في منافسة تغطية وفاة الملاكم محمد علي، فازت الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية. ووسط الصحافة الإلكترونية، فاز تلفزيون «إي إس بي إن» (أكبر قناة تلفزيونية رياضية في أميركا، وربما في العالم). لأن وفاة محمد علي أعلنت بعد منتصف ليلة الجمعة قبل الأخيرة، لم تنشرها صباح يوم السبت التالي الصحف الورقية الرئيسية، مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز». لكن، تابعت الصحيفتان الخبر من موقعيهما في الإنترنت. صباح الأحد، أبرزت كل من الصحيفتين الخبر في صدر صفحتها الأولى. لم تواجه الصحيفتان، وغيرهما من الصحف الورقية، المشكلة في تغطية تشييع جثمان محمد علي، وذلك لأنه كان في نهار يوم الخميس (التشييع الإسلامي)، ثم نهار يوم الجمعة (كل الأديان والطوائف). لكن، غير تلفزيون «إي إس بي إن» الرياضي، لم تنقل التلفزيونات الأميركية التشييع مباشرة. (لسبب ما، فعل ذلك تلفزيون «بي بي سي» البريطانى. تبادل نقل التشييع حيًا مع تغطية حية لافتتاح منافسات كرة القدم الأوروبية في باريس). ربما لأسبوع كامل، تصدر تلفزيون « إي إس بي إن » الرياضي تغطية المناسبة. بداية من الساعة 12:28 بعد منتصف ليلة الجمعة قبل الأخيرة بتوقيت نيويورك (حيث رئاسة القناة). في ذلك الوقت، نقل خبر الوفاة المكتب الفرعي في كاليفورنيا (كان الوقت هناك 9:28 ليلة الجمعة).
في ذلك الوقت، خلى المكتب الرئيسي في نيويورك من كثير من الصحافيين والفنيين. لهذا، خلال الساعتين التاليتين اهتز المكتب الرئاسي وهو يتصل بصحافييه وفنييه ليعودوا سريعًا إلى العمل.
لخمس ساعات لم يتوقف هذا التلفزيون الرياضي عن تغطية الوفاة، دون أي فاصل إعلاني. في السادسة صباح السبت (بتوقيت نيويورك)، بدا البرنامج الصباحي اليومي التقليدي، وطبعًا، سيطر عليه خبر الوفاة.
وكتب ريتشارد دايتش في مجلة «سبورتز الليستريتد» (الرياضة المصورة)، أكبر صحيفة رياضية أسبوعية أميركية: «جند تلفزيون (إي إس بي إن) العملاق كل جنوده».
طبعًا، لم تنشر هذه المجلة الأسبوعية الخبر إلا في عددها التالي. لكن، عوضت عن هذا التأخير في موقعها في الإنترنت، حيث كانت طورت الموقع، ووضعت فيه قناة تلفزيونية عملاقة. (لكنها، طبعًا، لا تتفوق على «إي إس بي إن»).
مثل شخصيات رياضية مشهورة وكبيرة في السن، جهز التلفزيون مسبقًا معلومات وفيديوهات عن محمد علي. لكن، كما قال دايتش: «التخطيط شيء، والتنفيذ شيء آخر، خاصة عندما يضيق الوقت». وقال ديك يشاب، من كبار المذيعين في القناة الرياضية، إنه سمع، ظهر يوم الجمعة، أن محمد علي في المستشفى، وأنه يعاني من ضيق في التنفس. لكن، مثل كثير من العاملين في المكتب الرئيسي في نيويورك، خرج يشاب قبل منتصف الليل، قبل خبر الوفاة.
قال: «محمد علي ليس أشهر رياضي أميركي في النصف الثاني من القرن العشرين فحسب، بل أشهر شخصية عالمية محترمة فيه».
تشاب هو ابن ديك تشاب الكبير، الذي كان، أيضًا، مذيعًا تلفزيونيًا، وكان صديقًا (ومناكفًا) لمحمد علي. كان الابن وصل بيته عندما جاءه خبر الوفاة، وعاد في الحال، وذهب مباشرة إلى الاستوديو حيث تحدث عن علاقة والده مع محمد علي.
وقال شيئًا مماثلاً جون فان بيلت، زميل شاب الابن في المكتب الرئيسي. كان، أيضًا، وصل إلى منزله عندما سمع خبر الوفاة. وأسرع، أيضًا، عائدًا إلى المكتب.
تناولت الصحف الأوروبية جملة من المواضيع المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، اخترنا منها الحرب في سوريا، وتنظيم داعش في ليبيا، فضلا عن التهديدات الأمنية لنهائيات كأس أمم أوروبا بفرنسا. والبداية ستكون من بروكسل حيث اهتمت الصحف البلجيكية بانطلاق فعاليات «يورو 2016» التي تضم منتخبات كرة القدم الأوروبية والهاجس الأمني، ومخاوف من وقوع هجمات إرهابية، واهتمت صحيفة «ستاندرد» اليومية باعتقال شخص جديد على خلفية تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) الماضي، وبذلك يرتفع عدد المعتقلين على خلفية التحقيقات إلى سبعة أشخاص بينما اهتمت صحيفة «لاليبر» الناطقة بالفرنسية في بلجيكا بتصريحات لوزير الداخلية جان جامبون، التي أشار فيها إلى أن الهزائم الأخيرة التي تلقاها «داعش» لم تؤد إلى تراجع أعداد كبيرة من الشباب، الذين سافروا للقتال في مناطق الصراعات.
وننتقل إلى لندن وأبرز اهتمامات الصحف البريطانية، حيث نشرت صحيفة «غارديان» مقالاً تتحدث فيه الكاتبة ناتالي نوغيريد، عن إهمال أوروبا لسوريا وكيف أن هذا الإهمال سينقلب على أوروبا. وتقول الكاتبة إن القارة الأوروبية قلقة من نتيجة الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، بينما تواصل عدم اكتراثها بالأزمة التي تحمل أكبر ضرر لأوروبا، وهي الحرب في سوريا. وتضيف أن إهمال سوريا سينقلب على أوروبا، لأن الأجيال العربية والمسلمة المقبلة سوف تسأل الأوروبيين لماذا لم يبذلوا أكثر لمساعدة أمة يبيدها جيش الديكتاتور وحلفاؤه. وترى نوغيريد أن مصير أوروبا مرتبط بالدول العربية المجاورة لها أكثر من الولايات المتحدة. ونشرت صحفية «تايمز» مقالاً افتتاحيًا تتحدث فيه عن تراجع تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا. وتقول التايمز إن تنظيم داعش بعد عامين من إعلان أبو بكر البغدادي عما يسمى «الخلافة»، خسر نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وربع ما كان يسيطر عليه من مناطق في سوريا. وبعد عام من سيطرة التنظيم على مدينة سرت الليبية الساحلية، أصبحت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة، على وشك استعادة المدينة. ونشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» تقريرا عن الهاجس الأمني في فرنسا وهي تستضيف نهائيات كأس أمم أوروبا. ويقول موفد الصحيفة إلى باريس، مايكل ستوثارد، إن فرنسا في حالة تأهب قصوى لاستقبال أكثر من مليونين من المشجعين لحضور مباريات كأس أمم أوروبا 2016. ويضيف أن الإجراءات الأمنية تجري وفي الذاكرة صور الهجمات المسلحة التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا في ديسمبر (كانون الأول).
أميركا: أسبوع الملاكم محمد علي
الصحف الأوروبية: «يورو 2016».. وخسائر «داعش» في سوريا والعراق
أميركا: أسبوع الملاكم محمد علي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة