بعد ثلاثة أيام من الحداد، استؤنفت أمس حملة الاستفتاء في بريطانيا جزئيًا، حيث أظهرت الاستطلاعات مجددًا تعادلاً بين مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ورافضيه بعد مقتل النائبة جو كوكس.
وبدءًا ببوريس جونسون، نجم المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الداعم الرئيسي لبقائها في الصف الأوروبي، كثف السياسيون المقابلات قبل أربعة أيام من الاستفتاء الحاسم.
وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة «تايمز»: «عندما تقفزون من الطائرة، لن تكون هناك وسيلة للعودة إليها. إذا غادرنا، فسيكون ذلك للأبد، لن يكون هناك رجوع ممكن»، متحدثا عن «خيار مصيري». وشبه رئيس الوزراء كلا من بوريس جونسون ومايكل غوف زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة غير مسؤولين يضعون عائلاتهم «في سيارة فراملها غير صالحة، وخزانها يتسرب» منه الوقود. وردّ جونسون على زعيم حزبه في مقابلة مع «صن أون صنداي» بأن «ما من شيء يخشوه البريطانيون في حال خروجهم من الاتحاد الأوروبي»، مشيرًا إلى أن لديهم «فرصة فريدة لاستعادة زمام المبادرة».
وفي بيرستال، البلدة الصغيرة في شمال إنجلترا، حيث قتلت جو كوكس بوحشية الخميس، أقيمت صلاة في ذكرى النائبة المؤيدة لأوروبا. ولا يزال توماس مير المتهم بقتل كوكس معتقلاً في سجن «بلمارش» بجنوب شرقي لندن. وكان هتف داخل المحكمة التي مثل أمامها للمرة الأولى السبت «الموت للخونة، الحرية لبريطانيا». ومن المقرر أن يمثل مجددًا اليوم أمام المحكمة، فيما أمرت القاضية بإخضاعه لتقييم نفسي. ويفضل المحللون أن يبقوا حذرين بشأن التأثير المحتمل لمقتل كوكس على الاستفتاء المزمع إجراؤه الخميس.
ووضع أول استطلاع للرأي أجراه معهد «سورفيشن» يومي الجمعة والسبت بعد الحادث المأسوي، المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في المقدمة مع 45 في المائة من الأصوات، مقابل 42 في المائة حصل عليها المعسكر المؤيد لخروجها، في حين كان الاستطلاع الأخير الذي أجراه المعهد يشير إلى نتيجة معاكسة تماما.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي صبت الأسبوع الماضي في مصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأحد تعادلاً تامًا بين المعسكرين. واعتبر مدير معهد «يوغوف» للأبحاث أنتوني ويلز أن هناك «عودة إلى الوضع الذي كان قائمًا».
من جهته، قال نايجيل فاراج، زعيم حزب يوكيب المناهض لأوروبا، عبر قناة «أي تي في» إن معسكر أنصار الخروج كان «يتمتع بدينامية جيدة حتى وقوع هذه المأساة الرهيبة»، ملمحًا إلى أن الوضع لم يعد كما كان عليه.
وردًا على سؤال لصحيفة «هيرالد سكوتلند»، رأى النائب عن الحزب الوطني الاسكوتلندي ألكس سالموند أن المأساة «قد يكون لها تأثير ملحوظ»، لافتا إلى أن «تأثيرها قد يكون دائما في كيفية ممارسة السياسة والخروج من المأزق».
وعبر «أي تي في»، دعا وزير المال جورج أوزبورن إلى «مناقشة أكثر هدوءا بعد الموت المأساوي لجو كوكس»، مذكّرا بـ«الأخطار الهائلة» لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وندّد بآخر ملصق لحملة فاراج الذي يظهر مجموعة من اللاجئين مشطوبة بشعار «بريكينغ بوينت» (نقطة قطع)، علما بأنه نشر قبيل مقتل كوكس.
وقال إنه «ملصق يثير الاشمئزاز، يذكّر بالدعاية النازية في الثلاثينات». حتّى إن الملصق وجِه بانتقادات داخل معسكر أنصار الخروج، وصدر أبرزها من وزير العدل مايكل غوف.
كاميرون محذرًا الناخبين: التصويت بمغادرة «الأوروبي» لا رجعة فيه
مؤيدو البقاء ينافسون مجددًا في الاستطلاعات بعد مقتل النائبة كوكس
كاميرون محذرًا الناخبين: التصويت بمغادرة «الأوروبي» لا رجعة فيه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة