المعارضة تعيد وصل داريا بمعضمية الشام.. ومقتل مقدم من قوات النظام

«داعش» يستعيد السيطرة على حقل نفطي وسط اشتباكات قرب مدينة الطبقة

المعارضة تعيد وصل داريا بمعضمية الشام.. ومقتل مقدم من قوات النظام
TT

المعارضة تعيد وصل داريا بمعضمية الشام.. ومقتل مقدم من قوات النظام

المعارضة تعيد وصل داريا بمعضمية الشام.. ومقتل مقدم من قوات النظام

تضاربت المعلومات حول تقدم قوات النظام السوري، مدعومة بقوات «صقور الصحراء»، باتجاه مطار الطبقة العسكري في الرقة، وسط تأكيدات بأن معارك عنيفة تدور بين مقاتلي «داعش» من جهة وقوات النظام من جهة أخرى في محيط حاجز وحقل صفيان جنوب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي. في غضون ذلك، تمكن مقاتلو المعارضة السورية في داريا في جنوب دمشق، من فتح ممر بين داريا ومعضمية الشام، خلال عملية عسكرية مباغتة نفذت أمس.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تلك المعلومات، مشيرًا إلى وقوع أسرى من قوات النظام لدى الفصائل. ولفت إلى أن الاشتباكات «ترافقت مع قصف متبادل وتفجير الفصائل لمبنى في المنطقة». وتحدث المرصد عن اشتباكات دارت ليل أول من أمس في محور البحارية بالغوطة الشرقية «أسفرت عن مقتل ضابط برتبة مقدم من قوات النظام».
وأفاد المرصد السوري بأن «أكثر من 20 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين له، لقوا مصرعهم خلال الهجوم الذي نفذه مقاتلو الفصائل المعارضة على أطراف مدينة داريا، الذين تمكنوا خلاله من التقدم وإجبار قوات النظام على الانسحاب من مراكز لها في أطراف المدينة من جهة مزارع الشياح».
وفي المقابل، أطلقت الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري أمس، 40 برميلاً متفجرًا على مدينة داريا ومحيطها بالغوطة الغربية، بالتزامن مع قصفها بأكثر من 12 صاروخا أرض - أرض، دون ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية.
ويعد هذا الخرق الأول لقوات المعارضة منذ نجاح قوات النظام بفصل المدينتين قبل ثلاثة أشهر، في محاولة لإطباق الحصار على مدينة داريا التي تتمتع برمزية كبيرة، وتقع جنوب مطار المزة العسكري في دمشق.
في غضون ذلك، توسعت دائرة القصف النظامي في حلب، حيث قصفت طائرات حربية، حي الشيخ خضر بمدينة حلب، في حين قتل 4 مواطنين، جراء القصف الجوي على حي طريق الباب في حلب، بينما ألقى الطيران المروحي عددا من البراميل المتفجرة على بلدة حريتان ومنطقة القبر الإنجليزي بريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى قصفها بلدتي كفر حمرة ومعارة الأرتيق بريف حلب الشمالي الغربي.
بالتزامن، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام السوري باتت على بعد 7 كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة، وهو ما دفع تنظيم داعش لشن هجمات عسكرية على محاور أخرى، بعد يوم واحد على استعادته السيطرة على حقل نفطي كان النظام سيطر عليه الأحد.
وبعد تقدم قوات النظام السوري بإسناد جوي روسي الأحد نحو مدينة الطبقة (شمال) ومطارها العسكري الذي يسيطر عليه تنظيم داعش، ذكر مكتب «أخبار سوريا» أن التنظيم شن أمس هجوما على نقاط عسكرية نظامية في قرية أنباج ومفرق قرية زكية على طريق الرقة - أثريا جنوب غربي مدينة الطبقة الخاضعة لسيطرته بريف الرقة الغربي، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، من دون أن يحرز التنظيم أي تقدم، وذلك بعد أن استعاد ليل الأحد السيطرة على حقل الثورة النفطي جنوب مدينة الطبقة، بعد سيطرة القوات النظامية عليه لعدة ساعات، وسط اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
بدورها، ذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش أن قواته استعادت السيطرة على حقل الثورة النفطي، بعد الاستعانة بانتحاريين نفذا عمليتين انتحاريتين، مشيرة إلى أن قوات التنظيم «تضغط على المواقع المحيطة بالحقل والحاجز تمهيدا لاقتحامهما»، مشيرة إلى أن قوات النظام «تحصنت في مثلث الرصافة نتيجة المعارك المستمرة منذ يوم الأحد».
وأوضح الناشط الإعلامي المعارض مهاب ناصر، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن التنظيم استهدف بأربع عربات مفخخة يقودها عناصر في صفوفه، تجمعات القوات النظامية على أطراف حقل الثورة، لتندلع على أثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن سيطرة التنظيم على الحقل الذي يبعد عن مطار الطبقة العسكري قرابة 12 كيلومترا جنوبًا، إضافة لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وكانت قوات النظام تقدمت إلى مسافة 7 كيلومترات عن الطبقة، بعد أسبوع من المراوحة قبل أن تتيح لها الضربات الجوية الروسية التقدم، إضافة إلى تعزيز وحدة النخبة في الحرس الجمهوري. ومدينة الطبقة التي سيطر عليها الجهاديون في 2014 تبعد خمسين كلم من الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا. وتشكل نقطة عبور رئيسية على ضفاف الفرات، وستسمح استعادتها لقوات النظام بقطع طريق إمداد الجهاديين من جهة الغرب. ويسيطر المتشددون على القسم الأكبر من محافظة الرقة، باستثناء مدينتي تل أبيض وعين عيسى اللتين طردوا منهما في هجوم لقوات سوريا الديمقراطية التي تضم غالبية من المقاتلين الأكراد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.