مكتبة الإسكندرية تعرض لزوارها 40 ألف مادة وثائقية من 22 دولة عربية

عبر تدشين موقع «ذاكرة الوطن العربي» نهاية العام

الحرم المكي في بدايات القرن التاسع عشر
الحرم المكي في بدايات القرن التاسع عشر
TT

مكتبة الإسكندرية تعرض لزوارها 40 ألف مادة وثائقية من 22 دولة عربية

الحرم المكي في بدايات القرن التاسع عشر
الحرم المكي في بدايات القرن التاسع عشر

سعيًا لإطلاق أكبر مكتبة رقمية تؤرخ للعالم العربي، تستعد مكتبة الإسكندرية لتدشين موقع «ذاكرة الوطن العربي» الإلكتروني، على غرار مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة»، ليشمل آلاف الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية النادرة، والمواد المرقمنة والتسجيلات المرئية والمسموعة والقصاصات الصحافية التي تروي تاريخ مختلف بلدان الوطن العربي. وتكمن أهمية هذا المشروع في أنه سيعمل كوعاء رقمي لحفظ التراث العربي لا سيما تراث سوريا وليبيا والعراق الذي يتعرض حاليًا للتدمير والضياع، مما يهدد ذاكرة الأمة.
وقال د. خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، والمشرف المباشر على المشروع في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مكتبة الإسكندرية تهدف من تدشين «ذاكرة الوطن العربي» نهاية هذا العام الحالي إلى أن يكون الموقع أكبر مكتبة رقمية تضم بين صفحاتها تاريخ العالم العربي بشتى صوره وفتراته الزمنية، بحيث يكون المرجع الأساسي للباحثين عن تاريخ أي دولة من دول العالم العربي، ويعمل عليه عدد كبير من الباحثين المتخصصين إلى جانب فريق ماهر من قطاع تكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية، لكي تؤرخ الذاكرة لتاريخ الوطن العربي من مختلف النواحي: سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا».
وأشار إلى أنه نظرًا لضخامة المشروع، فإنه سوف يتم على عدة مراحل، حيث تهدف المرحلة الأولى من العمل إلى تغطية ما لا يقل عن 5000 مادة وثائقية متنوعة ما بين صور ووثائق وقصاصات صحافية وأفلام تسجيلية وغيرها من 22 دولة عربية. ويهدف فريق العمل أن يصل محتوى الذاكرة إلى 40000 مادة وثائقية بمرور 5 سنوات على تدشين الموقع، مشيرًا إلى أن المشروع ما زال في مراحله الأولية وأنه من المشروعات طويلة الأمد التي سوف تستمر في جمع المواد الوثائقية بشكل مستمر.
وكشف عزب عن الجهات والمؤسسات العربية المشاركة مع المكتبة في هذا المشروع العملاق، وهي «بيت الحكمة» الجزائري، ووزارة الثقافة الجزائرية، والمكتبة الوطنية المغربية، ومركز الدراسات الكويتية، ووزارة الأوقاف الفلسطينية، والمجلس السياسي للمقاومة العراقية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
وعن توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، قال عزب: «يتم حاليا جمع الصور الفوتوغرافية للمملكة من أول صورة تم التقاطها في بدايات القرن الـ19 وحتى الآن، فضلا عن جمع كل الطوابع البريدية والعملات النقدية، والوثائق والخرائط القديمة المتعلقة بتاريخ المملكة، وأهم وأبرز الشخصيات والقبائل المؤثرة في تاريخها، بالإضافة إلى العادات والتقاليد السعودية، وتاريخ الفن السعودي بشكل عام».
وحول أهم ما يميز هذا المشروع، قال: «الحياد وتسليط الضوء على جوانب مجهولة في تاريخ الشعب العربي. فمن خلال ذاكرة الوطن العربي يستطيع الزائر أن يتجول بين ثنايا التاريخ مستعرضًا الجانب السياسي والاجتماعي والثقافي معًا، وسيكون بإمكانه أن يستعرض حياة حاكم أو شاعر أو فنان تشكيلي أو سياسي في تلك الفترة من خلال الموضوعات والأحداث المتنوعة التي تضمها الذاكرة».
وقال: «سوف يركز المشروع على جمع تراث 3 دول هي: سوريا والعراق وليبيا، خصوصًا أن تراث هذه الدول ونتيجة للحروب المشتعلة فيها، تم تهريب عدد كبير منه إلى خارجها ويتم بيعه، ونعمل بكل طاقتنا لجمعه وتوثيقه قبل فوات الأوان وضياعه للأبد».
ولفت عزب إلى أن خطة العمل لتطوير الموقع تسير كما هو مخطط لها ووفق جدول زمني محدد، فقد تم وضع التصور الأولي للموقع مع إدارة تكنولوجيا المعلومات والدعم الفني بمكتبة الإسكندرية في يونيو 2015م، كما تم العمل على تجميع المواد الوثائقية الخاصة بمحتوى الموقع مثل: الطوابع البريدية، وبعض المجلات الثقافية، والصور الفوتوغرافية. وأوضح أنه تم الانتهاء من عمل رقمنة لأعمال أبرز الفنانين التشكيلين في الوطن العربي من مصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وغيرها من البلدان.
وأكد عزب أنه في العام الثاني من تدشين الموقع سوف يتم إصدار مجلة ورقية في 100 صفحة باسم «ذاكرة الوطن العربي» الهدف منها الوصول لأكبر قطاع من الجمهور العربي، نتناول فيها موضوعات متنوعة خاصة بتاريخ العرب. بموازنة لا تقل عن 500 ألف جنيه مصري في السنة الواحدة.
وأعلن عزب عن أنه يجري العمل على إصدار كتالوج مصور عن ذاكرة الوطن العربي مواكب لتدشين الموقع الإلكتروني، فضلاً عن أن المكتبة تسعى لتنظيم معرض مزود باللوحات والمواد الأرشيفية المختلفة تزامنًا مع احتفالية إطلاق الموقع، ومن المقرر أن يطوف بالبلدان العربية جميعًا لتعريف أهل البلاد بالموقع ودوره في توثيق حياة الشعوب العربية.
وأعلن أنه في إطار هذا المشروع سوف تصدر المكتبة عدة مطبوعات متميزة تخص التراث العربي التاريخي والثقافي، على رأسها حاليا: أول قاموس أكادي - سومري - عربي للدكتور علي الجبوري، الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية، والهدف منه إبراز الحضارة العراقية، يؤكد عزب قائلا: «يوضح القاموس أن الفرس لم يكن لديهم حضارة، فقد بنوا حضارتهم على الحضارة السومرية، كما سيتم إطلاق كتالوج ضخم يوثق النقوش المملوكية والأيوبية في سوريا للدكتور فرج الحسيني، نتوقع أن يسد ثغرة كبيرة في البحث الأثري في سوريا، خصوصًا أنه يشمل النقش والأثر».
ويقوم الباحثون حاليًا بجمع التراث الجزائري الغنائي التقليدي من بدايات القرن التاسع عشر، كما يتم جمع أرشيف توثيقي كامل عن حياة الأمير عبد القادر الجزائري بالصور والوثائق، باعتباره مؤسس دولة الجزائر الحديثة.
وكان مدير مكتبة الإسكندرية د. إسماعيل سراج الدين قد أعلن عن هذا المشروع الضخم أواخر العام الماضي 2015، على هامش فعاليات المؤتمر الدولي «الثقافة العربية.. استحقاقات مستقبل حائر» في حضور 300 مفكر ومثقف من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وسوف تعقد بمناسبة تدشين الموقع الإلكتروني سلسلة ندوات ومحاضرات تتناول المحتوى الخاص بالموقع. ويجري حاليًا الإعداد لعمل تغطية إعلامية موسعة للتعريف بالذاكرة، بالإضافة إلى المطبوعات الخاصة بذلك.
يذكر أن مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة» المماثل لهذا المشروع قد أطلقته المكتبة عام 2009، وجمع وثائق تاريخية نادرة عن مصر وأهم الشخصيات البارزة فيها بداية من عهد محمد علي في 1805، ونهاية بعهد الرئيس السادات في 1981، أي ما يزيد عن 200 عام، وهو يتيح مسارًا زمنيًا يمكن الباحث من التعرف على تاريخ مصر بشكل بانورامي شامل، وتصدر عنه مجلة ربع سنوية تتناول الجوانب الخفية من التاريخ المصري.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.