حملات طائفية تقودها جهات أجنبية ضد السفارة السعودية في العراق

السبهان لـ «الشرق الأوسط»: الحملات التحريضية ضدنا تؤكد أننا على الطريق الصحيح

حملات طائفية تقودها جهات أجنبية ضد السفارة السعودية في العراق
TT

حملات طائفية تقودها جهات أجنبية ضد السفارة السعودية في العراق

حملات طائفية تقودها جهات أجنبية ضد السفارة السعودية في العراق

أكد ثامر السبهان، السفير السعودي لدى العراق، وجود حملات إعلامية وتحريضية ممنهجة ضد سفارة المملكة في العراق وكل منسوبيها، محذرًا من تصاعد مستمر لهذه الحملات التي تغذيها الصناعة الطائفية التي زرعتها إيران في العراق.
وأفاد السبهان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن أبرز ملامح هذه الحملة الممنهجة ضد السفير والسفارة وكل منسوبيها تتجلى في «ما نراه على التلفزيون ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي العراقي بالكامل، والمطالبات بطرد السفير وإغلاق السفارة، إلى جانب التحدث عن أشياء مغلوطة واختلاق الأكاذيب».
وشدد السفير السعودي على أن هذه الحملة ممنهجة وفي تصاعد مستمر، و«يقف خلفها أعداء وحدة وعروبة وإنسانية العراق، وأعداء التآلف بين طوائف العراق ومكوناته».
وفي حديثه عن أسباب هذه الحملة، أشار السبهان إلى أن «الانقسام في المجتمع العراقي والصناعة الطائفية وصناعة الحروب داخل العراق هي تغذي من يقودون هذه الحملة ويعيشون ويقتاتون عليها من بعض الدول الداعمة لهذا الأمر وهي إيران». وتابع: «لكن السعودية مشروعها معروف، وهو توحد العراق وسلامته وتوحيد جميع مكوناته وطوائفه، وهذا يناقض مشروعهم ويؤثر عليه في الصميم».
وعبر السفير ثامر السبهان عن الثقة الكاملة في مكونات الشعب العراقي وعدم تأثرها بمثل هذه الحملات المغلوطة، وقال: «نثق بإدراك الإخوة في العراق لذلك، وأنا على ثقة كاملة بكل مستويات الشعب العراقي من خلال ما ألمسه منهم وكل من أقابله، وبعض مكونات الحكومة العراقية لديهم الإدراك والعقلانية الكاملة للتعامل مع هذه الحملات، وهذا مؤشر واضح على أننا نسير في الطريق الصحيح».
في الوقت نفسه، حذر السفير السعودي في بغداد من مغبة استغلال بعض الناس وتحول هذه الحملات إلى تحريضية مماثلة لما تقوم به الجماعات الإرهابية، وقال: «للأسف قد يستغل بعض الناس، وقد تكون هذه أعمال تحريضية مماثلة للأعمال التحريضية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وهي أعمال تحريضية ضد السفير وسفارة المملكة العربية السعودية ومنسوبيها».
وكان السبهان حذر قبل أيام من أن هناك من يحاول إحداث شرخ في علاقات السعودية بمختلف مكونات الشعب العراقي وعرقياته، مشيرًا إلى أن الاتجاه العروبي والإسلامي الصادق للمملكة تجاه الشعب العراقي يضايق بعض الذين لا يعيشون سوى على بث روح الفرقة.
وأكد أن المخاوف على سلامته وسلامة البعثة السعودية في العراق موجودة وحقيقية، مبينًا أن السفارة أبلغت السلطات العراقية بهذه التهديدات لتقوم بمسؤولياتها الأمنية تجاه البعثة وكل أفرادها، وقال: «مع التهديدات الحاصلة هناك مخاوف. نحن بلغنا الحكومة العراقية ونبلغها باستمرار بكل ما يحصل من تهديدات من أجل اتخاذ مسؤولياتهم الأمنية تجاه البعثة وكل أفرادها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».