بن دغر يطالب مؤسسات المجتمع المدني بتقديم تصوراتها للمرحلة المقبلة

أكد سعي حكومته إلى شراكة فاعلة مع المنظمات الداخلية

بن دغر يطالب مؤسسات المجتمع المدني بتقديم تصوراتها للمرحلة المقبلة
TT

بن دغر يطالب مؤسسات المجتمع المدني بتقديم تصوراتها للمرحلة المقبلة

بن دغر يطالب مؤسسات المجتمع المدني بتقديم تصوراتها للمرحلة المقبلة

أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد دغر، أن حكومته تدرك طبيعة الدور الهام الذي تمثله منظمات المجتمع المدني، خصوصًا في هذا الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد، مشيرا إلى أنها تهدف إلى إقامة شراكة واسعة مع منظمات المجتمع المدني، لتلعب دورًا جوهريا على المستوى المحلي والدولي، وأن الحكومة تعمل على صياغة مشروع للشراكة، ولتفعيل دور هذه المنظمات.
وطلب رئيس الوزراء في لقائه أمس مع ممثلي النقابات ومنظمات المجتمع المدني في عدن، من ممثلي المنظمات، تقديم تصور عما تستطيع تقديمه والتسهيلات المطلوبة من الحكومة.
ولفت إلى أهمية إقامة اتصال فعال ومباشر بين وزارة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، مشيرًا إلى حجم الشراكة القائمة بين الحكومة والعالم، والدور الفعال الذي يجب أن يكون لمنظمات المجتمع المدني في هذه الشراكة.
وتطرق بن دغر إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني في عدن في هذه الفترة، لتجاوز آثار الحرب وإعادة مظاهر الحياة الطبيعية، والدور التنويري والثقافي للمدينة التي كانت صاحبة دور رائد على المستوى الوطني والمنطقة.
وتحدث ممثلو النقابات والمنظمات عن الأوضاع التي عاشتها مدينة عدن أثناء الحرب، والدور الذي لعبته المنظمات في الوقت الذي غابت فيه جميع مؤسسات الدولة.
واستعرض الممثلون الصعوبات التي تواجهها منظمات المجتمع المدني، وخصوصا تلك المتعلقة بالتعامل مع المنظمات الدولية التي استمرت تدير أعمالها من مناطق خارج السلطة الشرعية.
كما طرحت في اللقاء ملاحظات ممثلي نقابات ومنظمات المجتمع المدني، التي تلخصت ملاحظاتهم في توفير الخدمات الأساسية من كهرباء وصحة ومياه، ومعالجة الجرحى ورعاية أسر الشهداء وكيف يتم معالجتها.
وأكد بن دغر أن الحكومة تعمل بكل الطرق المتاحة لتوفير الخدمات العامة والأساسية للمواطن اليمني وخصوصا في الكهرباء والمياه، وأن الحكومة تهتم بالجرحى ورعاية أسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للدفاع عن الوطن وشرعيته الدستورية، مشيرا إلى أن الحكومة مع السلام الدائم والعادل في اليمن وهذا لن يتحقق إلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي «2216» والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والنقاط الخمس المتفق عليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.