«الائتلاف» و«التنسيق» يؤكدان دعمهما جهود «الهيئة التفاوضية».. والحل وفق بيان جنيف

اتفقا على تشكيل لجان مشتركة وتحرك مشترك في الداخل السوري

«الائتلاف» و«التنسيق» يؤكدان دعمهما جهود «الهيئة التفاوضية».. والحل وفق بيان جنيف
TT

«الائتلاف» و«التنسيق» يؤكدان دعمهما جهود «الهيئة التفاوضية».. والحل وفق بيان جنيف

«الائتلاف» و«التنسيق» يؤكدان دعمهما جهود «الهيئة التفاوضية».. والحل وفق بيان جنيف

أكد كل من «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» و«هيئة التنسيق الوطنية» دعم جهود الهيئة العليا التفاوضية والالتزام بالحل السياسي الوطني وفق بيان جنيف، وعلى قاعدة التوافق الوطني بين مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وباقي الأطياف، واتفق الطرفان على أن خلاص الشعب السوري بكافة توجهاته يتحدد بالخلاص من نظام الاستبداد والقتل، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف، وفق ما أعلن الطرفان في البيان الختامي لاجتماعاتهما في بروكسل، التي انتهت يوم أمس بمؤتمر صحافي مشترك، وذلك في نطاق توحيد موقف المعارضة ورؤيتها للتطورات في سوريا وآفاق الحل السياسي.
وأشار أحمد رمضان عضو الائتلاف، المشارك في هذه اللقاءات، إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون هناك اجتماعات دورية بين قيادتي الطرفين على أن يعقد اللقاء المقبل، في الأول في شهر يوليو (تموز) المقبل، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه ستكون هناك ورش عمل تقوم بها لجان مشتركة حول الإطار التنفيذي لبيان جنيف، وأخرى حول التحرك الدولي والإقليمي بشأن القضية السورية، وثالثة حول التحرك المشترك في الداخل السوري، إضافة إلى ورش عمل حول العملية السياسية الانتقالية، كذا تنظيم زيارات مشتركة إلى الدول المعنية بالقضية السورية.
وشدد الطرفان على ضرورة دعم جهود الهيئة العليا للمفاوضات وتعزيز أدائها، وهي القضية التي ستكون محور إحدى ورش العمل التي اتفق عليها، على أن تعقد بحضور ممثلين عن الهيئة، بحسب رمضان، مشيرا إلى أنه لم يتم التطرق لأي تغييرات في تركيبة الوفد، على اعتبار أن الاجتماعات ارتكزت على تطوير التنسيق بين الائتلاف والهيئة.
وعن مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي لم يتم التطرق إليه في البيان الختامي، ذكر رمضان أن هذا الأمر متفق عليه في اللقاء السابق في يوليو 2015 وفي وثيقة الرياض، مؤكدا التوافق على رفض أي وجود للأسد خلال الفترة الانتقالية أو في مستقبل سوريا.
وجاء في البيان المشترك، أن رؤية الطرفين تتلخص بنقاط أساسية، أبرزها، التأكيد على أن خلاص الشعب السوري بكافة توجهاته بمن فيهم الموالاة يتحدد بالخلاص من نظام الاستبداد والقتل، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف. ورأى الطرفان أن محاربة الإرهاب تشترط إنهاء الاستبداد واستنهاض قوى المجتمع الوطنية، بقيادة الهيئة الحاكمة الانتقالية وفق استراتيجية إقليمية ودولية.
وكانت القضية الكردية محورا أساسيا في اجتماعات بروكسل، بحيث تم التوافق على تطوير رؤية المعارضة السورية لها وإيجاد حل عادل لها في نطاق وحدة سوريا أرضا وشعبا، وبما يحقق الاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، ومشاركة القوى الكردية السياسية والثورية في بناء سوريا الديمقراطية.
وأكد المجتمعون «إدانتهم للمجازر المروعة التي تشهدها سوريا على يد الأسد وحلفائه، وخطط التهجير القسري، وحصار مناطق كاملة ومنع الغذاء والدواء عنها، واستمرار الاعتقالات وحالات الإخفاء القسري؛ ما حال دون إيجاد بيئة تؤدي لانطلاق مفاوضات بناءة».
ورأى المجتمعون، أن الشعب السوري بكافة مكوناته، كان ضحية لإجرام النظام وعجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية له؛ ما جعله عرضة للفوضى والتدمير والإرهاب بكل أشكاله، وشددوا على رفض أي احتلال أو تدخل أجنبي.
ودعا الائتلاف والهيئة الاتحاد الأوروبي لتطوير دوره في دعم الحل السياسي وإنجاحه، والمشاركة الفاعلة في رعاية العملية التفاوضية وتطبيق القرارات الدولية، وإنهاء عنف النظام والتصدي للإرهاب بكل أشكاله، وتعزيز رعايته للاجئين السوريين وحل مشكلاتهم. وقد أعرب عن شكرهما وتقديرهما للاتحاد الأوروبي وهيئة العمل الخارجي للاتحاد على دعمهما لهذا الاجتماع، وتوفير التسهيلات اللازمة لإنجاحه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.