والد الفلسطيني الذي قتل حرقًا: سأتوجه للقضاء من أجل هدم منازل قتلة ابني

قال إنه يسعى لتطبيق القانون الإسرائيلي على اليهود مثلما يطبق على العرب

والد الفلسطيني الذي قتل حرقًا: سأتوجه للقضاء من أجل هدم منازل قتلة ابني
TT

والد الفلسطيني الذي قتل حرقًا: سأتوجه للقضاء من أجل هدم منازل قتلة ابني

والد الفلسطيني الذي قتل حرقًا: سأتوجه للقضاء من أجل هدم منازل قتلة ابني

قال حسين أبو خضير، والد الفتى المغدور محمد الذي أحرقه مستوطنون حتى الموت في 2014، إنه «سيتوجه للمحاكم الإسرائيلية والدولية إذا استوجب الأمر، وذلك للمطالبة بهدم منازل قتلة ابنه وعائلاتهم من الإسرائيليين كما تفعل السلطات مع الفلسطينيين حتى من حملة الهوية الإسرائيلية، الذين يثبت مشاركتهم في عمليات ضد الإسرائيليين».
وأضاف أبو خضير لـ«الشرق الأوسط»: «سأذهب لمحكمة العدل العليا، وإذا رفضوا سنتوجه للجنايات الدولية... وأقله يجب هدم منازل النازيين الجدد».
وجاء موقف أبو خضير بالتوجه للقضاء بعدما تسلم محامي العائلة رسالة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، جاء فيها إن جريمة قتل الفتى محمد لا تتطلب هدم منازل القتلة، ردًا على طلب الوالد بهدم منازلهم. وادعت الوزارة أن حالات الإرهاب اليهودي نادرة للغاية، مقارنة بالهجمات العربية ضد اليهود، ولذلك لا توجد هناك حاجة لوضع رادع لمنفذي هجمات يهود محتملين من خلال هدم منازل قتلة أبو خضير.
وجاء في الرسالة أنه «يتم النظر عادة في تأثير الرادع ضد منفذي هجمات محتملين، وبالنظر إلى حجم ظاهرة الجرائم المعادية الخطيرة في المجتمع اليهودي، فإن الحاجة لتطبيق هذه القوة ليست موجودة». كما أشارت الرسالة إلى أن جريمة قتل أبو خضير هزت المجتمع الإسرائيلي عميقا، وأن السلطات الأمنية والقانونية الإسرائيلية «عملت ليلاً ونهارًا للعثور على الرجال الذين ارتكبوا هذا العمل البغيض لتقديمهم للمحاكمة.. وفي ظل الظروف الحالية، فإن الإجراء المناسب هو ضمان تنفيذ العدالة لجريمة قتل محمد أبو خضير، وليس هدم المنازل وفقًا لأنظمة الدفاع».
وقتل محمد أبو خضير (16 عامًا) من حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة في الثاني من يوليو (تموز) عام 2014، بعدما خطفه ثلاثة إسرائيليين وضربوه ونكلوا به، ورشوا عليه البنزين، ثم أحرقوه وهو على قيد الحياة في غابة في القدس الغربية.
وساهمت جريمة قتل أبو خضير التي أثارت صدمة كبرى لدى الرأي العام الفلسطيني في تصعيد أعمال العنف، وصولاً إلى حرب غزة في يوليو وأغسطس (آب) 2014.
والشهر الماضي فقط أصدرت المحكمة المركزية في القدس حكمًا بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 20 عامًا على يوسف حاييم بن ديفيد، المتهم الرئيسي في عملية قتل أبو خصير. وجاءت إدانة المتهم الرئيسي بن ديفيد بعد أن تمت إدانة قاصرين كانا قد ساعداه في وقت سابق. وقال بن ديفيد في المحكمة إن «كل ما جرى لم يكن تحت سيطرتي، أعتذر وأطلب الصفح»، فرد عليه أبو خضير الوالد: «عنصري نازي فلتمت».
وأصدر قضاة المحكمة المركزية القرار بسجن المتهم السجن المؤبد (25 عامًا)، إضافة إلى 20 عاما يقضيها وراء القضبان، وتعويض عائلة الضحية بـ150 ألف شاقل إسرائيلي (الدولار يساوي 3.70 شاقل). وقد طلب الادعاء العام الإسرائيلي وممثله المدعي العام أوري كورب بالسجن المؤبد للمستوطن بن ديفيد (31 عامًا) لحرق أبو خضير، بالإضافة إلى 20 عاما بتهمة الخطف، و15 عاما أخرى لجرائم أخرى ودفع مبلغ 228 ألف شاقل.
وبعد الحكم أعاد أبو خضير الطلب بهدم منازلهم، تماشيًا مع سياسة هدم منازل منفذي الهجمات الفلسطينيين.
وتقوم السلطات الإسرائيلية بهدم منزل أي فلسطيني يثبت مشاركته في عمليات ضد إسرائيليين، وتتضاعف هذه الإجراءات في القدس لحملة الهوية الإسرائيلية، إذ تشمل إضافة إلى عمليات هدم المنازل سحب هويات وطرد عائلات وسحب بعض الامتيازات منهم.
وتابع أبو خضير قائلا: «إن شاء الله سنهدم منازلهم مثلما يفعلون بالعرب». وأضاف أنه «ليس صحيحًا أن الإرهاب اليهودي نادر، إنه أخطر وإلا فماذا يعني قتل ابني حرقًا.. وماذا يعني حرق عائلة دوابشة، واستهداف منازل ومساجد ومدارس، وإعدام فلسطينيين؟..ثم من المتسبب بكل شيء أليس الاحتلال؟».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.