم يعاملون معاملة الوافدين، الذين يحصلون على إقامات مؤقتة. وحتى عام 1999 كانت إسرائيل تعتبر كل من يغادر القدس لأكثر من 7 سنوات متواصلة، فاقدا حقه في الإقامة. وفي أواخر عام 1998، سن الكنيست الإسرائيلي ما يسمى قانون «مركز الحياة»، وينص على أن تكون القدس مركز حياة أي مواطن، فإذا عمل أو بات خارج القدس، فإن مركز حياته لا يعتبر القدس ويجري سحب المواطنة منه.
يضاف كل ذلك إلى الحملات المنظمة للضرائب وحملات هدم المنازل ومنع إعطاء رخص جديدة للفلسطينيين، ما يجعل حياتهم أصعب، مقابل تكثيف الاستيطان في المدينة.
وقالت هآرتس إن الارتفاع بنسبة 8 في المائة في عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، هو «مسألة غير طبيعية»، ويرتبط إلى حد ما بطريقة تقسيم السكان، إضافة إلى موجة العنف عام 2014 التي وصفتها الصحيفة بأنها أحد أسباب التدهور الذي أصاب أوضاع كثير من العائلات الفلسطينية في المدينة.
وتخلص التقارير إلى أن «الفقر في القدس الشرقية، بات أعمق بكثير وأقسى مما يوجد عليه الحال في غرب المدينة». ولا يحمي العمل الفلسطينيين من النزول تحت خط الفقر.
وتقول الإحصاءات إن 89 في المائة من العائلات التي يعيلها شخص واحد تعيش فعلا تحت خط الفقر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.