برلمانيون يدعون «الشرعية» لنقل البنك المركزي إلى عدن

منظمات أهلية تدعو لتنفيذ وقفة احتجاجية إثر تردي الأوضاع المعيشية جنوب اليمن

برلمانيون يدعون «الشرعية» لنقل البنك المركزي إلى عدن
TT

برلمانيون يدعون «الشرعية» لنقل البنك المركزي إلى عدن

برلمانيون يدعون «الشرعية» لنقل البنك المركزي إلى عدن

أكد تكتل نواب الشرعية البرلماني على وقوفه مع خطوات رئيس الحكومة اليمنية، داعيًا جميع القوى الوطنية اليمنية الأخرى لمساندة تلك الجهود، مطالبًا بنقل البنك المركزي إلى عدن بعد أن تخلى عن حياديته، وأصبح المال العام يستخدم مجهودا حربيا بيد الانقلابيين.
وقال التكتل في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه تابع وبتقدير عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، معتبرا هذه الخطوة مهمة جدا على الطريق الصحيح.
وأضاف البيان أن التكتل يقدر تحركات رئيس الحكومة على كل الصعد، داعيًا جميع القوى إلى الالتفاف حول القيادة والحكومة، مطالبًا إياها بخطوات أكثر ترسيخًا للشرعية على أرض الواقع.
وأكد على مواقفه بإدانة القتل الجماعي الجرائم البربرية التي يرتكبها الانقلابيون في تعز ضد المدنيين بقصفهم العشوائي على الأسواق الشعبية والأماكن المكتظة بالسكان، مما أذهب ضحية ذلك العشرات من «الشهداء» معظمهم أطفال ونساء، وأضعافهم جرحى خلال الأيام الماضية من هذا الشهر الكريم (رمضان)، دون مراعاة لحرمة النفس أو قدسية الشهر الذي تُصفد فيه الشياطين، والمجرمون العنصريون لم يُصفدوا.
وطالب التكتل الحكومة بدعم الجيش الوطني وقوات الشرعية، ووضع الخطط العسكرية العاجلة لفك الحصار عن مدينة تعز، وتحريرها من يد الانقلابيين العابثين، مشددا مطالبته للقيادة السياسية وقيادة الجيش الوطني بدعم الجيش والمقاومة الشعبية في كل جبهات الشرف في ربوع البلاد.
وعبر التكتل عن ثقته المطلقة بأن عودة الحكومة إلى عدن ستنعكس إيجابيًا على الخدمات وتخفيف معاناة المواطن في عدن، وخصوصًا في ناحية ترسيخ الأمن وعودة الكهرباء التي تشكل الهم الأكبر للمواطن، خصوصًا أن قيادة الحكومة تتصف بالحكمة والاتزان والنظرة الوطنية الشاملة.
ودعا المتحاورين الممثلين للشرعية في الكويت لأن تكون لهم مواقف حازمة، مثلما عهدهم وعدم التفريط بالثوابت ونقل جرائم الحوثي والمجازر التي يرتكبها في تعز وفي الوطن عامة إلى ممثل الأمم المتحدة وإلى سفراء الدول الـ18 وإلى كل المنظمات الإنسانية، ورفض أي حوار قبل فك الحصار عن مدينة تعز والانسحاب من المدن وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة للحكومة الشرعية. من جهة أخرى، قالت قوات الحزام الأمني في محافظة عدن، جنوب البلاد، إنها داهمت أوكارا للإرهابيين في مدينة المنصورة وسط عدن، فجر أمس (السبت)، وتمكنت خلالها من ضبط 3 عناصر عقب عملية مداهمة.
وأضافت في بيان نشرته أن قوة أمنية تابعة للحزم الأمني داهمت عدد من الأمكنة المشتبه بها، وفقًا وبلاغات تلقتها من السكان المحليين.
وقالت مصادر أمنية في شرطة عدن لـ«الشرق الأوسط» إن قوة الحزام الأمني توغلت في حي بلوك 24 بالمنصورة، وضبطت ثلاثة عناصر مرتبطة بالجماعات الإرهابية، أحدهم يعد أخطر عناصر التنظيمات الإرهابية في المدينة.
وأكدت أن عملية المداهمة لتلك المواقع المشتبه بها جاءت عقب متابعة ومراقبة لتلك الأماكن التي باتت تتردد عليها العناصر المخلة بالأمن والاستقرار.
وأشارت إلى أن عمليات تحري واسعة شهدتها مدينة عدن في الأشهر الأخيرة، وأسفرت عن ضبط ومقتل مطلوبين أمنيا، كما تم القبض أيضًا على رؤساء عصابات سرقة وتزوير للوحات أرقام السيارات المسروقة.
وأعلنت الشرطة أنها تمكّنت من ضبط أكبر مزوِّر للوحات المعدنية، الذي ما زالت التحقيقات جارية معه للكشف عن بقية أفراد العصابة الذين يقومون بتزوير لوحات معدنية ورخص سياقة مرورية وغيرها من الوثائق.
ونتج عن مداهمات الشرطة مقتل أحد عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، خلال اشتباكات مع قوات أمنية في المدينة الخضراء شمال شرقي مدينة دار سعد (شمال عدن)، وذلك إثر مهاجمة عناصر تابعة للتنظيم حاجزًا أمنيًا لقوات الحزام الأمني في المدينة الخضراء، وقالت الشرطة إن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل عنصر من «القاعدة» يرتدي زيًا أفغانيًا.
وأوضحت أن الاشتباكات وقعت بالتزامن مع حملات مداهمة نفذتها قوات الحزام الأمني في مدينة المنصورة انتهت بضبط مطلوبين.
وبذلك، تكمل قوات الحزام الأمني بضبط كثير من العناصر التي تضعها الأجهزة الأمنية في قائمة الأسماء الخطرة، وسبق لها القيام بسلسلة من العمليات الانتحارية والتخريبية والاغتيالات التي طالت مسؤولين وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية.
واستطاعت قوات الحزام الأمني شل حركة تلك العناصر المسلحة في فترة زمنية قصيرة، وحققت تلك القوات نجاحات أمنية غير مسبوقة.
وتحاول جماعات مسلحة وقوى تخريب استهداف قيادات في قوات الحزام الأمني التي تلعب دورًا كبيرًا في تأمين مدينة عدن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.