السيسي يناصر أحلام فقراء مصر

أفراح شعبية بترشحه في القاهرة والمحافظات

جانب من احتفالات مصريين في شوارع العاصمة عقب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي اعتزامه الترشح للرئاسة مساء أول من أمس (رويترز)
جانب من احتفالات مصريين في شوارع العاصمة عقب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي اعتزامه الترشح للرئاسة مساء أول من أمس (رويترز)
TT

السيسي يناصر أحلام فقراء مصر

جانب من احتفالات مصريين في شوارع العاصمة عقب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي اعتزامه الترشح للرئاسة مساء أول من أمس (رويترز)
جانب من احتفالات مصريين في شوارع العاصمة عقب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي اعتزامه الترشح للرئاسة مساء أول من أمس (رويترز)

«السيسي خلصنا من كابوس (الإخوان). أنا واثق في هذا الرجل، قلبه عامر بالإيمان وبحب الوطن. أرجو أن يعينه الله والشعب على تحمل الأمانة. السيسي صقر مصر، ومصر تحتاجه في هذه المرحلة»، قالها جلال إبراهيم، وهو رجل (سبعيني)، ثم أردف وملامح الفرحة تكسو وجهه وسط صخب المقهى والأغاني الوطنية: «فيه ناس غضبانة من ترشح السيسي، طيب ماشي الملعب مفتوح للجميع. والميه تكدب الغطاس. اللي عايز يؤيد مرشح آخر هو حر، وفي النهاية الشعب سوف يختار».
وعلى غرار أجواء هذا المقهى الشعبي بوسط العاصمة القاهرة، عمت الأفراح قطاعات كبيرة من المصريين في عدد من المدن والقرى بالمحافظات فور إعلان المشير عبد الفتاح السيسي عزمه الترشح لرئاسة مصر، حيث قام الأهالي بالنزول إلى الميادين رافعين صورا للمشير السيسي وأعلام مصر ابتهاجا بخبر إعلانه الترشح. ونظم عدد كبير من المواطنين «زفة بالسيارات» في الشوارع على أنغام أغنية «تسلم الأيادي»، عادين ترشحه خطوة إيجابية تتحقق الاستقرار للبلاد والوصول بها إلى بر الأمان.
وتحولت ساحة مسجد مصطفي محمود الشهير بشارع جامعة الدول العربية بمحافظة الجيزة إلى «كرنفال فني»، حيث احتشد المئات من المواطنين بالطبل والمزمار البلدي، مرددين هتافات مؤيدة لترشح قائد الجيش السابق ومنها «السيسي رئيسي، بحبك يا سيسي». ورفع المحتفلون وهم يلوحون بعلامات النصر الأعلام المصرية وصور السيسي. كما تدفقت بالميدان الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت التي اعتلت عددا من سيارات النقل، بينما كون عدد من النساء والفتيات حلقات رقص على أنغام «تسلم الأيادي» وحملت بعضهن أطفالهن، كما شارك المارة من قائدي السيارات فرحة المصريين بترشيح السيسي وتركوا سياراتهم حاملين الأعلام ورقصوا على الأغاني الوطنية. وطغت الاحتفالات على منطقة حي الجمالية مسقط رأس السيسي بمنطقة الأزهر بالقاهرة، وارتفعت الزغاريد، وخرج العشرات من الأهالي إلى الشوارع معبرين عن سعادتهم وفرحتهم بإعلان السيسي «ابن حيهم» عن ترشحه للرئاسة، كما حملوا الأعلام وصور السيسي وعلى أنغام أغنية «تسلم الأيادي» عاش الحي وصلات من الرقص شارك فيها الشباب والنساء والأطفال معربين عن سعادتهم.
وقال أحد المواطنين بالحي: «نعم سأنتخب السيسي رئيسا لمصر، ليس نكاية في باقي المرشحين أو في أصدقائي الذين قد يختلفون معي؛ ولكن لأنني أراه مهموما بالوطن ورجل هذه المرحلة رغم ظهور كل الوجوه التي لا نحبها محاولين ركوب موجته، متناسين أن لكل رئيس شخصية يختار من خلالها رجاله الذين يناسبونه ويناسبون أفكاره ونظرته لحلول مشكلات الوطن».
وأعربت أغلب القوى السياسية والحزبية والائتلافات والحركات الثورية عن تأييدها لترشح المشير السيسي، مؤكدة أنه جاء معبرا عن جموع الشعب المصري، آملين في سرعة تحقيق مطالب الغالبية بإعادة هيكلة وبناء الدولة المصرية واستقرارها، وتنمية وتعمير سيناء وحل جميع مشكلات أهلها، مطالبين باقي فئات الشعب بتأييده في الانتخابات الرئاسية.
وأعرب حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي المرشح الرئاسي المحتمل، عن ترحيبه بإعلان المشير السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية. وقال صباحي، في «تغريدة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «أرحب بترشح عبد الفتاح السيسي، ونسعى لانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة تضمن حياد الدولة وحق الشعب في اختيار رئيسه بإرادته الحرة».
وفي السياق نفسه، رحب معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة حمدين صباحي الرئاسية، بترشح المشير السيسي. وقال مرزوق في تصريحات صحافية، إن «وجود منافس قوي يدفع لمنافسة شريفة». وقدم المشير السيسي استقالته من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة وأعلن في كلمة تلفزيونية مساء أول من أمس (الأربعاء) عزمه الترشح لرئاسة البلاد. وأعلنت حملة تمرد، عن دعمها الكامل لترشح السيسي لانتخابات الرئاسة، مؤكدة التزامها بالبيان الصادر عنها في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والخاص بدعم المشير حال ترشحه للرئاسة. وقالت الحركة، في بيان أصدرته أمس: «نحيط الجميع علما بأن قرار ترشيح السيسي جاء بناء على رغبة الشارع المصري وامتثالا لمطالبة الملايين له، بكافة ميادين مصر، بالترشح للانتخابات الرئاسية. ونحن كحركة جزء لا يتجزأ من الشارع المصري.. لذا قررنا دعم مطالب الشارع المصري بتأييد المشير السيسي للرئاسة»، كما أعلنت الحركة تبرؤها «ممن لم يلتزموا ببيان الحركة وقراراتها».
ومن جهته، رحب حزب النور السلفي، بترشح المشير السيسي. وقال نادر بكار، مساعد رئيس الحزب في تصريحات صحافية، إنهم «يرحبون بإعلان السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة كمرشح مدني». وأشاد بكار بكلمة المشير السيسي، التي ألقاها عبر شاشة التلفزيون المصري، عقب الانتهاء من اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس المستشار عدلي منصور، واصفا إياها بأنها كانت متوازنة وتفتح آفاق أمل بأنه سيأتي لفتح صفحة جديدة، ولن ينتقم من أحد وسيتعامل بالقانون.
وقال رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع اليساري، إن خطاب المشير السيسي الذي أعلن فيه ترشحه للرئاسة «صنع ثورة جديدة وبعث الأمل في الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب وحدد أهدافا، ووعد بأنه لن يسمح لأحد أن يفرض الإرهاب على الشعب المصري».
وأشاد بيان صدر عن حزب المؤتمر بخطاب المشير السيسي، وقال الحزب إنه «تحدث بشفافية عن الواقع الحالي للبلاد والظروف الصعبة التي نمر بها»، مسجلا أن السيسي «لا يستطيع فعل المعجزات وحده، وأنه سوف يكون في مقدمة الشعب، وأن تعهده بإعادة الأمن والاستقرار للشعب في مواجهة الإرهاب يوحي بالأمل والثقة».
كما رحب حزب الوفد بترشح السيسي للرئاسة، وقال محمود سيف النصر، القيادي بالحزب، إن «السيسي هو الرجل المناسب في المكان المناسب»، وطالب الشعب بالوقوف خلفه خاصة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها مصر.
وتشعر طبقات كثرة من الشعب المصري خاصة الطبقات الفقيرة والمهمشة بانحياز السيسي لطموحاتهم وآلامهم. يقول أحمد، وهو بائع متجول مستبشرا بترشح السيسي: «البلد تعب من الإرهاب والفوضى والفساد والحال واقف، نريد رئيسا يشعر بنا وينقذنا، يشعرنا بأننا بشر ولنا حقوق في هذا الوطن، بعد أن أصبحت حياتنا في الحضيض. نريد رئيسا للغلابة، نثق فيه، ويحقق مطالبنا البسيطة في هذه الحياة. وبإذن الله آمالنا قوية في المشير السيسي».
ويحذر أحمد من عودة فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لتطفو على السطح مرة أخرى وتركب الموجة. ويطالب السيسي بتنظيف المجتمع من كل مظاهر القمع والفساد التي سادت، سواء في حكم مبارك أو حكم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي، مضيفا: «نريد حياة جديدة وهواء نظيفا.. يحقق العدالة لكل المصريين».
وبخفة دم المصريين، يقول بائع متجول آخر شاب: «أنا بجري على رزق ولدين في المدرسة. ربنا يكرمهم، ويجيبوا مجموع كويس في الامتحان زي المشير السيسي اللي خرج لتأييده في أقل من 48 ساعة الملايين في كل مصر لما طلب تفويض من الشعب لمحاربة الإرهاب، وإن شاء الله المشهد ده هيتكرر في الانتخابات الرئاسية»، متوقعا أن يكتسح السيسي الانتخابات بنسبة كبيرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.