بعد أقل من أسبوع على نفي النظام السوري تكليف المهندس عماد خميس بتشكيل حكومة جديدة، تراجع بشار الأسد عن النفي، وكلف يوم أمس بموجب مرسوم رئاسي عماد خميس وزير الكهرباء في حكومة تسيير الأعمال. خلفا لوائل حلقي.
وكان موقع قناة «روسيا اليوم» قد تحدث قبل عدة أيام عن أنه سيتم تكليف خميس بتشكيل الحكومة السورية الجديدة. ونقلت القناة عن مصادر في دمشق تأكيدها على أن «خميس قد أوشك بالفعل على الإعلان عن أسماء طاقمه الحكومي الجديد الذي يضم 12 وزيرا جديدا، مع احتفاظ الوزارات السيادية بوزرائها الحاليين، وهم: وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وزير الداخلية محمد الشعار، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، ووزير المالية إسماعيل إسماعيل».
إلا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نفت ذلك ونقلت عن مصدر إعلامي في النظام، قوله، إن «التشكيل الحكومي يتم وفق الأساليب والطرق الدستورية، وكل ما أذيع أو نشر في مواقع الشبكة العنكبوتية ووسائل إعلامية أخرى غير دقيق إطلاقا». وكان هذا النفي هو الثاني من نوعه للنظام ردا على أنباء تبثها مصادر ووسائل إعلام روسية حول سوريا، ففي مايو (أيار) الماضي تحدثت تسريبات إعلامية روسية عن وجود مشروع روسي للدستور السوري، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ونقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن صفحة رئاسة الجمهورية على فيسبوك: «إن كل ما تناقلته وسائل الإعلام عن هذا الموضوع عار تماما من الصحة»، إلا أن صحيفة تابعة لما يسمى «حزب الله» اللبناني كذبت إعلام الأسد وعادت لتؤكد وجود مشروع روسي للدستور السوري، وأن نسخة من المشروع لديها وعليها ملاحظة الجانب السوري.
وفي خبر عاجل، أمس، قال التلفزيون الرسمي إن الأسد أصدر «المرسوم رقم 187 للعام 2016 القاضي بتكليف المهندس عماد محمد ديب خميس بتشكيل الوزارة في الجمهورية العربية السورية».
وعماد خميس من مواليد سقبا الغوطة الشرقية بريف دمشق 1961، وهي إحدى أول المناطق التي ثارت على نظام الأسد قبل أن تتحول إلى أحد معاقل المعارضة المسلحة المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات الداعمة لها.
وخميس حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة دمشق عام 1981، كلف بإدارة عدد من المديريات في المؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية من 1987 لغاية 2005 ومديرًا عامًا للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق من 2005 - 2008 ومديرًا عامًا للمؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية عام 2008، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد، بنتان وولد. عين خميس وزيرا للكهرباء في حكومة عادل سفر عام 2011، ليعاد تعيينه وزيرا للكهرباء أيضا في الحكومة التي شكلها الدكتور رياض حجاب في 23 يونيو (حزيران) 2012.
وأثار هذا المرسوم السخرية والسخط في أوساط السوريين لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ليس لأن الأسد بدا وكأنه خضع للتعليمات والقرارات الروسية، بل لأن هذا المرسوم جاء بعد أيام قليلة على رفع أسعار المحروقات الذي تسبب بموجة ارتفاع أسعار غير مسبوقة قبل أن ينتصف شهر رمضان الذي يمر على السوريين وهم بأسوأ حال. ويعد عماد خميس، وزيرا الكهرباء لمدة خمس سنوات ماضية أحد أبرز رموز التقشف: الحرمان من الكهرباء، حتى إنه لقب «أمير الظلام» و«وزير العتمة»، باعتباره واضع برنامج التقنين العشوائي والجائر للكهرباء، وبطل تصريح «انقطاع التيار الكهربائي بسبب هجوم إرهابي على خط التغذية الجنوبي»، وهو التصريح الذي اعتاد السوريون سماعه كلما ساءت الأحوال الجوية صيفا وشتاء، التي تتزامن كل مرة مع انقطاع للتيار الكهربائي عدة أيام متتالية. وهو التصريح الذي تم الرد عليه بنكتة شاعت كثيرا بين السوريين «بأن خط الغاز السوري (جذاب) ولذا تكثر الاعتداءات عليه».
وأول تعليق سمع في الشارع على نبأ تكليف عماد خميس برئاسة الحكومة: «والله لينشف الهوا يلي بزلاعيمن». وبحسب سليم صاحب بسطة حلوى أطفال بالصالحية: «خميس تسلم وزارة الكهربا، صارت الكهرباء حلما، فما بالك إذا استلم كل الوزارات!».
بعد نفي أنباء عن تعيينه.. الأسد يكلف {وزير العتمة} رئيسا للحكومة
السوريون يلقبونه بأمير الظلام ويتوقعون مبادرته إلى تقنين تفاصيل حياتهم
بعد نفي أنباء عن تعيينه.. الأسد يكلف {وزير العتمة} رئيسا للحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة