التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، كلا على حدة، وبحثا معهما تسوية الأزمة السورية.
وفي مستهل اللقاء الذي عقد على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، أعرب بان كي مون عن امتنانه للرئيس الروسي، على الجهود التي يبذلها على الساحة الدولية.
من جانبه، أكد بوتين للأمين العام للمنظمة الدولية، دعم جميع خطواته التي يتخذها لحل المشكلات الدولية الأكثر تعقيدا.
كما تحدثت وكالة الصحافة الألمانية، عن لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالمبعوث الأممي للأزمة السورية، ستيفان دي ميستورا، على هامش المنتدى. ونقلت وسائل إعلام عن دي ميستورا قوله إن موعد استئناف المفاوضات السورية لم يتم تحديده بعد.
ونشر موقع «روسيا اليوم» أمس، عن لافروف خلال مشاركته في جلسة نادي «فالداي» الدولي على هامش منتدى بطرسبورغ الدولي، استغرابه تصريحات نظيره الأميركي جون كيري، التي قال فيها إن «للصبر حدودا» فيما يخص الأزمة السورية، وقوله: «إنني رأيت تصريحات جون كيري ودهشت. يتحلى جون كيري عادة بضبط النفس، ولا أعرف ماذا حصل معه. ومن ثم قرأت توضيحا أصدرته وزارة الخارجية الأميركية حول تصريحات كيري، وعليهم أن يتحلوا بصبر أكبر».
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان في هذا الخصوص أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تحدث أكثر من مرة عن «سياسة صبر استراتيجي» تمارسها إدارته.
وأردف: «وفيما يخص جوهر الموضوع الذي أثار قلق جون كيري لهذه الدرجة، فهو تحدث عن نفاد الصبر بشأن عجزنا عن عمل ما يجب علينا أن نفعله مع بشار الأسد، فأذكر بأننا لم نقدم أي التزامات أو وعود لأحد».
من جهته، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال إن الجانب الروسي «يود مناقشة مسألة مواصلة محادثات جنيف حول التسوية السورية، ويرى ضرورة استئنافها في أسرع وقت ممكن». وحول التهدئة المعلن عنها في حلب لمدة 48 ساعة، اعتبارا من منتصف الليلة الماضية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ردا على سؤال للصحافيين، إن موسكو اتفقت على هذه الخطوة مع واشنطن على أعلى المستويات، مؤكدا دعوة بلاده إلى تعزيز نظام التهدئة في هذه المدينة.
وكان المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، ومقره في مطار حميميم، قد أعلن عن تهدئة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة «بغية تخفيف حدة المواجهات والعنف المسلح».
وبينما أعرب ميخائيل بوغدانوف عن أمل بلاده في أن تستمر الهدنة لوقت غير محدود، ذهب مراقبون إلى الربط بين إعلان الهدنة في حلب واللقاء الأخير في طهران الذي جمع وزراء دفاع روسيا وإيران والنظام السوري، والذي قالت بعض المصادر إن إيران طلبت خلاله من روسيا زيادة الدعم العسكري الجوي الروسي للعمليات البرية التي تنفذها قوات النظام وقوات إيرانية، الأمر الذي لم تبد روسيا ارتياحا له.
الخبير العسكري الروسي فلاديمير يفسييف قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مشكلة في تقديم الدعم لإيران في معركة حلب»، معربًا عن اعتقاده أن الإعلان عن الهدنة لمدة 48 ساعة مرتبط أكثر بالعلاقات بين موسكو وأنقرة، موضحًا أن «روسيا لا تريد الانجرار إلى حرب مع تركيا»، وأن «هذه هي المشكلة الرئيسية بخصوص الوضع في حلب، والأساس الذي انطلقت منه روسيا» في إعلان الهدنة.
في هذا السياق أشار يفسييف إلى أن روسيا قد خففت من حدة الانتقادات التي كانت توجهها لرجب طيب إردوغان وأفراد عائلته عبر الإعلام الرسمي، لافتًا إلى أن رجب طيب إردوغان من جانبه وجه تهنئة للرئيس بوتين بمناسبة العيد الوطني لروسيا. وعلى هذا الأساس يرى الخبير العسكري الروسي أن «روسيا تحاول ألا تتدهور العلاقات مع تركيا إلى مستويات أدنى مما هي عليه الآن»، ذلك أن مصير الأزمة السورية مرهون في الواقع، وفق ما يقول يفسييف، بطبيعة العلاقات التركية - الروسية، ليستنتج أنه «إذا تحسن الوضع بين روسيا وتركيا بشكل أو بآخر، وقامت تركيا بشكل ما بإضعاف قوة ونفوذ الإسلاميين، فعندها قد نتمكن من تحقيق نقلة في الوضع في حلب وما حولها، أما إذا لم يحدث هذا فلن يتغير الوضع، وطالما هناك ممر على الحدود التركية - السورية بين كوباني وعفرين فسيكون من الصعب تغيير أي شيء»، على حد قول الخبير الروسي يفسييف.
وبالنسبة للدعم الروسي لإيران في معركة حلب، فيرى الخبير الروسي يفسييف، أن «روسيا لا تنوي أن تحارب بدلاً من السوريين، ولا سيما بدلاً من الإيرانيين»، منوها بأن لروسيا مخططاتها الخاصة، وليس من المهم بالنسبة لها من يكون الرئيس في سوريا، وأن يبقى بشار أم لا، كما أنها «لا تريد أن تكون سوريا ممر ترانزيت لـ(حزب الله)». وختم الخبير الروسي حديثه معربا عن قناعته بأنه «لدى روسيا اهتمامات مختلفة عن الاهتمامات الإيرانية، روسيا تحاول أن تجد حلا للعقدة».
بوتين ولافروف يبحثان الأزمة السورية مع بان كي مون ودي ميستورا
مصادر: روسيا لن تحارب بدلاً من إيران.. ولا تريد أن تكون سوريا ممرًا لـ«حزب الله»
بوتين ولافروف يبحثان الأزمة السورية مع بان كي مون ودي ميستورا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة