تخضع مجموعة من الأشخاص في الجزائر حاليا للتحقيق من طرف جهاز الدرك الذي اعتقلهم الأسبوع الماضي، بسبب «الإساءة للذات الإلهية»، و«دعوة الجزائريين إلى الإلحاد» و«نشر المسيحية»، وذلك عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي، وهي أفعال يعاقب عليها التشريع الجزائري بالسجن.
وأعلن الدرك عبر موقعه الإلكتروني أمس أن أفراده المختصين في التحقيقات المرتبطة بما يعرف بـ«الإجرام الإلكتروني»، تمكنوا من تحديد هوية «عناصر شبكة إجرامية خطيرة تنشط على الإنترنت، ولها أتباع بمختلف مناطق الوطن مختصة في معاداة الدين الإسلامي». ووضع التحري في القضية ضمن «إطار المراقبة العامة للإقليم، وكذا مكافحة الجرائم بمختلف أنواعها خاصة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وفي إطار عمليات البحث والتحري على الإنترنت ومتابعة النشاطات الهدامة وذات الطابع الإجرامي».
وقال الدرك إن «هذه الشبكة تضع على الإنترنت منشورات وفيديوهات دعائية، ومقالات ورسوم كاريكاتورية تسيء إلى الإسلام والمقدسات الدينية، وتسب المسلمين بصفة عامة، وتستهزئ بالدين وشعائر الإسلام عن طريق الكتابة والرسم في موقع إلكتروني»، مضيفا أن «هذه الشبكة تقوم أيضا بتحريف سور القرآن الكريم وأحاديث النبي (ص) والتشكيك فيهما. وتعدت أنشطة عناصرها إلى حد دمج أغان في آيات من القرآن الكريم ونشرها على الإنترنت، مما أثار موجة كبيرة من ردود الفعل الرافضة والمنددة بهذه التصرفات لدى الجزائريين، خاصة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الأفعال المعاقب عليها قانونا بموجب المادة 144 مكرر 2 من قانون العقوبات».
وتنص هذه المادة على عقوبة السجن أدناها ثلاث سنوات وتصل إلى خمس سنوات، وبغرامة من 50 ألف دينار (نحو 450 دولارا) إلى 100 ألف دينار (900 دولار)، أو بإحدى هاتين العقوبتين ضد «كل من أساء إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو بقية الأنبياء أو استهزأ بالمعلوم من الدين بالضرورة، أو بأي شعيرة من شعائر الإسلام، سواء عن طريق الكتابة أو الرسم، أو التصريح أو أي وسيلة أخرى».
وبحسب الدرك فإن «الشبكة تتحرك على مستوى عدة ولايات من الوطن، وهي ذات امتداد دولي وعلى علاقة بشبكات تدعو إلى الإلحاد والتنصير، وهي موجودة في بعض بلدان الشرق الأوسط كسوريا ومصر». وأضاف الجهاز الأمني، الذي يعد فرعا من الجيش، أنه «بعد مواصلة التحقيق في القضية، من طرف الدركيين المحققين التابعين لفصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالمسيلة (250 كلم جنوب شرقي العاصمة) تم ضبط شخصين، أحدهما يبلغ من العمر 27 سنة يسمى رشيد فضيل. أما الثاني فيبلغ من العمر 28 سنة (لم يذكر اسمه). وقد اتضح أن الشخص الأول صاحب محل تجاري بوسط مدينة المسيلة، يعمل من دون وثائق رسمية، وتم تفتيش المحل وحجز عتاد وأغراض استعملت في ارتكاب الجريمة، بمشاركة من زميله الذي يقيم بنفس المدينة». وتعد المسيلة من أكبر المناطق المحافظة وأكثرها تدينا في البلاد.
وتابع الدرك موضحا أن أفراده «حجزوا أربع وحدات مركزية خاصة بأجهزة الإعلام الآلي، وهاتفين جوالين يتضمنان تسجيلا صوتيا خاصا بالمدعو رشيد فضيل، يتلو فيه آيات قرآنية ممزوجة بالغناء. وعقب ذلك تم تقديم المعنيين بالأمر أمام وكيل الجمهورية (ممثل النيابة) لدى محكمة سيدي عيسى (ولاية المسيلة)، الذي أمر بإيداعهما الحبس الاحتياطي».
وسبق للسلطات أن اعتقلت نشطاء بـ«فيسبوك»، بسبب تصريحات أو نشر صور مسيئة للدين ولقيم وأخلاق المجتمع، لكنها لأول مرة تتحدث عن وجود امتدادات خارجية لمثل هذه الأنشطة.
8:14 دقيقة
الجزائر: تفكيك خلية في شبكة دولية تنشر الإلحاد
https://aawsat.com/home/article/668051/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D9%83-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF
الجزائر: تفكيك خلية في شبكة دولية تنشر الإلحاد
اعتقال فردين منها بتهمة تحريف القرآن
الجزائر: تفكيك خلية في شبكة دولية تنشر الإلحاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة