معاناة مئات الهاربين من «داعش» في جنوب الموصل وسط تجاهل الحكومة العراقية

نازحون يناشدون السعودية وخادم الحرمين الشريفين لتقديم يد العون

نازحون من الموصل ينتظرون إنهاء إجراءاتهم الأمنية لينقلوا إلى مخيم ديبكةجنوب غربي أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
نازحون من الموصل ينتظرون إنهاء إجراءاتهم الأمنية لينقلوا إلى مخيم ديبكةجنوب غربي أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

معاناة مئات الهاربين من «داعش» في جنوب الموصل وسط تجاهل الحكومة العراقية

نازحون من الموصل ينتظرون إنهاء إجراءاتهم الأمنية لينقلوا إلى مخيم ديبكةجنوب غربي أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
نازحون من الموصل ينتظرون إنهاء إجراءاتهم الأمنية لينقلوا إلى مخيم ديبكةجنوب غربي أربيل أمس («الشرق الأوسط»)

على بعد نحو (48 كيلومترا جنوب غربي مدينة أربيل)، يقع مخيم ديبكة الذي يأوي النازحين الذين وصلوا مؤخرا إلى المخيم بعد نجاحهم في الهرب من ناحية القيارة وقضاء الشرقاط، والقرى والبلدات الأخرى جنوب الموصل، ويستقبل المخيم يوميا المئات من سكان تلك المناطق الذين يسلمون أنفسهم لقوات البيشمركة والجيش العراقي في الجبهات الأمامية.
وتوفر قوات البيشمركة لهؤلاء النازحين مع وصولهم مياه الشرب، وتقدم للجرحى منهم الرعاية الصحية، قبل النقل إلى مخيم ديبكة، حيث خصص جزء منه لتدقيق أسمائهم، ومعرفة ما إذا كانوا منتمين إلى تنظيم داعش أم لا، وبعد انتهاء تلك الإجراءات يدخلون المخيم وينضمون إلى النازحين الآخرين. «الشرق الأوسط»، تجولت في مخيم ديبكة الذي يحتضن حاليا سبعة آلاف نازح، والتقت النازحين فيه لمعرفة معاناتهم وإيصال أصواتهم إلى المجتمع الدولي.
يقول المواطن، بدري صالح، من سكان بلدة الحاج علي (جنوب الموصل) الخاضعة لسيطرة «داعش»، لـ«الشرق الأوسط» «مسلحو (داعش) طردوني من منزلي، واتخذوه مقرا لهم، فاستهدفته الطائرات ودُمر بالكامل؛ لذا بدأنا نحن أهل هذه القرى الواقعة جنوب الموصل بالهرب من خلال المزارع، وعند اقترابنا من مواقع القوات الأمنية، رفعنا الراية البيضاء، فنقلونا إلى هذا المخيم». وأردف صالح بالقول «النازحون هناك أعدادهم كبيرة جدة، وهذه الأعداد في تزايد يومي؛ لذا نحن في حاجة إلى توفير أكبر عدد من الخيم لإيوائنا، ونناشد المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمد يد العون لنا نحن النازحين في إقليم كردستان؛ فالإقليم يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وأعداد النازحين تزداد يوما بعد يوم».
من جانبه، بين المواطن حسام أحمد، من ناحية القيارة، لـ«الشرق الأوسط» «الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة (داعش) مأساوية جدا، ليس هناك طعام ومواد غذائية كافية، إضافة إلى ذلك، التنظيم بدأ بطردنا من منازلنا، لكن الحمد لله تمكنا أن نهرب ونصل هذه المنطقة الآمنة، حيث استقبلتنا قوات البيشمركة، وفر لنا الخيرون من سكان هذه المناطق المأكل والملبس».
من جهته، روى المواطن سلام عمر، الذي هرب مع مجموعة أخرى من الشباب من بلدة الحاج علي، لـ«الشرق الأوسط»، قصة إعدام «داعش» لثلاث نساء من بلدته، وأضاف أنه «اعتقل التنظيم ثلاث نساء من بلدتنا أثناء محاولتهن الهرب منها، وأعدمهن فورا، حتى إن واحدة منهن كانت تحمل معها رضيعها».
بدوره، قال مدير فرع مؤسسة بارزاني الخيرية في مخيم ديبكة، رزكار عبيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع فی المخيم جيدة، لكننا لا نمتلك مكانا كافيا لإيواء النازحين الجدد، فخلال اليومين الماضيين استقبلنا نحو ثلاثة آلاف نازح، وأعداد النازحين تزداد يوميا، فاليوم (أمس) استقبلنا أكثر من 1300 نازح آخر، من مناطق جنوب الموصل، وغالبية هؤلاء النازحين هم من بلدة الحاج علي. والوضع بالنسبة لنا أصبح صعبا جدا، لأننا لا نستطيع أن نستوعب أي نازح آخر»، مستدركا بالقول: «نعمل الآن على إيجاد حل لهذه المشكلة بالتنسيق مع المنظمات الدولية وحكومة الإقليم، من خلال إنشاء مخيمات أخرى».
وأردف عبيد بالقول إنه «ليس هناك أي دور للحكومة العراقية في هذا المخيم، ولحد الآن لم تتحرك لحل مشكلة إيواء النازحين فيه، ولم يقدموا أي شيء للمخيم، ونطالبها بالعمل على حل أزمة النازحين الجدد ومعرفة احتياجاتهم من مواد غذائية ومخيمات».
وطالب عبيد بإنشاء مخيمات جديدة للنازحين، متوقعا نزوح أعداد أكبر من الموصل وأطرافها خلال الأيام المقبلة، كاشفا بالقول إنه «بحسب المعلومات الواردة لنا من النازحين الهاربين من (داعش)، فإن هناك نحو 25 ألف شخص آخر سينزحون من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم جنوب الموصل باتجاه قضاء مخمور وناحية ديبكة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.