القوات العراقية تتقدم في الفلوجة وتسيطر على سد المدينة

«داعش» يكثف من الهجوم بالمفخخات لعرقلة التقدم

القوات العراقية تتقدم  في الفلوجة  وتسيطر على سد المدينة
TT

القوات العراقية تتقدم في الفلوجة وتسيطر على سد المدينة

القوات العراقية تتقدم  في الفلوجة  وتسيطر على سد المدينة

قالت مصادر عراقية عسكرية أمس إن القوات المسلحة حققت تقدمًا في جنوب الفلوجة في معاركها ضد تنظيم داعش المتطرف.
وقال ضابط برتبة عقيد ركن في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الأمنية بدأت صباح أمس بمساندة التحالف الدولي تنفيذ عملية واسعة لاستعادة منطقة جبيل وسد الفلوجة من «داعش». ويقع حي جبيل في جنوب الفلوجة فيما يقع السد إلى الجنوب من المدينة (50 كيلومترًا غرب بغداد).
وأكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات الفلوجة التقدم بقوله: «انطلاق العملية لاستعادة السيطرة على جبيل وسد الفلوجة»، وتابع: «قواتنا بدأت تصل إلى أهدافها».
وأعلنت القوات العراقية في وقت لاحق تمكنها من السيطرة على منطقة جبيل وسد المدينة، وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية إن قطعات عسكرية تمكنت من تحرير السد كاملاً من «داعش» ورفع العلم العراقي عليه، مضيفًا: «قواتنا بدأت بالتقدم باتجاه مركز مدينة الفلوجة لتضييق الخناق على إرهابيي (داعش)».
وعن الأهمية التي تمثلها استعادة سد الفلوجة قال ضابط كبير في تصريحاته للوكالة الفرنسية إن الإرهابيين كانوا يستخدمون السد للضغط على المحافظات الجنوبية، مضيفًا: «استعادة السيطرة على سد الفلوجة تمثل أهمية كبيرة لأن مسلحي (داعش) كانوا يستخدمونه للضغط على المحافظات الجنوبية من خلال قطع مياه نهر الفرات خصوصًا خلال العامين الماضيين».
وعملت الشرطة الاتحادية العراقية على تمشيط أمني لمنطقة الشقق السكنية المحيطة بالسد وجبيل و«رفعت العلم العراقي فوق مبانيها، بعد قتل 6 انتحاريين وتفجير 7 سيارات مفخخة»، بحسب بيان قيادة العمليات المشتركة.
وتشارك قوات مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار في الهجوم على منطقة جبيل، في حين تشن قوات الشرطة الاتحادية هجومًا باتجاه سد الفلوجة، وفقًا للمصدر.
وقالت مصادر أمنية متفرقة إن انتحاريين من «داعش» حاولوا تفجير أنفسهم بسيارات مفخخة كذلك لعرقلة تقدم القوات العراقية دون نجاح.
وكانت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي لمحاربة «داعش» أطلقت فجر 23 مايو (أيار) الماضي، عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تخضع لسيطرة «داعش».
وكانت منظمات حقوقية حذرت من انتهاكات يمارسها أفراد ميليشيا «الحشد الشعبي» بحق المدنيين النازحين في الفلوجة، وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي أمس مقتل أكثر من 49 من أبناء الفلوجة المدنيين على يد الميليشيات الشيعية المتطرفة بعد اقتياد عشرات آخرين لمناطق مجهولة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».