فتح تدعو «التوافق» إلى عدم اقتصار الانتخابات على الضفة وإجرائها في غزة

بعدما حددت الحكومة أكتوبر المقبل موعدًا للانتخابات البلدية

فتح تدعو «التوافق» إلى عدم اقتصار الانتخابات على الضفة وإجرائها في غزة
TT

فتح تدعو «التوافق» إلى عدم اقتصار الانتخابات على الضفة وإجرائها في غزة

فتح تدعو «التوافق» إلى عدم اقتصار الانتخابات على الضفة وإجرائها في غزة

طالبت حركة فتح حكومة التوافق الفلسطينية بصفتها مسؤولة عن الضفة الغربية وقطاع غزة، بإجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية (البلديات) في القطاع كذلك، وألا تقتصر على الضفة الغربية فقط.
وقال المسؤول الإعلامي في فتح منير الجاغوب، في بيان: «على قاعدة تحقيق المشروع الانتخابي المحلي بشكل كامل وشامل، فإن على الحكومة الفلسطينية (التوافق)، أن تلتزم بإجراء انتخابات تشمل بلديات قطاع غزة ودون ذلك سنكون جميعا أمام نتائج غير مكتملة». وأضاف: «نعم لانتخابات المجالس المحلية في الضفة وغزة نعم لوحدة الصوت الوطني الواحد».
وجاء بيان فتح بعد قليل من إصدار الحكومة الفلسطينية، بيانا حددت فيه الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، موعدا نهائيا لإجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية: «وتكليف لجنة الانتخابات المركزية بالبدء في إجراء جميع التحضيرات والترتيبات اللازمة، لتنظيم الانتخابات في موعدها المحدد، كما قرر تكليف وزير الحكم المحلي بمتابعة إتمام التنظيم وإجراء الانتخابات مع لجنة الانتخابات المركزية».
وفي السنوات الماضية، أجريت الانتخابات في الضفة الغربية فقط، من دون قطاع غزة، بسبب عدم التوافق بين حركتي فتح وحماس، ما خلف اتهامات متبادلة من فتح لحماس بتعطيل الانتخابات الديمقراطية وسرقة غزة، ومن حماس لفتح بتعميق الانقسام وفصل الضفة عن غزة.
وعلى الرغم من أن الحكومة الفلسطينية الحالية مسؤولة عن الضفة وغزة بحكم التسمية (التوافق)، لكنها عمليا، لا تحكم في القطاع ما يجعل دعوتها إجراء الانتخابات مقتصرة فقط على الضفة الغربية.
ويوجد أمام فتح وحماس فرصة لاستدراك الأمر إذا نجحوا في تجاوز العقبات خلال الشهور القليلة المقبلة، بعدما فشلوا في ذلك مرات.
وأعربت الحكومة الفلسطينية، أمس، بعد اجتماع في مدينة رام الله، برئاسة رامي الحمد الله، عن بالغ أسفها «لانتهاء الاجتماع الأخير من محادثات المصالحة بين (فتح) و(حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، من دون اتفاق، واستمرار حالة الانقسام وما تسببه من معاناة لأبناء شعبنا في قطاع غزة، ومن مخاطر جسيمة على مشروعنا الوطني».
وجددت الحكومة الدعوة إلى «جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية والجرأة الوطنية أمام شعبنا، وإلى بذل جهود صادقة لتجاوز الصعاب كافة، ومواجهة التحديات بإرادة وطنية صلبة، وإنجاز تطلعات شعبنا وطموحاته بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، وترسيخ بناء مؤسسات دولة فلسطين، حتى نتمكن موحدين من إنجاز حقوقنا الوطنية المشروعة في إنهاء الاحتلال ونيل استقلالنا الوطني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. وتحرير جميع أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال ومعتقلاته».
واختلفت فتح وحماس على ملفي موظفي حكومة حماس السابقة وبرنامج حكومة الوحدة المرتقبة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.