فنزويلا تقهر أوروغواي بفوز تاريخي وتطيح بها من «كوبا أميركا»

المكسيك تتخطى جامايكا وتحسم عبورها إلى دور الثمانية بالبطولة

فرحة فنزويلا بهدف الفوز الذي أحرزه سالمون روندون (رويترز)   -  فرحة مكسيكية بالتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
فرحة فنزويلا بهدف الفوز الذي أحرزه سالمون روندون (رويترز) - فرحة مكسيكية بالتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
TT

فنزويلا تقهر أوروغواي بفوز تاريخي وتطيح بها من «كوبا أميركا»

فرحة فنزويلا بهدف الفوز الذي أحرزه سالمون روندون (رويترز)   -  فرحة مكسيكية بالتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
فرحة فنزويلا بهدف الفوز الذي أحرزه سالمون روندون (رويترز) - فرحة مكسيكية بالتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)

ودع منتخب الأوروغواي النسخة المئوية من بطولة كوبا أميركا لكرة القدم التي تحتضنها الولايات المتحدة، من الباب الصغير بعد أن مني بهزيمته الثانية على التوالي وجاءت على يد فنزويلا صفر - 1 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة. وفي المقابل، ضمنت فنزويلا تأهلها إلى الدور ربع النهائي بصحبة المكسيك التي حققت بدورها فوزها الثاني على التوالي، وجاء على حساب جامايكا 2 – صفر، وهذه المرة الأولى التي تودع فيها الأوروغواي، حاملة الرقم القياسي بعدد الألقاب (15 آخرها عام 2011)، البطولة القارية من الدور الأول منذ 1997، وقد حصل ذلك بعد قبل الوصول إلى الجولة الثالثة الأخيرة التي تجمعها بجامايكا؛ لأنها تحتل المركز الأخير دون نقاط بعد أن خسرت في الجولة الأولى أمام المكسيك (1 – 3)، ويكفي المكسيك التعادل في مباراتها الأخيرة أمام فنزويلا بعد ثلاثة أيام من أجل البقاء في الصدارة.
* فنزويلا - أوروغواي
قال رافاييل دوداميل إن فوز فريقه على منتخب أورغواي وتأهله الرائع إلى دور الثمانية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) بالولايات المتحدة يمثل رسالة إلى الفرق الأخرى بأنه قادر على النجاح. وقال دوداميل: «بعثنا اليوم برسالة نجاح المنتخب الفنزويلي». وأوضح: «نكافح في فريق انتظر هذه الفرحة طويلا، ومن أجل بلد كان بحاجة ماسة إلى هذا النجاح. لاعبونا يعلمون هذا كثيرا. واجهنا منتخبا يمثل على الأكثر ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة فيما يمثل منتخبنا 30 مليون نسمة». وخلال حديثه في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، كانت مجموعات من مشجعي فنزويلا ما زالت تعزف الموسيقى وتردد الأغاني التقليدية لبلادها. وقال دوداميل: «هذه المجموعة مثل باقي فنزويلا، تشعر بالسعادة والفخر والإثارة». وأوضح خوسيه سالومون روندون، نجم الفريق وصاحب الهدف الوحيد للمباراة: «كنا نثق بقدرتنا على الفوز بهذه المباراة. كنا نعلم أننا لسنا المرشح الأقوى في هذه المباراة وأنها مواجهة عصيبة في مواجهة منافس قوي للغاية. ولكننا بذلنا قصارى جهدنا، وهذه هي النتيجة».
وسجل سالومون روندون هدف الفوز لفنزويلا في الدقيقة 36 رافعا رصيد بلاده إلى 6 نقاط في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف المكسيك التي خرجت بدورها فائزة من مباراتها في باسادينا مع جامايكا بهدفي خافيير هرنانديز في الدقيقة 18 وأوريبي بيرالتا في الدقيقة 81، ودخلت الأوروغواي إلى البطولة القارية التي تقام للمرة الأولى بمشاركة 16 منتخبا عوضا عن 12 (جميع المنتخبات العشرة من أميركا الجنوبية إلى جانب أربعة من منطقة الكونكاكاف)، وهي طامحة بإحراز لقب النسخة المئوية؛ لأنها «الأكثر أحقية» في الاحتفال كونها المنتخب الأول الذي رفع كأس البطولة بصيغتها القديمة، بطولة أميركا الجنوبية، عام 1916 حين تصدرت مجموعة البطولة أمام المنتخبات الثلاثة الأخرى المشاركة وهي: الأرجنتين، والبرازيل، وتشيلي.
لكن رجال المدرب أوسكار تاباريز منيوا بخيبة كبيرة وأنهوا المشوار القاري دون أن يتمكن مهاجم برشلونة الإسباني لويس سواريز من المشاركة، إذ غاب أيضا عن هذه المباراة؛ بسبب الإصابة التي تعرض لها ضد أشبيلية في نهائي مسابقة كأس إسبانيا.
ومن المؤكد أن سواريز يتمنى الآن لو بقي في إسبانيا، ولم يتكبد مشقة السفر إلى الولايات المتحدة من أجل خوض مشاركته الرسمية الأولى له منذ انتهاء إيقافه؛ بسبب عضة الإيطالي جورجيو كييليني خلال مونديال البرازيل 2014. وتحسر تاباريز على خروج منتخب بلاده من البطولة؛ بسبب الهدف الذي جاء في الدقيقة 36 عندما لمح أليخاندرو غويرا الحارس فرناندو موسليرا متقدما عن مرماه فاختبر حظه بكرة من بعيد نجح الأخير في ردها؛ لكنها ارتدت من العارضة، وسقطت أمام روندو الذي تابعها في الشباك. وقال تاباريز: «لم نتمكن من لعب الأسلوب الذي نريده، وهذا الأمر كلفنا. كانت كوبا أميركا صعبة جدا علينا. أنا لم أختبر شيئا مماثلا في السابق»، معتبرا بأن هذه الحملة المخيبة يجب أن تكون بمثابة إنذار لفريقه الذي يتطلع الآن إلى تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
وأضاف: «كنا نعلم بأن الأمور ستكون صعبة لكن ما حصل يجب أن يكون جرس إنذار قبل (مواصلة) تصفيات كأس العالم». ودافع المدرب الأوروغوياني عن عدم إشراكه سواريز الذي بدا غاضبا جدا بحيث وجه لكمة للزجاج المحيط بمقاعد البدلاء، قائلا: «اللاعب غير جاهز بدنيا للعب. أنها مسألة أرقام، أنا لن أختار أي لاعب ليس جاهزا 100 في المائة. هل كان غاضبا؟ لا علم لي بذلك. لم يقل لي أي شيء».
* المكسيك تضع خلفها خيبة 2011 و2015
وعن المباراة الثانية، أكد الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، المدير الفني للمنتخب المكسيكي، إن فريقه قادر على المنافسة بقوة مع أي فريق. وحجز المنتخب المكسيكي مكانه في الدور الثاني (دور الستة عشرة) لبطولة (كوبا أميركا 2016) بعد فوزه (2 – صفر) على نظيره الجامايكي. والفوز هو الثاني على التوالي للفريق في البطولة بعدما استهل مسيرته بفوز رائع (3 – 1) على منتخب أوروغواي. وقال أوسوريو: «المنتخب المكسيكي يجب أن ينافس على قدم المساواة مع أي فريق». وأصبح أوسوريو أول مدير فني يقود المنتخب المكسيكي لتسعة انتصارات متتالية في بداية عمله مع الفريق. وخلال هذه المباريات التسع، سجل الفريق 19 هدفا واهتزت شباكه مرة واحدة فقط. وعلى الرغم من هذا، قلل أوسوريو من أهمية هذه الأرقام، وأكد أنه يفضل التركيز على أداء الفريق. وقال أوسوريو: «على أية حال، كان فريقنا هو الأفضل في مواجهة منافس رائع. حققنا فوزا مهما في هذه المباراة». وأشاد أوسوريو أيضا بأداء جييرمو أوتشوا، حارس مرمى الفريق، وزميله المدافع ياسر كورونا، حيث لعبا دورا بارزا في الحفاظ على نظافة شباك الفريق في هذه المباراة أمام جامايكا.
وقال أوسوريو: «تألق ياسر في التصدي لهجمات المنافس وتصدى أوتشوا لتسديدات لاعبي جامايكا كانت على القدر نفسه من الأهمية من هدفي خافيير (تشيتشاريتو) هيرنانديز وأوريبي بيرالتا». وحسم هذا الفوز تأهل الفريق إلى دور الثمانية للبطولة قبل خوض المباراة أمام فنزويلا يوم الاثنين المقبل في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة، التي ستكون حاسمة على صدارة المجموعة الثالثة. وأكد أوسوريو: «مع كل الاحترام لفنزويلا، سنفوز في المباراة أمام هذا الفريق بغض النظر عن أسلوب لعب المنافس». ويحتاج المنتخب المكسيكي إلى التعادل فقط في هذه المباراة التي تقام في هيوستن؛ نظرا إلى تفوقه بفارق الأهداف على المنتخب الفنزويلي الذي يحتاج إلى الفوز بأي نتيجة من أجل انتزاع صدارة المجموعة.
وعلى ملعب «روز بول» في باسادينا وأمام حشد جماهيري هائل (83263 متفرجا)، وضع المنتخب المكسيكي، أحد ممثلي كونكاكاف الأربعة في النسخة الحالية والضيف الدائم على البطولة منذ 1993. خلفه خيبة 2011 و2015 وحجز مقعده في الدور ربع النهائي بتخطيه «ابن منطقته» المنتخب الجامايكي بهدفي خافيير هرنانديز وأوريبي بيرالتا. وكان المنتخب المكسيكي الذي أفلت من ركلتي جزاء واضحتين لمنافسه، ودع البطولة القارية من الدور الأول في مشاركتيه الأخيرتين لكنه نجح في النسخة الحالية التي يخوضها بمؤازرة جماهيرية كبيرة جدا؛ نظرا لوجود جالية مكسيكية كبيرة خصوصا في ولاية كاليفورنيا، من تجاوز عقبة الدور الأول على أمل إنهائه بفوز أو تعادل من أجل المحافظة على الصدارة، وتجنب مواجهة محتملة مع الأرجنتين.
لكن التصدر قد لا يعفيه أيضا من مواجهة صعبة أخرى قد تجمعه بتشيلي حاملة اللقب التي خسرت مباراتها الأولى مع الأرجنتين (1 - 2) في إعادة لنهائي 2015 الذي حسمه آليكسيس سانشيس ورفاقه. يذكر أن المكسيك تمكنت من تجاوز الدور الأول في مشاركاتها السبع الأولى بين 1993 و2007، وحتى أنها حلت وصيفة مرتين (1993 و2001)، ونالت المركز الثالث ثلاث مرات قبل أن تتعثر في 2011 و2015، وكانت المواجهة مع جامايكا إعادة لنهائي الكأس الذهبية لعام 2015، التي أحرزها المكسيكيون للمرة العاشرة في تاريخهم (بالصيغتين السابقة والحالية) بعد فوزهم (3 – 1) في فيلادلفيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».