وضعت وزارة الأوقاف المسؤولة عن المساجد في مصر، ضوابط على جميع المساجد خلال شهر رمضان، منعا لعدم استخدامها من قبل المتشددين، خاصة خلال صلاة التراويح، وقال مصدر مسؤول بالأوقاف إن «الوزارة وضعت شروطا لمنع دخول عناصر الجماعات المتشددة للمساجد، وعقد اللقاءات خاصة خلال فترة ما قبل الإفطار وعقب صلاة التراويح».
وأضاف المصدر أنه «تم التشديد على الخطباء الرسميين بعدم تجاوز درس التراويح 10 دقائق، وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة من الدعاة غير الرسميين، بإلقاء أي دروس بالمساجد وملحقاتها وما في حكمها، فضلا عن إمامة المصلين».
ويرى مراقبون أن «السلطات المصرية تحاول إحكام قبضتها فعليا على المساجد خلال رمضان، التي باتت مركزا للدعاة المتشددين من بعض الجماعات المتطرفة، رغم تأكيدات قيادات الأوقاف بأن المساجد تحت سيطرتها».
والأوقاف التي تشرف على نحو 198 ألف مسجد في مختلف ربوع البلاد، تشدد خلال شهر رمضان على عدم المبالغة في استخدام مكبرات الصوت الخارجية وقصرها على الأذان وخطبة الجمعة، وأن تكون السماعات داخل المسجد فقط، مع عدم الإسراف في استخدام الكهرباء بأي شكل من الأشكال، والحرص على ترشيد الطاقة، حيث لن تتحمل الوزارة أي نفقات تتصل بأعمال الزينة والإنارة التي تعلق على المساجد.
وقال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إن «الوزارة منعت استخدام صحن المسجد في أي موائد على الإطلاق، وفي حالة وجود مائدة إفطار يجب أن يكون مكان المائدة مستقلا تماما عن صحن المسجد، مع عدم استخدام صحن المسجد نفسه في أي لون من ألوان طهي الطعام على الإطلاق، مع التأكيد على الاهتمام بنظافة المسجد».
وقال المصدر المسؤول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم منع مشايخ حزب النور (الذي يضم دعاة غير رسميين) وعناصر الجماعة الإسلامية الموالية لجماعة الإخوان من استخدام مساجد الأوقاف في إلقاء الدروس الدينية (التي اعتادوا عليها الأعوام الماضية) أو إمامة المصلين في صلاة التراويح، وسيتم تحرير محاضر فورية للمخالفين»، موضحا: «لن نترك أي ثغرة أمام أي جماعة متطرفة ومتشددة لاعتلاء المنابر، ولا تهاون في التصدي إلى محاولة أي شخص لا يملك تصريح خطابة وصعود المنبر، أو إمامة الصلاة».
لافتا إلى أنه «سيطلب من كل مصل إظهار بطاقة هويته خلال الاعتكاف خاصة للعناصر المعروفة بتشددها وبفكرها المتطرف في المنطقة المحيطة بالمسجد أو التي يشك فيها مسؤولو المسجد،» مؤكدا أن «بعض المشايخ المتشددين يدخلون المساجد ويصرون على إمامة المصلين في صلاة التراويح وإلقاء الخطب رغم وجود إمام الوزارة داخل المسجد، خاصة في المناطق الشعبية التي تحظى هذه المشايخ فيها بشعبية كبيرة».
وتضع وزارة الأوقاف شروطا للاعتكاف بالمساجد هذا العام، من أهمها أن يكون الاعتكاف في المساجد الكبيرة وتحت إشراف أئمة الأوقاف، وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيا المعروفين لإدارة المسجد، وأن يقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان وقبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل.. وأن أي مسجد يخالف ذلك سوف تعتبره الوزارة مخالفا وتعده اجتماعا خارج إطار القانون ويتم وفق ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين».
من جانبها، هاجمت الجماعة الإسلامية قرارات الأوقاف، واصفة إياها بأنها تفتقد إلى الدقة. وقالت مصادر داخل الجماعة، إنها «متحفظة على هذه القرارات.. ولن تلتفت إليها وإنها سوف تحيي رمضان بالطريقة التي تعودت عليها منذ سنوات».
وبينما رحب حزب «النور» بالشروط التي وضعتها الأوقاف بخصوص الاعتكاف وبقصر خطبة صلاة التراويح، وقال قيادي في النور، أكبر الأحزاب الدينية في مصر، إن حزبه يتفق تماما مع شروط الأوقاف ولا توجد أي مشكلة بخصوصها، قامت الدعوة السلفية «بتوزيع مئات الأسطوانات المدمجة وشرائط الكاسيت المسجلة لمشايخ الدعوة المشاهير في الإسكندرية»، وقال المصدر المسؤول نفسه في الأوقاف إن «الكثير من مشايخ الدعوة السلفية حاولوا اعتلاء منابر المساجد رغما عن أئمة الأوقاف الرسميين لأم المصلين في صلاة التراويح وإلقاء درس الصلاة».
الأوقاف «المصرية» تمنع إقامة «موائد الرحمن» بالمساجد وبطاقة الهوية شرط «الاعتكاف»
حددت درس صلاة التراويح بـ10 دقائق ومنعت الدعاة غير الرسميين من إمامة المصلين
الأوقاف «المصرية» تمنع إقامة «موائد الرحمن» بالمساجد وبطاقة الهوية شرط «الاعتكاف»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة