اقترب موسم الصيف والرحلات، وتزايدت معه أحلام الفرار من الواقع، والانفصال عن الزمن، والانطلاق نحو الأراضي البعيدة. وهنا تطرح بعض النصائح تسري على الأميركيين وغيرهم من السائحين.
وفي حين تبدو فكرة الانفصال عن التكنولوجيا أثناء السفر إلى الخارج مريحة، فإن التوتر الناتج عن زيارة إحدى الدول الأجنبية من دون الاتصال بالهاتف الذكي يمكن أن تتعارض سريعًا مع فوائد الانفصال الرقمي. إذ وبعد انتقالك إلى أحد الأماكن غير المألوفة، فإنك تبدأ في الإحساس بأن العجز عن البحث في الخرائط على الهاتف الجوال أو البحث عن الأماكن القريبة لتناول الطعام يمكن أن تصيبك بالشلل المؤقت. ويعطيك الاعتماد على الدليل السياحي المطبوع إحساسًا بالبدائية، ويعكس فكرة فورية أنك تحمل الكثير من الأموال مما يثير شهية اللصوص.
* هواتف السائحين الأميركيين
السؤال هو: ما الذي ينبغي عليك فعله؟ هناك طريقتان لاصطحاب الهاتف الجوال معك إلى الخارج والحصول على ما تريد من البيانات - أمامك الطريقة المقتصدة ثم طريقة الدفع الكامل. وتشتمل الطريقة غير المكلفة على التخطيط والإعداد المسبق، بينما تعتبر الطريقة المكلفة سهلة للغاية ولكنها تستلزم دفع المزيد من الأموال لشبكة الهاتف الجوال خاصتك.
* أولا، طريقة الدفع الكامل المكلفة. عبر كثير من السنوات، كان عملاء الخدمات اللاسلكية الأميركية قادرين على دفع المزيد من الرسوم لشبكات الهواتف الجوالة من أجل خدمات التجوال الدولية، أو لقاء المقدرة على الاستخدام السلس لشبكات الجوال الأجنبية. ومن بين كثير من الخيارات، كانت شركة «إيه تي أند تي» تبيع حزمة الخدمات الدولية مع مقدار متواضع من البيانات (800 ميغابايت، وهو مقدار يكفي لأسبوع تقريبا) مقابل 120 دولارًا، وكانت شركة فيريزون اللاسلكية تتقاضى 10 دولارات في اليوم الواحد لقاء خدمات التجوال في كثير من الدول. وفي السنوات الأخيرة، بدأت شركة «تي موبايل يو إس إيه» وشركة «سبرينت» في تقديم خدمات التجوال الدولية مجانًا، ولكن مع تحذير يقول: إن سرعة البيانات ضعيفة للغاية.
ويقول توني تويكا، المدير التنفيذي في مؤسسة «إليكسترا»، وهي المؤسسة البحثية المعنية بتحليل فواتير الهواتف الخلوية، إنه اضطر في نهاية المطاف لأنه يدفع 120 دولارًا إلى شركة «إيه تي أند تي» كلما قرر السفر إلى الخارج بعدما زاد إرهاقه ومعاناته من العبث بكثير من الهواتف الخلوية وشرائح الهاتف المتعددة عند سفره إلى أوروبا أو نيويورك.
وأضاف السيد تويكا يقول «لقد أوقعوا بي بعد كل ذلك الإحباط والتعب»، حيث كان سداد المزيد من الأموال لشركة (إيه تي أند تي) أو شركة فيريزون هو الطريقة المناسبة لاصطحاب الهاتف الذكي في الرحلات الخارجية، كما يقول.
* أما بالنسبة للمسافرين المقتصدين، فهناك بدائل ذكية إذا كانوا مهتمين بتأدية بعض من المهام المعتادة. وللحصول على صفقة جيدة، عليك الذهاب بالهاتف الذكي الـ«مفتوح»، أي الهاتف الذكي غير المقيد استخدامه بشبكة واحدة، إلى متجر شبكة الجوال الأجنبية، وشراء حزمة البيانات، ثم إدخال الشريحة في الهاتف خاصتك. (وفي اصطلاحات صناعة الاتصالات اللاسلكية، يطلق عليها مسمى شرائح الهاتف الجوال الدولية سابقة الدفع). والأفضل من ذلك، تسمح لك بعض شبكات الجوال الدولية بطلب شراء شريحة الهاتف الجوال قبل سفرك بفترة حتى يمكنك الحصول عليها قبل السفر أو الاستفادة من خدمة توصيلها إلى الفندق الذي تقيم فيه بالخارج.
وإليكم الدليل الخاص باصطحاب الهاتف الذكي إلى الخارج بطريقة رخيصة وغير مكلفة، بما في ذلك التحليلات الصادرة عن مؤسسة «إليكسترا» حول تكاليف خدمات الهاتف الجوال في خمس وجهات مشهورة للسفر: الصين، واليابان، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا.
* فتح الهاتف الذكي
بادئ ذي بدء، وحتى تتمكن من استخدام شريحة الهاتف الدولية الخاصة بشبكة الجوال الأجنبية يتعين عليك في المعتاد فتح هاتفك الذكي أو شراء هاتف مفتوح رخيص. في العادة، عند شراء هاتف ذكي جديد، يكون الهاتف مغلقًا، وذلك حتى يمكنك استخدامه مع شبكة جوال واحدة فقط. وبعد سداد سعر الهاتف بالكامل، يمكنك أن تطلب من شبكة الجوال فتح الهاتف لأجلك.
ولنضرب مثالاً بهاتف «آيفون 6 إس» على شبكة شركة «إيه تي أند تي»: بعد سداد سعر الهاتف البالغ 650 دولارًا، يمكنك الدخول على موقع شركة «إيه تي أند تي» لطلب فتح الهاتف. ومن واقع تجربتي الشخصية، استغرق الأمر من شركة «إيه تي أند تي» بضع دقائق لفتح هاتف «آيفون 6» الذي اشتريته من أحد أصدقائي، ولقد تمت العملية بسلاسة وأخطرتني الشركة أن الهاتف أصبح مفتوحًا.
يمكن الاطلاع على كل عملية من عمليات فتح الهواتف الذكية لدى مختلف شبكات الجوال على الإنترنت، فبعضها يطلب الاتصال بخدمة العملاء للتحقق من أن هاتفك قد صار مفتوحًا قبل السفر بينما لدى الشركات الأخرى تطبيق لمستخدمي نظام أندرويد لطلب فتح الهواتف الذكية، وبخلاف ذلك، يمكنك الاتصال بالشركة عبر الهاتف أو من خلال موقعها على الإنترنت للتقدم بالطلب.
وبدلا من ذلك، يمكنك شراء هاتف رخيص مفتوح. وتقدم شركة «موتورولا» الجيل الثاني من هواتف «موتو جي»، وهو من هواتف «أندرويد» الرخيصة المشهورة، ويبلغ سعره الحالي 150 دولارًا من على موقع أمازون.
* رسائل وصور
* تحميل تطبيقات الرسائل النصية. إذا حصلت على شريحة الهاتف الأجنبية، فسوف تستخدم رقمًا مختلفًا للهاتف. ولتبسيط عملية اصطحاب الهاتف الذكي إلى الخارج، ننصح بتجاهل خدمات الاتصال والرسائل النصية التقليدية، والاعتماد بدلا منها على خدمات الاتصالات المجانية والتي تعتمد على اتصالات البيانات بالأساس.
* الصور. هناك كثير من التطبيقات التي تعتمد على البيانات لخدمات الرسائل والمكالمات. وتعد شركة «واتساب» التي استحوذت عليها شركة «فيسبوك»، من الخدمات الموثوق فيها التي يمكن استخدامها في أغلب الدول لإجراء المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل النصية عبر الاتصالات بالبيانات.
ويشتهر في الصين استخدام تطبيق (وي شات) للرسائل النصية. ويشتمل هاتف آيفون على تطبيق (آي ميسيج) و(فيس تايم)، وهي من الخدمات المخصصة لإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات الهاتفية عبر الاتصال بالبيانات. وإذا ما أراد أحدهم الاتصال بك في الخارج، عليك إخبارهم باستخدام إحدى هذه الخدمات.
* جولة حول العالم
* الصين. بمجرد تخليص هاتفك الذكي من قيود شبكة الجوال المحلية وتحميل تطبيق الرسائل النصية، حان الوقت للعثور على حزمة الخدمات للمكان الذي تسافر إليه. ينصح السيد تويكا بشراء حزمة الخدمات من شبكة محمول معروفة ومجربة في كل دولة من الدول التي تسافر إليها بسبب أنها تتمتع بالسمعة والموثوقية عن الشبكات مجهولة الهوية.
بالنسبة للصين، فإن أكبر شبكة لخدمات الجوال هي «تشاينا موبايل»، و«تشاينا يونيكوم». وكلتا الشركتين تبيع حزمة الخدمات في متاجرهما التي تتضمن سعة واحد غيغابايت من البيانات مقابل 20.40 دولار - وهي السعة التي تكفي لمدة أسبوع كامل من السفر. وبالنسبة للزيارات الممتدة، يمكنك التفكير في شراء حزمة بسعة 2 غيغابايت والتي تباع بسعر 24.90 دولار.
إذا كنت ترغب في شراء شريحة الهاتف قبل السفر، يمكن التقدم بطلب الشراء على موقع «تشاينا يونيكوم» إلى جانب سعة واحد غيغابايت من البيانات مقابل 25 دولارًا أو سعة 2 غيغابايت مع الشريحة مقابل 35 دولارًا إلى جانب خدمة التوصيل إلى الفندق الخاص بك.
* اليابان. في اليابان، ينصح السيد تويكا بالتفكير في الاستفادة من خدمات شركة «إي - كونيكت». فهي تبيع حزمة سعة 1 غيغابايت تستمر في العمل لمدة 15 يومًا مقابل 25.95 دولار. وبالنسبة للرحلات الممتدة، تقدم الشركة سعة 3 غيغابايت مقابل 40.64 دولار وتستمر في العمل لمدة 30 يومًا.
والأفضل من ذلك، يمكنك طلب شراء شريحة الهاتف من شركة «إي - كونيكت» قبل السفر من على موقع الشركة وتحديد تاريخ التوصيل إلى الفندق خاصتك حين وصولك.
* فرنسا. في فرنسا، تقدم شركة «أورانج» حزمة البيانات سعة 3 غيغابايت في متاجرها مقابل 33.60 دولار. وهو أكبر عرض للبيانات تقدمه الشركة، ولكن إذا نفد هذا العرض لديك، يمكنك دائمًا تجديد شراء الحزمة وقتما تشاء. وإذا تقدمت بطلب الشراء عبر الإنترنت، تقدم الشركة شريحة الهاتف للعطلات والرحلات التي تتضمن 1 غيغابايت من البيانات إلى جانب الشريحة بسعر 44.86 دولار.
* إسبانيا. في إسبانيا، تقدم شركة «فودافون» ثلاثة خيارات رخيصة في متاجر الشركة، حيث تباع حزمة 1 غيغابايت بسعر 11.20 دولار، وحزمة 1.5 غيغابايت بسعر 16.80 دولار، وحزمة 2 غيغابايت بسعر 22.40 دولار. وتعمل كل الحزم المقدمة لمدة 30 يومًا. وننصح بشراء حزمة 1.5 غيغابايت للرحلة التي تستغرق أسبوعًا فقط، وحزمة 2 غيغابايت للرحلة التي تستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع والحزمة الكبيرة للرحلة التي تتجاوز 4 أسابيع.
* بريطانيا.في بريطانيا، تقدم شركة «إي إي» مجموعة من الخيارات في متاجر الشركة، بما في ذلك حزمة 2 غيغابايت مقابل 21.75 دولار، وحزمة 4 غيغابايت مقابل 36.25 دولار. وتستمر كل حزمة منهما لمدة 30 يومًا.
* خلاصة القول
ننصح بشراء شرائح الهاتف الأجنبية مع بعض المحاذير. إذا كنت تسافر إلى كثير من الدول - ومن بينها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، على سبيل المثال - فسوف تحتاج إلى شريحة هاتف مستقلة لكل دولة منها، ولسوف ترتفع التكاليف كثيرًا بالتالي. وفي موقف كهذا، يمكن التواصل مع شركة الاتصالات الخاصة بك للاتفاق على خدمات التجوال الدولية أو أن تتحمل خدمات البيانات البطيئة من بعض الشركات الأخرى والتي قد تكون أفضل من المزيد من المشكلات للانتقال بين مختلف شرائح الهاتف الدولية.
وإذا كنت مسافرًا لأغراض تجارية ولديك حساب جيد للمصاريف الخارجية، فإن سداد مقابل خدمات الشركة سوف يخلصك تمامًا من الصداع. وبخلاف ذلك، يمكنك توفير كثير من الأموال والحصول على سرعة البيانات العالية من خلال التخطيط مسبقًا وشراء شريحة الهاتف الدولية قبل السفر.
* خدمة {نيويورك تايمز}