تل أبيب تحاول تأجيل بيان «الرباعية الدولية» المتوقع أن يدين سياسة الاستيطان

هيرتسوغ يتفق مع أبو مازن على صيغة سلام ونتنياهو يدعو كيري لاستبدال المبادرة الفرنسية

تل أبيب تحاول تأجيل بيان «الرباعية الدولية» المتوقع أن يدين سياسة الاستيطان
TT

تل أبيب تحاول تأجيل بيان «الرباعية الدولية» المتوقع أن يدين سياسة الاستيطان

تل أبيب تحاول تأجيل بيان «الرباعية الدولية» المتوقع أن يدين سياسة الاستيطان

كشف النقاب في تل أبيب، عن صيغة اتفاق مبدئي لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، كان قد توصل إليها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مع رئيس المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هيرتسوغ، قبيل الانتخابات الأخيرة.
وقال مصدر مقرب من هيرتسوغ، إن هذه الصيغة تعتبر «تفاهمات سياسية مبدئية، نجمت عن سلسلة من المفاوضات السرية التي أجراها هيرتسوغ مع أبو مازن، في نهاية سنة 2014، قبل أشهر من الانتخابات الإسرائيلية». وقد شارك فيها من طرف هيرتسوغ، الجنرال في الاحتياط، إفرايم سنيه، الذي شغل ذات مرة، منصب نائب وزير الدفاع، وشارك فيها، من طرف أبو مازن، مسؤول فلسطيني لم ينشر اسمه. وقد جرى الاتفاق على أن تشكل مبادرة السلام العربية، قاعدة للواقع الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط، بعد توقيع الاتفاق.
وفي مسألة الحدود، اتفق الطرفان على تحويل السيطرة للدولة الفلسطينية العتيدة على كل المناطق التي تم احتلالها في حرب الأيام الستة في عام 1967، مع تبادل أرض تعادل 4 في المائة من مساحة الضفة العربية مع أراضٍ من إسرائيل. وفي مسألة القدس، اتفقا على انسحاب إسرائيل من أحياء القدس الشرقية، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فيما تتولى بلدية واحدة معالجة الشؤون البلدية في العاصمتين. وحسب الخطة، كان من المفروض أن تعمل في الحرم القدسي قوة متعددة الجنسيات، فيما يخضع حائط المبكى للسيادة الإسرائيلية. كما تم الاتفاق على حل مسألة اللاجئين على أساس مبادرة السلام العربية المشتركة القائمة على القرار 194 للأمم المتحدة، ووفقًا له يتم دفع تعويضات مالية لغالبية اللاجئين، وعودة قسم رمزي منهم على أساس قرار مشترك. وفي جوهر التفاهمات، التي تم التوصل إليها في مسألة الترتيبات الأمنية، كان الاتفاق بين الجانبين، على إنشاء وسائل تكنولوجية إسرائيلية على المعابر على طول الحدود الشرقية، وإقامة نقطتين للمدرعات على حدود الغور، تحسبًا لانهيار النظام القائم شرق الأردن. وجرى الاتفاق على أن يتم الإشراف على إحباط الإرهاب بواسطة آليات مشتركة تضم الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين.
وقال هيرتسوغ معقبًا، إنه في الاتصالات التي أجراها في 2014، بذل جهودًا من أجل التوصل إلى تفاهمات تمنع، مسبقًا، موجة الإرهاب التي توقعها، تمامًا مثل الجهد الذي يبذله الآن كي لا يؤدي تخلي حكومة اليمين عن مبادرة عقد مؤتمر إقليمي، إلى اندلاع الحرب المقبلة.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر مقربة من نتنياهو، أنه ينوي إجراء لقاء سريع، في وقت قريب، مع الوزير كيري لمجابهة الزخم المتعاظم للمبادرة الفرنسية وتقرير «الرباعية الدولية» في موضوع الجمود السياسي، الذي سيتم نشره يوم الخميس المقبل. وأكدت هذه المصادر، أن نتنياهو دعا كيري إلى استبدال مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي يدفع بالتسوية الإقليمية. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن نتنياهو أجرى محادثة هاتفية مع كيري، يوم الجمعة الماضي، واتفقا على الالتقاء قريبًا من أجل التحدث وجهًا لوجه. وقال موظف رفيع في وزارة الخارجية الأميركية للتلفزيون الإسرائيلي، إنه لم يجر، حتى الآن، تحديد موعد نهائي للقاء، على الرغم من محاولات ترتيبه.
واعترف مصدر مقرب من نتنياهو، بأن السبب الرئيسي للقاء بين نتنياهو وكيري، هو الانشغال الدولي المتزايد، في الفترة الأخيرة، بعملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، خصوصًا مبادرة السلام الفرنسية، التي تثير قلقًا كبيرًا في ديوان رئيس الحكومة. وقال مسؤولون كبار في القدس، إن المبادرة الفرنسية تشهد زخمًا، ويبدو أن الإدارة الأميركية، حتى وإن لم تكن متحمسة لها، فإنها لا تكلف نفسها وقفها. وهذا الموقف الأميركي يقلق نتنياهو، خصوصًا أن كيري كان قد حضر لقاء وزراء الخارجية، الذي عقد في باريس، في الثالث من الشهر الحالي، وهو ما وفر الدعم للمبادرة الفرنسية.
ومن التطورات الأخرى التي تثير قلقًا كبيرًا في ديوان نتنياهو، التقرير الذي ستنشره «الرباعية الدولية»، بعد غد الخميس، وسيستعرض الجمود السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، والخطر الذي يتهدد حل الدولتين. ويتوقع أن يوجه التقرير، انتقادات شديدة اللهجة إلى إسرائيل في موضوع البناء في المستوطنات، والسياسة المتبعة في المناطق (ج) في الضفة الغربية، التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمنيًا ومدنيًا. ويأمل نتنياهو أن يقنع كيري بتأخير النشر، وإذا جرى ذلك، فسيحاول نتنياهو استخدام اللقاء من أجل تخفيف نص التقرير وتوصياته.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، جلسته الشهرية لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط. ومن بين ما تتخوف منه الحكومة الإسرائيلية، هو استغلال «الرباعية الدولية» للجلسة، من أجل صياغة بيان رئاسي لمجلس الأمن، يتبنى تقرير «الرباعية الدولية» بمجمل توصياته. ويمكن لبيان رئاسي كهذا، حتى إن كان له مغزى رمزيًا فقط، أن يعزز أهمية التقرير.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.