جرى توجيه اتهامات رسمية لثلاثة أشخاص من بين المعتقلين، عقب مداهمات نفذتها الشرطة البلجيكية بعد توفر معلومات عن وجود مخطط إرهابي في العاصمة بروكسل. وقالت وسائل الإعلام، أمس، إن الشرطة نجحت في إحباط هجمات إرهابية مأساوية، على غرار ما وقع في مارس (آذار) الماضي. كما جرى الكشف أمس أن الأشخاص الثلاثة الذين وجهت إليهم اتهامات، أول من أمس، بالتورط في أنشطة إرهابية، بينهم اثنان من عائلة الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي اللذان شاركا في تنفيذ هجمات بروكسل مارس الماضي، وكانت السلطات قد وجهت الاتهام رسميا لثلاثة أشخاص من بين 12 معتقلا عقب مداهمات مساء الجمعة داخل وخارج بروكسل شملت 40 منزلا. ولا يزال شبح التهديد الإرهابي مخيما على بلجيكا بعد ثلاثة أشهر على اعتداءات بروكسل، ويشكل توجيه الاتهام، أول من أمس، إلى ثلاثة مشتبه بتورطهم في «محاولة اغتيال»، دليلا على أن الجهاديين لا يزالون ناشطين ميدانيا على الأراضي البلجيكية رغم التحقيقات. هل أمكن تجنب وقوع اعتداء جديد، بعد الاعتداءات التي أسفرت عن 32 قتيلا وأكثر من 300 جريح، في المطار وفي مترو بروكسل في 22 مارس، بفضل العشرات من عمليات الدهم في 22 بلدة بلجيكية، ليلة أول من أمس؟
وقالت محطة «في آر تي» البلجيكية إن الأشخاص الثلاثة بينهم شخص تربطه علاقة مباشرة بكل من خالد البكراوي الذي فجر نفسه في محطة مترو ببروكسل، وإبراهيم البكرواي الذي فجر نفسه في مطار بروكسل. وحسب المصادر نفسها، فإن هذا الشخص عمره 29 عاما، وقبل 6 سنوات تورط مع إبراهيم في عملية سطو غير ناجحة على مكتب تغيير الأموال في بروكسل، وعوقب بالسجن 6 سنوات، بينما هناك شخص آخر من بين المعتقلين الثلاثة تربطه صلة قرابة بعائلة البكراوي، ولكن بشكل غير مباشر. من جهة أخرى، قامت الشرطة البلجيكية، ظهر أمس، بإخلاء محطة قطارات وسط بروكسل، وهي إحدى المحطات الرئيسية في العاصمة، وذلك إثر العثور على حقيبتين بجوار المكان المخصص لبيع التذاكر، وجرى إغلاق أبواب المحطة، وتقرر أيضًا حظر توقف القطارات فيها، بينما جرى إبلاغ عناصر القوة المكلفة بالكشف عن المتفجرات التي حضرت إلى المكان، بحسب المتحدث باسم الشرطة بيتر دوايل الذي أضاف أنه جرى العثور على حقيبتين بالقرب من مكان بيع التذاكر. وتفاديا لأي مخاطر، تعاملت الشرطة مع الأمر بالجدية المطلوبة، وقررت إغلاق المحطة لحين فحص الحقائب. وبعد ساعات قليلة عادت وسمحت باستئناف العمل، وفتح أبواب المحطة من جديد للمسافرين.
ويأتي ذلك عقب الإعلان عن تفادي وقوع هجمات إرهابية في بروكسل، بعد حملة اعتقالات ومداهمات، مساء الجمعة، شملت 40 منزلا داخل وخارج العاصمة البلجيكية، و152 مرفأ، وجرى اصطحاب 40 شخصا لاستجوابهم، ثم اكتفت الشرطة بالإبقاء على 12 شخصا لفترة من الوقت، وعادت وأطلقت سراح 9 منهم، وقررت اعتقال ثلاثة وجهت لهم اتهامات تتعلق بالتخطيط لعمليات قتل في إطار إرهابي، والاشتراك في نشاط جماعة إرهابية، ووجهت التهم، السبت، لثلاثة أشخاص، هم سمير سي، وعمره 27 عاما، ومصطفى بي، 40 عاما، وجواد بي، 29 عاما. ولم يعثر على أي أسلحة أو متفجرات خلال عملية الدهم، التي جرت من دون وقوع أي حادث يذكر، بحسب تصريح سابق لمكتب النائب العام الفيدرالي. وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل إن الإجراءات الأمنية ستعزز في الفعاليات الجماهيرية. وكتب في تغريدة بعد اجتماع مع مجلس الأمن البلجيكي يقول فيها إن الفعاليات الجماهيرية ستجرى في توقيتاتها المقررة، داعيا الجمهور إلى الحفاظ على الهدوء.وأفادت وسائل إعلام بلجيكية في وقت سابق أن مسلحين إسلاميين قد يكونون خططوا لهجوم على منطقة يتجمع فيها مشجعو كرة القدم في بروكسل، وتعرض فيها مباريات الفريق البلجيكي في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016. وفي 22 مارس الماضي، قتل 32 شخصا في تفجيرات في مطار بروكسل وفي محطة للمترو. وتخضع البلاد حاليا للمستوى الثالث على مقياس التأهب لمكافحة الإرهاب، أي قبل درجة واحدة من المستوى الأخير. وشهدت الأيام الأخيرة عددا من التحذيرات من هجمات جديدة. ويأتي ذلك بعد أن فرضت السلطات الأمنية البلجيكية إجراءات حراسة مشددة على 4 من أعضاء الحكومة منذ الجمعة لوجود أدلة بشأن مخطط لاستهدافهم هم وأفراد عائلاتهم، وذلك وفقا لتسريبات نشرتها وسائل إعلام بلجيكية خلال الساعات القليلة الماضية، التي سبق أن سربت معلومات أمنية أخرى تفيد بوجود مخطط إرهابي يستهدف مركز تجاري كبير في العاصمة وأحد المطاعم العالمية المشهورة، وهذا الأمر سبب إحراجا كبيرا للحكومة التي تدرس حاليا تشديد العقوبات بشأن تسريب المعلومات الأمنية، وخصوصا الوثائق المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وبدأت السلطات تحقيقا حول التسريبات الأخيرة.
وكانت معلومات تسربت، صباح السبت، أن مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر لديه أدلة واضحة على وجود مخطط إرهابي يستهدف 4 وزراء وعائلاتهم ويتعلق الأمر برئيس الوزراء شارل ميشال، ووزير الداخلية جان جامبون، و أيضًا ديديه رايندرس وزير الخارجية وكوين جينس وزير العدل، ويخضعون منذ مساء الجمعة لحراسة أمنية مشددة. وقد ظهرت المؤشرات بشأن الخطة الإرهابية ضد الوزراء في اجتماعات أمنية انعقدت الجمعة.
وعلقت أوساط حكومية أن تسريب مثل هذه الوثائق يعتبر تصرفا غير مسؤول، وأضافت في تصريحات للإعلام في بروكسل أن ما جرى تسريبه يعرض حياة الوزراء الأربعة للخطر، وكذلك الأمر بالنسبة للوزراء الآخرين الذين علم الجميع أنهم لا يخضعون للحراسة المشددة.
وتقول الشرطة البلجيكية إنها تسلمت أخيرا إشعارا يفيد بأن مجموعة من مسلحي تنظيم «داعش» غادرت سوريا أخيرا متوجهة إلى أوروبا لتنفيذ هجمات في بلجيكا وفرنسا. وفي غضون ذلك، ألقت الشرطة البلجيكية، الجمعة، القبض على شخص بلجيكي يدعى يوسف أي أيه، واتهمته بشبهة الضلوع في نشاطات إرهابية ذات صلة بهجمات بروكسل، التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
وأفادت وسائل إعلام بلجيكية أن 8 أشخاص اتهموا لصلتهم بهذه الهجمات، التي نفذها ثلاثة مهاجمين انتحاريين. وأكد المحققون وجود علاقة بين مفجري بروكسل وهجمات تنظيم داعش في باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، التي قتل فيها 130 شخصا. وقد قدم عدد من منفذي هجمات باريس من بلجيكا، كما صنع بعض المتفجرات المستخدمة فيها في شقة ببروكسل.
بروكسل: إخلاء محطة قطارات.. وتشديد الحراسة على رئيس الحكومة
التهديد الإرهابي لا يزال مخيمًا على بلجيكا.. واثنان من المعتقلين الثلاثة من عائلة منفذي هجمات مارس
بروكسل: إخلاء محطة قطارات.. وتشديد الحراسة على رئيس الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة