تولى ليونيد سلوتسكي تدريب روسيا الصيف الماضي بعد أن نفد الصبر أخيرا على فابيو كابيلو. ومع هذا فقد واصل الرجل الجديد مهامه مع سيسكا موسكو ولم يكن لديه فعليا الوقت للتفكير في استراتيجية جديدة للمنتخب الوطني. وخلاصة الأمر أن سلوتسكي أخذ على ما يبدو أفضل ما في ناديه وحاول تطبيقه على الفريق الوطني.
أولا قرر سلوتسكي الاعتماد على تشكيل واحد والالتزام به. كان كابيلو يميل إلى استخدام مجموعة متنوعة من الطرق لكن المدرب الجديد استقر على طريقة 4 - 2 - 3 - 1. التي كان ينفذها مع سيسكا. وهي تعتمد على لاعبي وسط مدافعين، كان صانع ألعاب سيسكا، ألان دزاغويف، ليصبح أحدهما لو لم يصب بكسر في القدم قبل البطولة. تعد إصابة دزاغويف ضربة كبيرة لكنه ليس هو الركيزة الوحيدة في الفريق الوطني، حيث كان إيغور أكينفيف وسيرغي إغناشيفيتش وفاسيلي بيريزوتسكي ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب معظم فترات العقد الماضي. ويعتبر اللاعبان الأخيران، اللذان سيلعبان كقلبي دفاع، نقطة ضعف المنتخب الأساسية. يبلغ إناشيفيتش 36 عاما فيما سيحتفل بيريزوتسكي بعيد ميلاده الـ34 مع المباراة الختامية في دور المجموعات ضد ويلز في 20 يونيو (حزيران). وقد دخلت إلى تشكيلة المنتخب وجوه ورحلت لكن أحدا لم يتمكن من احتلال مكاني هذين اللاعبين.
وتبدو الخيارات على جانبي الملعب أكثر وفرة بكثير رغم أن خسارة يوري جيركوف بسبب الإصابة كانت ضربة قوية. يريد سلوتسكي لاعبين من أصحاب العقلية الهجومية في هذا المركز، ومن ثم فإن إيغور سمولنيكوف لاعب زينت سان بطرسبرغ، أو ديمتري كومباروف أو ديمتري توربينسكي أو جورجي سكينيكوف، يعتبرون جميعا خيارات متاحة للبدء أمام إنجلترا اليوم.
وسلوتسكي ليس من هواة الضغط المتقدم، ولهذا يعتمد في كثير من الأحيان على لاعب وسط مدافع وحيد – ويكون عادة إيغور دينيسوف أو غلوشاكوف أو ديمتري تارسوف.
كما ويمكن لقائد المنتخب، رومان شيروكوف أن يؤدي هذا الدور. كذلك يجد الفريق وفرة على مستوى الجناحين. يعد أوليغ شاتوف لاعب زينيت الخيار الأول على الجهة اليسرى وربما يتولى أليكساندر كوكورين مهمة الجهة اليمنى. لكن دور الرقم 10 يعتبر أكثر المراكز إشكالية بسبب شيروكوف، الذي لعب كلاعب وسط مهاجم على مدار معظم مباريات التصفيات، وحالته الفنية تجعل من الصعوبة أن يلعب أساسيا في البطولة. وإذا لم يستعد شيروكوف لياقته وسرعته سريعا، فمن الممكن أن يذهب مكانه لأوليغ إيفانوف لاعب تيريك غروزني أو بافيل مامايف لاعب كراسنودار.
في سيسكا يحب سلوتسكي أن يلعب بمهاجم وحيد سريع، على شاكلة سيدو دومبيا أو أحمد موسى. ويملك المنتخب الوطني لاعبين من مثل هذه النوعية، مثل المخضرم أليكساندر كيرجاكوف، الذي انتعشت مسيرته من جديد خلال فترة إعارة في إف سي زيوريخ، قادما من زينيت. ومع هذا، يبدو أن سلوتسكي سيختار من بين اثنين من اللاعبين صغار السن لقيادة الهجوم: أرتيوم دزيوبا لاعب زينيت وفيودور سمولوف لاعب كراسنودار، وكلاهما في حالة فنية ممتازة هذا الموسم. بافيل مامايف أم فيودور سمولوف. قدم ثنائي كراسنودار أداء أبهر الجميع على مدار الموسم الماضي، حيث سجل سمولوف أكثر من 20 هدفا في الدوري الروسي الممتاز، وكان مامايف الذي يلعب متأخرا خلفه، يصنع الأهداف عادة. ويملك مامايف فرصة مثالية لأن يلعب أساسيا في تشكيل روسيا بسبب الحالة الفنية المتواضعة لشيروكوف. وسيتنافس سمولوف مع دزيوبا على شغل مركز رأس الحربة الوحيد. وفي حال فاز سمولوف بهذا المكان، فإنه يملك القدرة على أن يكون مهاجما ذا لدغات قاتلة.
دائما ما تجد روسيا نفسها في موقف بالغ الصعوبة عندما تكون في مجموعة سهلة. كان هذا هو الحال في يورو 2012 وكأس العالم 2014 على حد سواء، حيث سقط الفريق في دور المجموعات رغم أنه واجه منافسين في المتناول. لكن روسيا تبدو في حالة جيدة هذه المرة للوصول إلى دور الـ16. وسيعتمد نجاحها في الوصول لأي خطوات أبعد من هذا على حالة منافسيها – وتتفاوت الاحتمالات وفقا لهذا. ومن الناحية الواقعية، من غير المرجح أن تكون روسيا منافسا على اللقب؛ والناس في روسيا يعتقدون أن الوصول إلى دور الثمانية هو أقصى سقف يمكن لهذا الفريق بلوغه.
روسيا.. آمال عريضة وتوقعات فقيرة
نجاح المنتخب في يورو 2016 يعتمد على حالة منافسيه
روسيا.. آمال عريضة وتوقعات فقيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة