الرئيس السوداني يعلن وقفًا جديدًا لإطلاق النار.. و«الحركة الشعبية» ترحب به

عرمان يدعو لتسريع وقف العدائيات وإطلاق الأسرى والمعتقلين

الرئيس السوداني عمر البشير
الرئيس السوداني عمر البشير
TT

الرئيس السوداني يعلن وقفًا جديدًا لإطلاق النار.. و«الحركة الشعبية» ترحب به

الرئيس السوداني عمر البشير
الرئيس السوداني عمر البشير

رحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان بإعلان الرئيس عمر البشير وقف إطلاق النار، وأبدت استعدادها الفوري لمناقشة وقف العدائيات والقضايا الإنسانية، واعتبرته امتدادًا لإعلانها السباق بوقف إطلاق النار. ودعت الخرطوم لإرسال وفودها إلى أديس أبابا فورًا لتعمل في إطار الوساطة الأفريقية لتفعيل الإعلانين، وتحديد آليات مراقبة وقف العدائيات في المسارين، والاتفاق على عملية سلمية شاملة تخاطب القضايا الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وتؤدي إلى وقف القصف الجوي وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
وأعلن الرئيس عمر البشير وقفًا جديدًا لإطلاق النار بمناطق العمليات، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لمدة أربعة أشهر بدأت أمس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) في وقت متأخر من ليل أول من أمس (الجمعة)، أن إعلان وقف إطلاق النار يعد «بادرة حسن نيات»، لإتاحة الفرصة للحركات المتمردة غير الموقعة على وثيقة الدوحة، لإلقاء السلاح واللحاق بالعملية السلمية في السودان، وتجديدًا لدعوة الرئيس للقوى السياسية والحركات المسلحة للانضمام للحوار الوطني المزمع عقد جمعيته العمومية في السادس من أغسطس (آب) المقبل.
ولم يشر قرار أول من أمس (الجمعة) لوقف إطلاق النار في دارفور، التي تقاتل فيها الحكومة عددا من الحركات المسلحة، أبرزها «العدل والمساواة» و«تحرير السودان» بشقيها منذ 2003. لكن الجيش السوداني أعلن في أبريل (نيسان) الماضي إقليم دارفور خاليا من التمرد ومن الحركات المسلحة، مؤكدًا سيطرته على آخر معاقل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور في جبل مرة.
وقال بيان صادر عن الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، ياسر عرمان، اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أمس، إن فصائل الجبهة الثورية المسلحة أعلنت استعدادها لمثل هذه الخطوة في إعلان باريس: «وتؤكد الحركة الشعبية مرة أخرى، استعدادها للجلوس فورًا لمناقشة وقف العدائيات ومخاطبة القضايا الإنسانية».
وحذرت الشعبية مما سمته المحاولات الفاشلة للقوات الحكومية التي تستهدف مواقعها، ومحاولات دعم قوات حكومية محاصرة في جبال النوبة، وقالت إنها ستتعامل معها بدقة، جاء في البيان: «سنتعامل معها بدقة ومع أي اعتداء تقوم به»، مشترطة مخاطبة القضايا الإنسانية وقضايا الحريات ووقف الحرب بشكل متزامن ومتلازم، وعدم عزل قوى المعارضة المسلحة والمدنية كافة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.