تل أبيب تعترف بفشل جهودها لمنع تأييد {الأوروبي} للمبادرة الفرنسية

362 نائبًا في برلمان الاتحاد ينتقدون القوانين الإسرائيلية العنصرية

تل أبيب تعترف بفشل جهودها لمنع تأييد {الأوروبي} للمبادرة الفرنسية
TT

تل أبيب تعترف بفشل جهودها لمنع تأييد {الأوروبي} للمبادرة الفرنسية

تل أبيب تعترف بفشل جهودها لمنع تأييد {الأوروبي} للمبادرة الفرنسية

اعترف مسؤول كبير في وزارة الخارجية في تل أبيب، أمس، بفشل الجهود الإسرائيلية في منع التأييد الأوروبي الجارف للمبادرة الفرنسية. وقال إن الجهود منصبة حاليا على محاولة تخفيف حدة القرار المتوقع صدوره اليوم، في اجتماع وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفيه يؤكدون دعم المبادرة الفرنسية وتبني البند الرئيسي فيها، وهو عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة إسرائيل والفلسطينيين، حتى نهاية السنة.
وقال المسؤول، إن إسرائيل حاولت منذ تحريك المبادرة الفرنسية، قبل شهور، وبشكل خاص خلال اجتماع وزراء الخارجية، الذي عقد في باريس في مطلع الشهر الحالي، التأثير على مجريات الأمور لكنها فشلت. وأضاف: «في البداية عملنا بهدوء، مقتنعين بأن الفرنسيين يسيرون ببطء وتردد. ولكننا نلاحظ أنهم خلال الأسابيع التي مرت، منذ انعقاد اجتماع وزراء الخارجية، يواصلون دفع مبادرتهم بكل قوة، بغية تجنيد الدعم الدولي لها ودفع خطوات مكملة، كتشكيل طواقم العمل الدولية التي ستهتم بصياغة خطوات بناء الثقة، وترتيبات أمنية ومحفزات اقتصادية، وقد بدأت المبادرة تكتسب زخما دوليا واضحا.
وادعى المسؤول الإسرائيلي، أن الفرنسيين راحوا يمارسون الضغوط على وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، وعلى وزراء خارجية بقية دول الاتحاد، من أجل اتخاذ قرار يجند الاتحاد الأوروبي للمبادرة. وتوقع أن تحقق فرنسا من خلال القرار الذي سيتم اتخاذه، كل رغباتها، وأن يعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعمهم للمبادرة، والدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام. وخلال الأسبوع الأخير، عملت وزارة الخارجية الإسرائيلية وسفارات إسرائيل في العواصم الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، من أجل صد القرار. وبعثوا برسالة تعارض بشدة المبادرة الفرنسية وكل خطوة تهدف إلى دفعها. وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع، إنه يستدل من التقارير التي وصلت إلى وزارة الخارجية في القدس، على أنه تم رفض كل الادعاءات التي طرحها سفراء إسرائيل في غالبية عواصم أوروبا، بأدب. وأضاف: «الجميع يوافقون معنا على أنه من المفضل مبدئيا إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكنهم، بشكل عملي، لا يتطرقون إلى رفضنا للمبادرة الفرنسية. وفي كثير من الدول لا يتفهمون موقفنا بكل بساطة. لا بل هناك مزيد من الدول التي ترغب في تعزيز المبادرة الفرنسية، خاصة في ظل غياب أي مبادرة أخرى تحاول كسر الجمود في العملية السلمية».
ويستدل من تقارير وصلت إلى وزارة الخارجية من سفارات إسرائيل في أنحاء أوروبا، على أن أكثر الدول صداقة لإسرائيل من القارة، تشيكيا وقبرص وإيطاليا، تدعم المبادرة الفرنسية ومعنية بدفعها. أما ألمانيا التي ساعدت إسرائيل في السابق على صد خطوات مشابهة في الاتحاد الأوروبي، فهي لا تعارض أيضا القرار المرتقب اتخاذه اليوم، على الرغم من تحفظها على المبادرة الفرنسية. وفي ضوء الفشل في صد القرار، تحاول وزارة الخارجية الإسرائيلية، حاليا، تخفيف صيغته. ويركز الدبلوماسيون الإسرائيليون بشكل خاص، على محاولة إسقاط بند يربط بين المبادرة الفرنسية واقتراح الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) 2013 ترقية العلاقات مع إسرائيل إلى درجة «شريك مفضل ومميز»، مقابل اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقد رفضت إسرائيل حتى اليوم إجراء أي اتصالات رسمية مع الاتحاد الأوروبي حول هذا الاقتراح. وتعتقد أن الربط بين هذين الأمرين يعني طرح شرط أوروبي آخر لتحسين العلاقات مع إسرائيل. وقد حاولت إسرائيل في العامين الماضيين، دفع مسائل مختلفة أمام الاتحاد الأوروبي، لكنه تم إبلاغها بأن ذلك سيتم في إطار ترقية مكانة إسرائيل، بعد توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال المسؤول الإسرائيلي إن «الأوروبيين يطرحون أمامنا مزيدا ومزيدا من الشروط لتحسين العلاقات. وكما يبدو فإننا لن ننجح في منع الإشارة إلى المبادرة الفرنسية في القرار الذي سيتم اتخاذه، لكننا نرغب في الفصل قدر الإمكان، بينها وبين السياسة الشاملة للاتحاد الأوروبي، خصوصا في كل ما يتعلق بصفقة المحفزات التي عرضتها أوروبا على إسرائيل».
يذكر أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، سيبدأ اليوم زيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، التي سيلقي خلالها خطابا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. وعشية الزيارة، بعث إليه رؤساء 4 كتل في البرلمان الأوروبي تضم 362 نائبا، برسالة أعربوا فيها عن قلقهم الكبير إزاء مشروع قانون وسم الجمعيات التي تتلقى تمويلا أجنبيا، والذي يستهدف، في الأساس، الجمعيات اليسارية. وأكد رؤساء الكتل في رسالتهم أن مشروع القانون يشجع الهجوم على نشطاء حقوق الإنسان، ويمكنه أن يمس التعاون بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.
ووقّع الرسالة التي وصلت إلى ريفلين في الثامن من الشهر الحالي، رؤساء الكتل الأربع التي تمثل نصف البرلمان تقريبا، وهم: جياني فيتالي، رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (190 نائبا)، وغاي فيرهوفشتاد، رئيس الحكومة البلجيكية سابقا، ورئيس كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي (70 نائبا)، وفيليب لامبرت ورابيكا هيرمس، رئيسا كتلة حزب الخضر والتحالف الأوروبي الحر (50 نائبا)، وغبرئيلا تسيمر، رئيسة كتلة اليسار الأوروبي الموحد (52 نائبا). وكتب الخمسة لريفلين أن البرلمان الأوروبي يدير علاقات صداقة مع الكنيست الإسرائيلي، على أساس القيم المشتركة. وحسب أقوالهم، فإن الكتل التي يمثلونها تعمل مع تنظيمات غير حكومية كثيرة، تعتبر جزءا من المجتمع المدني في إسرائيل، ولذلك «يعنينا الإعراب عن قلقنا إزاء الضغط المتزايد والهجمات الأخيرة ضد تنظيمات المجتمع المدني في إسرائيل. وقد أبلغ ممثلو هذه التنظيمات أخيرا، بحدوث ظواهر غير مسبوقة، كتقليص عملها، ومحاولات نزع شرعيتها والملاحقة المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك التهديد بالمس الجسدي». ويشير أعضاء البرلمان إلى شعورهم بالقلق الأكبر إزاء قانون الجمعيات، الذي يناقشه الكنيست هذه الأيام. وأكدوا أن هذا القانون يقوم على التمييز ويستهدف قسما من منظمات المجتمع المدني في إسرائيل فقط. وأضافوا أن هذا القانون يعرض نشطاء حقوق الإنسان وكأنهم عملاء أجانب، و«يمكن لذلك أن يؤدي إلى هجمات أخرى ضدهم، وسحق الأسس الديمقراطية لإسرائيل والمس بمكانتها الدولية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.