المعارضة الجزائرية ترفض التعديل الحكومي.. وتعتبره تفضيلاً لـ«الولاء» على «الكفاءة»

الطاقم الجديد مكلف تنفيذ خطة اقتصادية عاجلة أطلقتها الحكومة منذ 15 يومًا

المعارضة الجزائرية ترفض التعديل الحكومي.. وتعتبره تفضيلاً لـ«الولاء» على «الكفاءة»
TT

المعارضة الجزائرية ترفض التعديل الحكومي.. وتعتبره تفضيلاً لـ«الولاء» على «الكفاءة»

المعارضة الجزائرية ترفض التعديل الحكومي.. وتعتبره تفضيلاً لـ«الولاء» على «الكفاءة»

انتقدت المعارضة الجزائرية التعديل الحكومي الجزئي الذي أحدثه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس، بذريعة أنه لا يحمل حلولا للأزمة المالية الحادة التي تعيشها البلاد.
وينتظر من الطاقم الحكومي في ثوبه الجديد، أن يبدأ العمل بـ«النموذج الاقتصادي الجديد»، الذي أطلقته السلطات منذ 15 يوما، الهدف منه وقف التبعية المفرطة للمحروقات. وقال عبد الرزاق مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم» وهو أكبر حزب معارض، بصفحته على «فيسبوك»، إن «هذا التغيير الحكومي مضيعة للوقت؛ لأن المشكل ليس في قطاعات وزارية لم تحقق نجاحا، بل يكمن في منظومة حكم بكاملها لم تنجح. والنظام السياسي يخطئ كثيرا حين يعتقد أن المشكل في البرامج أو النظم أو حتى في الموارد المالية والبشرية، مشكلة الجزائر هي الحكامة أو ما يسمى بالحكم الراشد».
وأوضح مقري أن «النظام الجزائري ليس راشدا، وبالتالي لا ينفع تغيير الأشخاص في أي شيء، بل النظام هو الذي يجب أن يتغير. والطبقة السياسية، ومنها حركة مجتمع السلم، عرضت عليه طريقة سلسة وهادئة للتغيير تكون لمصلحة الجزائر كلها، ولكنهم لا يريدون؛ لأن ثمة منطقا آخر غير منطق المصلحة الوطنية، وهو منطق الفساد، ومنطق السيطرة، وحب السلطة، والولاءات غير الوطنية المشبوهة، فلا يتوقع منهم صلاح ما لم يغيروا ما بأنفسهم».
وعزل الرئيس بوتفليقة 5 وزراء في التعديل الحكومي، أهمهم وزير المالية عبد الرحمن بن خالفة، ووزير الطاقة صالح خبري، ووزير السياحة عمر غول، الذي عايش 23 طاقما حكوميا خلال 17 سنة. وتم تعويض الخمسة بأشخاص غير معروفين، باستثناء الوزير المنتدب للخزينة حاجي بابا عمي، الذي أصبح وزيرا للمالية.
ويرى مقري أن التعديل الحكومي «يندرج ضمن الأزمة التي يتخبط فيها النظام، وضمن البحث عن وزراء تكون لهم الجرأة للتوجه نحو النمط الاقتصادي الذي يريده النظام. ففيما يتعلق بوزارة الطاقة، هم يبحثون عن وزير آخر يجد لهم حلولا بديلة، في حين لا تملك الجزائر ما يلزم من الأموال والتكنولوجيا والنزاهة لدى المسؤولين، ولا الإدارة المناسبة ولا القدرة على مواجهة القرارات الجريئة وغير الشعبية التي يفكرون فيها». في إشارة إلى قرار وقف برامج الإنفاق العمومي، ووقف بعض المشروعات كبناء المستشفيات والمدارس. وأضاف مقري أنه «فيما يخص وزير المالية، فقد فشل في مشروع القرض السندي، وفي عملية إدخال أموال القطاع الموازي إلى الدائرة الرسمية، كما لم يكن على وفاق مع كوادر وزارة المالية، ولما أضحت الأزمة أكبر منه جاؤوا بكادر قديم في القطاع مقبول لدى الإطارات، وله خبرة كبيرة، مطلوب منه تقديم حلول سحرية تخرج النظام من الوضع المزري الذي هو فيه. وبعد هاتين الوزارتين يكون التركيز على الصناعة والفلاحة والخدمات، كالسياحة والنقل. وهنا يبدو أنهم راضون على وزير الصناعة (عبد السلام بوشوارب) ضمن التوجه الرأسمالي، الذي يتجهون إليه، والذي يعتمد على القطاع الخاص لتحقيق النمو الاقتصادي، وكذلك بغرض التوازنات بين أجنحة الحكم وإرضاء بعض الأطراف الدولية». وتابع مقري: «بالنسبة للوزراء الذين خلفوا المبعدين، لا يتوقع منهم أن يحققوا نتائج بسبب عمق الأزمة، اللهم إلا إذا كان المطلوب منهم وضع قطاعاتهم تحت رحمة رأس المال الخاص، وهي عملية لا تحتاج إلى عبقرية ولا كفاءة لتحقيق التنمية، ولكنها ستجد مقاومة كبيرة في المجتمع وحتى داخل النظام السياسي».
من جهته أفاد محمد ذويبي، أمين عام «حركة النهضة»، في بيان، بأن التغيير الحكومي «يأتي في ظروف سياسية ومالية واجتماعية غاية في والتدهور، طبعتها مظاهر الفشل في تطبيق السياسات المختلفة، أبرزها فضيحة تسريب أسئلة البكالوريا وإعادة الامتحان في المواد التي طالها الغش». ولاحظ ذويبي «فشلا ذريعا في التعاطي مع الأوضاع المالية الناتجة عن تدهور أسعار النفط، وتشديد الخناق على المواطن بالغلاء الفاحش، مع بداية شهر رمضان».
وأضاف ذويبي: «إن هذا التعديل يندرج في نفس سياق التعديلات السابقة، التي تكرس في كل مرة تفضيل وزراء الإدارة والولاء على وزراء الكفاءة والتخصص، ويكرس تفضيل الحكومة الإدارية على الحكومة السياسية، ويعكس وفق هذا التوازنات الداخلية لأجنحة النظام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.