كاميرون يحذر من ضياع «عقد بكامله» في حال خروج بلاده من «الأوروبي»

لندن قد تسمح لمليون ونصف المليون تركي بزيارة البلاد دون تأشيرة

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث عن الاستفتاء حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي في لندن أمس (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث عن الاستفتاء حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي في لندن أمس (رويترز)
TT

كاميرون يحذر من ضياع «عقد بكامله» في حال خروج بلاده من «الأوروبي»

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث عن الاستفتاء حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي في لندن أمس (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث عن الاستفتاء حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي في لندن أمس (رويترز)

قبل عشرة أيام من موعد الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، اعتبر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس، أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي سيعني ضياع «عقد بكامله» على مستوى النمو.
وقال كاميرون إن الخروج سيعني «ضياع عقد بكامله بالنسبة إلى المملكة المتحدة» في مجالات النمو والاستثمارات والنفقات الاجتماعية، مؤكدًا أن نفوذ بلاده في التكتل الأوروبي سيزيد إذا ما صوت البريطانيون لصالح البقاء، فيما تشير أحدث استطلاعات للرأي إلى أن البريطانيين منقسمون بالتساوي تقريبًا بشأن الاستمرار داخل الاتحاد.
وأفاد استطلاع نشر في وقت متأخر أول من أمس، إلى تقدم أنصار البقاء نقطتين مئويتين، فيما أظهرت استطلاعات أخرى تقدم معسكر الخروج نقطة مئوية. وحض كاميرون مواطنيه على التصويت إلى جانب البقاء، وقال «إنكم لا تدفعون بلادكم نحو الأسفل ببقائها داخل الاتحاد الأوروبي، بل العكس هو الصحيح أنتم تعززون قوتها».
في المقابل، قال نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال البريطاني «يوكيب» وأبرز دعاة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إنه لا بد من التخلي عن «مشروع فاشل». وتابع فاراج: «لقد سئم الناس تهديدات رئيس الحكومة ووزير ماليته» في مجال التداعيات الاقتصادية لخروج محتمل، معتبرًا أن المملكة المتحدة ستكون قادرة تمامًا على تدبير أمورها بنفسها.
وكرر فاراج أن مخاوف البريطانيين تتركز بشكل أساسي على مسألة تدفق المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي الذين استفادوا من حرية التنقل داخل الفضاء الأوروبي.
من جهة أخرى، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس، نقلاً عن وثائق دبلوماسية قالت إنها اطلعت عليها، أن «السلطات البريطانية تستعد للسماح لمليون ونصف مليون تركي بالمجيء إلى المملكة المتحدة من دون تأشيرة دخول». إلا أن وزيرة الداخلية تيريزا ماي، ووزير الخارجية فيليب هاموند، كذبا في بيان مشترك هذه المعلومات، واعتبراها «خاطئة بالكامل».
كما نشرت «صنداي تايمز» استطلاعاً جديدًا أجرته مؤسسة «يوغوف» أعطى مناصري الخروج نحو 43 في المائة مقابل 42 في المائة لمؤيدي البقاء، في حين أن 11 في المائة لم يقرروا بعد، و4 في المائة يفضلون الامتناع عن التصويت. إلا أن استطلاعا آخر أجرته مؤسسة «أو آر بي» أعطى معسكر الخروج تقدما بعشر نقاط على معسكر البقاء. واعتبر فاراج أن البريطانيين بدأوا يميلون نحو الخروج منذ نحو 15 يومًا.
ويذكر أن، في الأسابيع القليلة الماضية وقع صدام بين كاميرون وأعضاء حزبه بسبب الاستفتاء المرتقب. ونفى كاميرون أن يكون بلا سلطة تمكنه من منع تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي، وقال كاميرون بوضوح إنه «لا يوجد أي توقعات بانضمام تركيا للاتحاد في المستقبل القريب»، وأضاف كاميرون: «أعتقد أنه لا يوجد أي احتمال بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي خلال عقود. هناك الكثير من آراء الخبراء في هذا الشأن ولا يمكنك أن تجد واحدًا منهم يتوقع حدوث ذلك».
وبدأت تركيا محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي في عام 2005 بعد عقود من طرق هذا الباب، لكن التقدم في المحادثات شديد البطء بسبب مجموعة قضايا تشمل سجل تركيا في حقوق الإنسان.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.