فرنسا تقص شريط الافتتاح أمام رومانيا وسط إجراءات أمنية مشددة

«يورو 2016» تنطلق اليوم بمشاركة 24 منتخبًا.. ونشر 90 ألفًا من أفراد الشرطة

باييه يتقدم لاعبي فرنسا خلال الاستعداد لمواجهة رومانيا (أ.ب)
باييه يتقدم لاعبي فرنسا خلال الاستعداد لمواجهة رومانيا (أ.ب)
TT

فرنسا تقص شريط الافتتاح أمام رومانيا وسط إجراءات أمنية مشددة

باييه يتقدم لاعبي فرنسا خلال الاستعداد لمواجهة رومانيا (أ.ب)
باييه يتقدم لاعبي فرنسا خلال الاستعداد لمواجهة رومانيا (أ.ب)

وسط إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، تنطلق اليوم فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) الأكبر بالتاريخ، بمشاركة 24 منتخبا (بدلا من 16)، حيث تستهل فرنسا المستضيفة مشوارها أمام رومانيا، على ملعب «استاد دو فرانس»، في باريس، ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضًا سويسرا وألبانيا.
وأكدت السلطات الفرنسية أنها ستنشر أكثر من 90 ألفا من أفراد الشرطة والجنود وعملاء الوكالات الأمنية الخاصة لضمان الأمن خلال البطولة التي تستمر حتى 10 يوليو (تموز) المقبل.
وعلى عكس ما كان عليه الحال في البطولات الكبيرة التي أقيمت في السنوات القليلة الماضية، يحظى المنتخب الفرنسي بترشيحات قوية هذه المرة للمنافسة بقوة على اللقب لما يمتلكه من لاعبين بارزين ضمن صفوفه، وكذلك للدعم الجماهيري المتوقع للفريق على أرضه.
ويعاني ديدييه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، من مشكلة يتمناها أي مدير فني، تتمثل في وفرة المهاجمين الجاهزين بفريقه، رغم استبعاد كريم بنزيمة إثر فضيحة قضية ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا، المبعد أيضا.
ويحظى ديشامب بتشكيلة رائعة وسطا وهجوما تضم أمثال نغولو كانتي بطل إنجلترا مع ليستر، وبول بوغبا نجم يوفنتوس الإيطالي، وديميتري باييه المتألق مع وستهام الإنجليزي، وأوليفييه جيرو مهاجم آرسنال الإنجليزي، وأنطوان غريزمان صاحب 32 هدفا هذا الموسم مع أتليتكو مدريد الإسباني، والواعد أنطوني مارسيال الذي برز مع مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وتأمل هذه الوجوه الواعدة تكرار ما حصده الفرنسيون على أرضهم عام 1984، عندما أحرزوا لقبهم الأول قبل أن يتوجوا مرة ثانية في 2000.
ويفاضل ديشامب بين باييه ومارسيال للاعتماد على أحدهما رأس حربة ثالثا خلال المباراة الافتتاحية أمام رومانيا، بجانب اللاعبين أنطوان غريزمان وأوليفيه غيرو، فيما يتوقع أن يجلس الشاب كينجسلي كومان على مقاعد البدلاء، رغم تألقه مع فريقه بايرن ميونيخ الألماني خلال الموسم المنقضي.
وقدم باييه (29 عاما) موسما جيدا مع وستهام، وأحرز معه 12 هدفا، بالإضافة لقيامه بـ12 تمريرة حاسمة، ليصبح أحد العناصر الأساسية في المنتخب الفرنسي.
وبينما يتطلع ديشامب للدفع بباييه جناحا أيسر، وبإمكان اللاعب أيضًا أن يلعب في العمق قليلا لإمداد جيرو وغريزمان بالتمريرات البينية القاتلة. ويمتاز باييه بإجادته تسديد الركلات الحرة المباشرة، وهو ما ظهر بوضوح في تسجيله للهدف الثالث لفرنسا في الدقيقة الأخيرة خلال لقائها مع الكاميرون، ليقودها للفوز 3 / 2 وديا الشهر الماضي، وكذلك حينما أطلق قذيفة مدوية من ركلة حرة مباشرة من 30 مترا سجل منها أحد أهداف المنتخب الفرنسي خلال فوزه 4 / 2 على روسيا وديا في مارس (آذار) الماضي.
وترك مارسيال (20 عاما) انطباعا جيدا في موسمه الأول داخل الملاعب الإنجليزية أيضا، في ظل تميزه بالسرعة الفائقة التي أظهرها خلال مباريات فريقه مانشستر يونايتد، ليسجل 11 هدفا، بالإضافة لقيامه بـ4 تمريرات حاسمة.
ولدى كلا اللاعبين القدرة على المشاركة في التشكيلة الأساسية أمام رومانيا التي لم تستقبل شباكها سوى هدفين خلال 10 مباريات في مسيرتها بالتصفيات المؤهلة للبطولة. ويمتلك باييه حظوظا أوفر نسبيا من مارسيال لبدء المباراة، حيث قال عنه ديشامب الأسبوع الماضي: «إنه عنصر مهم، ويمكن أن يكون له دور حاسم مع الفريق. إنه يمتلك ثقة كبيرة بالنفس».
وأوضح ديشامب: «لدينا قدرة جيدة على هز الشباك، وخلق كثير من الفرص». وكشف المدرب الفرنسي أن العناصر الشابة التي يمتلكها الفريق، مثل مارسيال وكومان، بإمكانها إضافة المزيد من الإمكانيات للفريق. ويبدو أن القدرات الهجومية الضخمة التي بات يمتلكها الفريق حاليا دفعت الفرنسيين لنسيان غياب كريم بنزيمة، هداف فريق ريال مدريد الإسباني، عن البطولة.
وتمتلك فرنسا خط وسط قويا بوجود بول بوغبا وكانتي الذي فجر مفاجأة مدوية بتتويجه مع ليستر بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.
وقد تكمن نقطة الضعف الوحيدة التي سيعاني منها المنتخب الفرنسي في خط الدفاع، لا سيما عقب استبعاد رافاييل فاران وجيريمي ماثيو بسبب الإصابة، فيما أوقف مامادو ساكو لتناوله مواد محظورة، كما انضم لاسانا ديارا وقبله ماتيو دوبوشي وكورت زوما إلى لائحة المصابين، فلم يتخيل ديشامب أن يواجه وضعا مماثلا قبل انطلاق النهائيات القارية على أرضه، وقال لصحيفة «ليكيب» المحلية: «كل ما حصل معنا منذ إعلان التشكيلة في 12 مايو (أيار)، لم أكن لأتخيله في أسوأ كوابيسي». لكنه رغم ذلك أكد أن فريقه مستعد للبطولة، وسيظهر قوته كمنافس على اللقب. وقال باييه: «ينبغي علينا الارتقاء بمستوانا أكثر حتى نتغلب على رومانيا في الافتتاح، ثم على سويسرا وألبانيا المنافسين الآخرين بالمجموعة الأولى». وقال الحارس البديل ستيف مانداندا: «لدينا فرصة اللعب على أرضنا، سنلعب تحت الضغط، لكنه سيكون إيجابيا. يجب أن نقدم بطولة جيدة وهدفنا إحراز اللقب».
ويعيش رجال ديشامب فترة جيدة، إذ فازوا 9 مرات في آخر 10 مباريات في السنة الماضية، وجاءت خسارتهم الوحيدة أمام إنجلترا بعد أيام من اعتداءات باريس الشهيرة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ونفض المهاجم أوليفييه جيرو عنه غبار الانتقادات بتسجيله هدفين في المواجهة الأخيرة ضد اسكوتلندا (3 - صفر)، السبت في ميتز، وقبلها فازت فرنسا على الكاميرون 3 - 2 في نانت.
ورأى الظهير بكري سانيا أن «اللاعبين الشبان لا يكترثون للضغوط، فهم يلعبون كما يفعلون مع أنديتهم من دون خوف».
لكن بعيدا عن الفنيات، تواجه فرنسا خطر تهديدات أمنية بعد تفجيرات باريس نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى أزمات اجتماعية متفرقة. في المقابل، يعول الطرف الروماني على دفاعه القوي، في بطولته الكبرى الأولى منذ 8 سنوات. وقد منيت شباك لاعبي المدرب أنغل يوردانسكو مرتين فقط في 10 مباريات، ضمن التصفيات التي حلت فيها وصيفة لآيرلندا الشمالية، في مجموعة ضمت المجر وفنلندا واليونان.
ولا تملك رومانيا نجوما في تشكيلتها على غرار جورجي هاجي في التسعينات، وتعاني نقصا هجوميا، إذ سجلت 11 هدفا فقط في 10 مباريات ضمن التصفيات.
وقال مساعد المدرب فيوريل مولدوفان: «الضغط على فرنسا أكبر.. سيكون رائعا إذا حصلنا على التعادل، وإذا فزنا سيكون أروع».
وتعول رومانيا على حارسها المخضرم سيبريان تاتاروشانو (30 عاما)، لاعب فيورنتينا الإيطالي، ومدافع نابولي الإيطالي فلاد كيريكيش (26 عاما)، والمهاجم الشاب نيكولاي ستانسيو.
ويبدو تاريخ المنتخبين متفاوتا في النهائيات القارية أو العالمية. فمن عادة المنتخب الفرنسي تحقيق نتائج طيبة على أرضه في المسابقات الكبرى، فبعد تتويجه باللقب القاري عام 1984، نجح بخطف لقبه العالمي الوحيد على أرضه أيضًا في 1998، على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة.
وبعد وصولها إلى نهائي مونديال 2006، عندما خسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تراجعت فرنسا، فخرجت من الدور الأول في كأس أوروبا 2008، وكأس العالم 2010، ثم من ربع النهائي في أوروبا 2012 ومونديال 2014. ومنذ تتويجها على حساب إيطاليا 2 – 1، في نهائي 2000 المثير في روتردام، تحت إشراف المدرب روجيه لومير، لم تنجح فرنسا بتحقيق الفوز في أي مباراة إقصائية من المسابقة القارية.
من جهتها، كانت رومانيا واحدة من 4 دول فقط تشارك ثلاث مرات على التوالي في النسخ الثلاث الأولى من كأس العالم لكرة القدم بين 1930 و1938، لكن ذلك لم ينسحب على نتائجها في النهائيات العالمية، أو حتى في كأس أوروبا. وأفضل نتائج رومانيا كانت بلوغه ربع نهائي مونديال 1994، في عهد الأسطورة جورجي هاجي، عندما خسر بصعوبة أمام السويد بركلات الترجيح، وكذلك في كأس أوروبا 2000، عندما توقف مشوارها أمام إيطاليا. ومع أفول نجم الجيل القديم، كان غياب رومانيا صادما عن النسخ الأربع الأخيرة في كأس العالم، وعن نسختي كأس أوروبا في 2004 و2012.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».