واشنطن تتهم موسكو باستهداف فصيل كان يعد لشن هجمات ضد «داعش» في شرق سوريا

رصدت 500 مليون دولار لبرنامج تدريب وتجهيز المجموعات المعارضة

واشنطن تتهم موسكو باستهداف فصيل كان يعد لشن هجمات ضد «داعش» في شرق سوريا
TT

واشنطن تتهم موسكو باستهداف فصيل كان يعد لشن هجمات ضد «داعش» في شرق سوريا

واشنطن تتهم موسكو باستهداف فصيل كان يعد لشن هجمات ضد «داعش» في شرق سوريا

فتحت الضربة الجوية التي تعرضت لها ميليشيا «جيش سوريا الجديد»، ملف استهداف الفصائل المعتدلة المدعومة من واشنطن في سوريا، إذ تعد هذه الميليشيا نواة جيش يحظى بدعم أميركي وبريطاني، وينتشر «جيش سوريا الجديد» قرب معبر التنف الحدودي مع العراق، وتلقى بعض عناصره التدريب في الأردن قبل العودة إلى سوريا وانتزاع معبر التنف من يد «داعش»، ويتحضر لإطلاق هجمات ضد «داعش» في مدن دير الزور في شرق سوريا.
واستهدفت ضربات جوية اتهمت واشنطن موسكو بتنفيذها الخميس، اجتماعا مشتركا بين مقاتلين سوريين وعراقيين ينتمون إلى «جيش سوريا الجديد» و«جيش أسود الشرقية» و«جيش العشائر العراقية»، المدعومين من قبل التحالف الدولي، كان مخصصا لتنسيق المعركة ضد تنظيم داعش على جانبي الحدود، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الجمعة، بعد إعلان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن طائرات روسية شنت «سلسلة غارات» قرب معبر التنف الحدودي مع العراق مستهدفة مقاتلين من المعارضة تلقى بعضهم دعما من الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يثير «مخاوف جدية بشأن النوايا الروسية» في سوريا. وأفاد «المرصد» بأن طائرات حربية لم يحدد هويتها «نفذت عصر الخميس ضربتين على معسكر لمقاتلي (جيش سوريا الجديد) بالقرب من معبر التنف الحدودي مع العراق»، لافتا إلى أن القصف استهدف «اجتماعا ضم مقاتلين من جيش سوريا الجديد وآخرين من العشائر العراقية المدعومين من التحالف الدولي» بقيادة أميركية.
وبحسب المرصد، كان الاجتماع مخصصا «لتنسيق القتال ضد تنظيم داعش في الجانبين السوري والعراقي»، مشيرا إلى مقتل عنصرين أحدهما سوري والآخر عراقي بالإضافة إلى إصابة أربعة آخرين جراء الغارات.
و«جيش سوريا الجديد» ميليشيا معارضة شكلت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وهو يضم 125 مقاتلا وفق «المرصد»، يتحدرون بشكل رئيسي من محافظة دير الزور (شرق سوريا)، بالإضافة إلى حمص (وسطها)، وتلقوا تدريبات في معسكر تابع لقوات التحالف الدولي في الأردن. ويسعى «الجيش» وفق «المرصد» إلى «التقدم نحو ريف دير الزور بشكل متواز مع تقدم مقاتلي العشائر العراقية نحو مدينة القائم المقابلة لمدينة البوكمال بهدف قطع إمدادات التنظيم بين سوريا والعراق».
ولقد رصدت واشنطن عام 2015 مبلغ 500 مليون دولار لبرنامج تدريب وتجهيز لعدد من المجموعات المعارضة غير الجهادية في سوريا لكن جرى تعليقه بعد أشهر عدة لعجزه عن تحقيق نتائج. ولاحقًا استأنفت واشنطن العمل بهذا البرنامج ولكن بشكل مخفف. وتعرض البرنامج لانتكاسة، إثر مهاجمة «جبهة النصرة» مقرات حركة «حزم» المدعومة أميركيًا والقضاء عليها، قبل أن تهاجم مقاتلين خضعوا للتدريب على يد مدربين أميركيين وتجمعوا تحت لواء «الفرقة 30» وذلك في أغسطس (آب) 2015، وقبل ثلاثة أشهر، دخل 50 مقاتلاً هم عداد الفرقة 31 إلى حلب، بعد تلقيهم تدريبات في تركيا.
يذكر أن طائرات روسية استهدفت في وقت سابق، مجموعات من المعارضة غير الجهادية، بينها مقر لـ«جيش العزة» في محافظة حماه (وسط سوريا)، وهو فصيل مقاتل تدعمه واشنطن ودول عربية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.