بعد أن حجزت أغلب الغرف الفندقية قبل نحو شهر ونصف من انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية في البرازيل، رفع ملاك العقارات الأسعار أمام السائحين الذين لا يزالون يبحثون عن مكان للإقامة في ريو دي جانيرو خلال دورة الألعاب الأولمبية في أغسطس (آب) المقبل.
ووصل سعر إيجار الشقة المؤلفة من ثلاث غرف نوم، والواقعة بعيدا عن مقار المنافسات والشواطئ، إلى 2305 دولارات في الليلة الواحدة.
ويشير موقع مقارنة الأسعار على الإنترنت «تريفاغو» إلى عدم وجود غرف شاغرة في 97.3 في المائة من الفنادق، وهو ما دفع الزائرين للجوء إلى مواقع إلكترونية للعثور على أماكن للإقامة.
ويتنوع المعروض بداية من غرف متواضعة بأحياء فقيرة، وحتى شقق فخمة في الأحياء الساحلية الراقية.
ولكن يبدو أن بعضا من سكان ريو دي جانيرو حريصون للغاية على تحقيق الربح. ويحاول فيكتور هوغو ألفيس، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، تأجير شقته المؤلفة من ثلاث غرف نوم في حي كوسمي فيليو مقابل نحو 2305 دولارات في الليلة خلال الأولمبياد، بحسب «رويترز».
وتطل الشقة على تمثال شهير للمسيح، لكنها تبعد بنحو ثمانية كيلومترات عن شاطئ كوباكابانا و35 كيلومترا عن المتنزه الأولمبي. وقال ألفيس لـ«رويترز»: «لم تستأجر بعد.. كان الاهتمام أقل من مستوى آمالي».
وفي الجانب الآخر من المدينة، يحاول فيليبي باسوس (37 عاما) تأجير شقة مؤلفة من غرفة واحدة بالقرب من مطار غالياو مقابل 5764 دولارا خلال الحدث الرياضي الكبير. وقال باسوس: «يعكس السعر أن الشقة يمكن أن تأوي ثمانية أشخاص».
وبالسعر نفسه تمكن مارسيلو تبدينو هرناندز من تأجير شقته المؤلفة من ثلاث غرف والواقعة في منطقة عليها إقبال بالقرب من المنطقة الشاطئية المشهورة بركوب الأمواج ومناظر الغروب الرائعة - بين كوباكابانا وأبانيما.
وخلال الأسابيع الماضية تحسنت مؤشرات الأسواق البرازيلية في مجملها تحسنا نوعيا بوتيرة أفضل مقارنة بأدائها العام منذ مطلع العام، وكان في ريادتها المؤشرات العقارية. وأغلقت سوق الأسهم في البرازيل الأسبوع الماضي على ارتفاعات، حيث صحبت المؤشرات للأعلى، وقد سُجلت مكاسب في قطاعات المواد الأساسية، المالية والعقارات.
وتعد منطقة أميركا اللاتينية من بين أحد أهم المناطق الاستثمارية العقارية من حيث الربحية عالميا، لكن المعوقات والاضطرابات السياسية التي تضرب دولها منذ عدة أشهر تعد التحدي الأكبر لهذا النمو. وتشير تقارير اقتصادية إلى أن العائد السنوي على الاستثمار يقارب 20 في المائة بالكثير من المناطق اللاتينية، وواعد بفرص النمو على المدى الطويل؛ حيث إن عدد السكان يتجاوز 400 مليون نسمة في البرازيل والمكسيك وكولومبيا وبيرو وتشيلي، بالإضافة إلى نمو الطبقة الوسطى في السنوات الأخيرة، ما انعكس إيجابيًا على السوق العقارية. وتكمن محاور قوة المنطقة في النمو المستمر وارتفاع مستويات الدخل، بالإضافة إلى ارتفاع الطلبات على العقارات لمعدل الإعمار المعتدل في المنطقة.
وتأتي تلك الانتعاشة في وقت تشير فيه تقارير كثيرة إلى تراجع الاستثمارات في أسواق دول البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وذلك لأسباب متعددة، سواء سياسية أو اقتصادية نتيجة الركود العالمي أو عدم تعافي أسعار النفط إلى مستوياتها في مطلع عام 2014.
وأظهر تقرير لشركة «إنفيسكو» صدر الأسبوع الماضي، أن ثقة المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط مستقرة رغم تحديات الظروف الخارجية، وأن رؤوس أموال سيادية جديدة تتدفق إلى الأسواق الأميركية الواعدة، فيما تبتعد الاستثمارات عن أسواق البرازيل وروسيا والصين؛ خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات في الأصول العقارية.
على الجانب الآخر، يتضح من إحصاءات أميركية حديثة أن البرازيليين هم أكبر فئة لمشتري العقارات في ميامي الأميركية ويليهم الفنزويليون والأرجنتينيون. وأشارت إحصاءات جمعية وكلاء العقارات بميامي أن الأجانب أنفقوا 6.1 مليار دولار في شراء العقارات بالمدينة العام الماضي ليمثل هذا المبلغ 36 في المائة من إجمالي مبيعات العقارات، فيما تمثل إسهامات الأجانب 8 في المائة من إجمالي مبيعات العقارات للولايات المتحدة على الصعيد الوطني.
وهذه الإحصاءات تتزامن مع تصريحات مستفزة للمرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، الذي يتحدى في حديثه أغلب «المهاجرين»، ويسعى لبناء جدار عازل مع دول جوار على غرار المكسيك، وإلى حظر دخول الكثير من الجنسيات إلى أميركا، ومن بينهم ذوو الأصول اللاتينية. بينما تدفقت دفعات من المهاجرين من أصل لاتيني في هدوء إلى مدينة ميامي بولاية فلوريدا جنوب البلاد ليشكلوا أغلبية السكان المحليين. وغالبا ما تتلقى فئة المهاجرين تعليما جيدا وتكون ظروفهم الاقتصادية ميسورة. فإضافة إلى التمتع بالشمس والشاطئ والبحر، اشتروا منازل فخمة بها أحواض سباحة وأرسلوا أطفالهم إلى أفضل المدارس، ويبدو أنهم قد «سيطروا» على الطبقة الوسطى والعليا للمجتمع المحلي، حيث أصبحت اللغة الإسبانية متداولة في معظم أنحاء المدينة.
الأولمبياد ينعش الإيجارات في البرازيل
الفنادق محجوزة بالكامل.. والمؤشرات تتحسن بعد أشهر من الخفوت
الأولمبياد ينعش الإيجارات في البرازيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة