مستوطنون يكثفون اقتحام الأقصى مستغلين أعيادًا يهودية

الخارجية الفلسطينية تستهجن قبول ترشيح إسرائيل لترؤس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة

مستوطنون يكثفون اقتحام الأقصى مستغلين أعيادًا يهودية
TT

مستوطنون يكثفون اقتحام الأقصى مستغلين أعيادًا يهودية

مستوطنون يكثفون اقتحام الأقصى مستغلين أعيادًا يهودية

اقتحم عشرات المستوطنين أمس، المسجد الأقصى، مجددًا، وسط حراسة إسرائيلية مشددة، محاولين إقامة طقوس توراتية داخل ساحاته احتفالا بالعيد اليهودي «نزول التوراة»، مما خلف توترا كبيرا كاد يتحول إلى اشتباكات.
وقام المستوطنون منذ صباح أمس، باقتحام الأقصى على دفعات، وأقاموا صلوات على بوابات المسجد وفي الشوارع الخارجية، قبل أن يتصدى لهم مصلون فلسطينيون ويمنعونهم من الصلاة داخل ساحات المسجد.
وجاءت اقتحامات المستوطنين، استجابة لدعوة ائتلاف منظمات «الهيكل المزعوم»، بتنظيم اقتحامات جماعية واسعة للأقصى، مع عيد نزول التوراة.
وبحسب الدعوات، فإنه يفترض أن يحاول المستوطنون اليوم التدرب على إقامة شعائر توراتية داخل المسجد، مما يمكن أن يرفع من حدة التوتر.
وفي المقابل، دعت شخصيات وهيئات فلسطينية المواطنين في القدس والداخل، إلى تكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى، في ظل مواصلة الاحتلال ومستوطنيه اقتحامه.
وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على القدس منذ بداية رمضان، وتمنع الفلسطينيين من أهالي الضفة الغربية أو غزة، من الوصول إلى الأقصى، وسحبت التصاريح التي منحت لهم بعد عملية الأربعاء في تل أبيب التي أودت بحياة 4 إسرائيليين.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، «المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع القيود التي تفرضها على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، ووقف اقتحاماتها الاستفزازية للحرم القدسي الشريف، وإلزامها باحترام الحق الفلسطيني في الوصول إلى دور العبادة وحرية التنقل، كحق إنساني كفلته القوانين الدولية».
وتساءلت الوزارة في بيان صحافي: «أمام هذا الخرق الإسرائيلي الفاضح للقانون الدولي، كيف تقبل الدول الأوروبية ترشيح إسرائيل نيابة عن المجموعة الأوروبية لترؤس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة». كما أدانت إقدام مجموعات من اليهود المتطرفين على اقتحام الأقصى من باب المغاربة منذ ساعات الصباح، وبحراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال، حيث قامت بجولات استفزازية في باحاته، وأدت طقوسًا ورقصات تلمودية فيها.
وأشارت الخارجية إلى أن قوات الاحتلال عمدت ومنذ مطلع شهر رمضان إلى تصعيد إجراءاتها القمعية، وتضييق الخناق على المصلين المسلمين، ومنعتهم من الوصول بحرية إلى الأقصى، من خلال تحكمها ببواباته، ونصبها لعشرات الحواجز في أزقة البلدة القديمة، وعلى مداخل المدينة المقدسة، غير آبهة بحرمة الشهر الفضيل وقدسيته.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.