الجيش الوطني يسيطر على ميسرة نهم.. وتعزيزات عسكرية تصل إلى تخوم بني حشيش في صنعاء

استعادة هضبة ملاصقة لجبل ناصة الاستراتيجي في الضالع

استراحة محارب لأفراد الجيش الوطني على جبهات القتال قرب بيحان («الشرق الأوسط»)
استراحة محارب لأفراد الجيش الوطني على جبهات القتال قرب بيحان («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش الوطني يسيطر على ميسرة نهم.. وتعزيزات عسكرية تصل إلى تخوم بني حشيش في صنعاء

استراحة محارب لأفراد الجيش الوطني على جبهات القتال قرب بيحان («الشرق الأوسط»)
استراحة محارب لأفراد الجيش الوطني على جبهات القتال قرب بيحان («الشرق الأوسط»)

اندلعت، يوم أمس، معارك شرسة وفي جبهات مختلفة في محافظات يمنية عشية أول أيام شهر رمضان.
وكانت قوات الجيش والمقاومة قد شنت هجوما مضادا وشاملا يبدو أنه أول رد فعلي من القوات الشرعية نحو اختراقات الميليشيات الانقلابية المتكررة للهدنة المعلنة التي لم تلتزم بها الميليشيات التابعة للحوثي وصالح، وليس آخرها مجزرة مدينة تعز صباح يوم الجمعة الماضي.
واندلعت فجر أمس (الأحد)، اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية والجيش الوطني في منطقة مريس شمال شرقي الضالع (جنوبي البلاد)، وقوات تابعة لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح.
وقال القائد الميداني في القوات الشرعية علي الوره لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات اندلعت في ساعات الفجر الأولى وتمكنت خلالها القوات الشرعية من استعادة هضبة التهامي الملاصقة لجبل ناصة الاستراتيجي، لافتا إلى أن مواجهات أمس الأحد شملت مواقع في جبل التهامي ونجد القرين والمحطة وبيت مدره جنوب مدينة دمت نحو 60 كيلومترا شمال الضالع.
وكشف القيادي عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بينهم نحو سبعة قتلى من رجال المقاومة وأكثر من عشرة جرحى فيما تجاوز عدد قتلى وجرحى الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح الـ30 قتيلا وجريحا.
وأرجع ارتفاع عدد القتلى والجرحى في الجيش الوطني إلى الألغام الفردية التي زرعتها الميليشيات في المواقع التي سيطرت عليها المقاومة والجيش الوطني.
وأشار إلى دبابات ومدفعية المقاومة والجيش وجهت نيرانها إلى مواقع الميليشيات الواقعة في قرية الحقب جنوب مدينة دمت شمال مريس، فيما الميليشيات الانقلابية استخدمت مدفعية الهاون وسلاح «23 ملم» المضاد الأرضي للطيران لضرب رجال المقاومة الذين خاضوا أمس معركة شرسة أجبرت من تبقي من الميليشيات على الفرار من المواقع.
ولفت القيادي إلى أن رجال المقاومة انسحبوا، ظهر أمس، من تبة التهامي نتيجة الألغام الفردية المزروعة بكثافة في المكان الذي انسحبت منه عناصر الميليشيات التابعة للحوثي وصالح.
وأكد الوره أن المقاومة والجيش تم تعزيزهما بعتاد وأفراد من مختلف مناطق مريس وقعطبة ودمت والضالع تحسبا لأي هجوم مضاد تقوم به الميليشيات التي شرعت بقصف عبثي عقب خسارتها المواقع المتقدمة وسقوط قتلى وجرحى في هذه المواقع العسكرية.
وأوضح القيادي الوره أن الهجوم الواسع الذي شنته المقاومة والجيش يأتي رد فعل على تكرار الخروقات للهدنة المعلنة والبالغة فقط خلال الشهر الماضي مايو (أيار) أكثر من 400 خرق، وقامت خلالها الميليشيات بعمليات قتل واختطاف المدنيين وحصار لمنازل ومزارع سكان المنطقة، فضلا على أن الهجوم جاء ليؤكد للميليشيات بقدرة المقاومة والجيش على ضربها بقوة وفاعلية لولا التزام القوات الموالية للسلطة الشرعية للهدنة المعلنة.
وسيطرت المقاومة الشعبية بجبهة مريس شمال محافظة الضالع على جبل التهامي الاستراتيجي بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.
وسمعت أصوات تكبيرات من ناحية الجبل بعد سيطرة رجال المقاومة عليه واستيلائهم على أسلحة ومعدات كانت بحوزة عناصر الحوثيين وأتباع صالح. كما وشوهدت دبابات الجيش والمقاومة تطلق قذائفها من هضبة التهامي تجاه أماكن تتمركز بها الميليشيات وتتقدم إلى نجد القرين المقابل لموقع يعيس الواقع في أسفل جبل ناصة بمريس.
وقالت مصادر طبية في مستشفيي النصر والسلام الحكوميين في مدينتي قعطبة والضالع، إن جرحى من قوات الشرعية وصلوا إلى المستشفيين اللذين تشغلهما طواقم طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، لافتة إلى حالات خطرة بين الحالات الواصلة البالغة 12 حالة.
وأفاد الأهالي في منطقة المواجهات بمشاهدتهم لجثث عناصر الميليشيات وهي مرمية في المواقع والتباب الواقعة في قرية العرفاف وكذا الشعب الأعمى، مؤكدين انسحاب رجال الشرعية إلى مواقعهم في مريس؛ نظرا إلى وجود الألغام المزروعة في المواقع التي سيطروا عليها علاوة لتعرضهم لرصاص قناصة حوثيين يتمركزون في جبل ناصة المطل على كل المساحة التي جرت فيها مواجهات أمس.
وفي محافظة لحج جنوب البلاد، تقدمت قوات الشرعية، أمس، بجبهات المضاربة المتاخمة لمديرية الوازعية بمحافظة تعز.
وقالت مصادر محلية في منطقة المضاربة أطراف محافظة لحج لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات الشرعية المسنودة بقوات الجيش نجحت في التقدم إلى عمق مديرية الوازعية جنوب مدينة تعز»، مشيرة بهذا الصدد إلى أن رجال المقاومة مسنودون بالقبائل من أبناء منطقة الصبيحة باتوا على مسافة قريبة من مركز مديرية الوازعية.
وأشارت المصادر إلى أن تقدم المقاومة جاء عقب هجوم مضاد ومباغت، فجر أمس الأحد، من جبهات الأغابرة مسنودا بقصف مدفعي على مواقع في جبهة المنصورة التي تتمركز بها عناصر موالية للحوثي وصالح.
ولفتت إلى تقدم في جبهة المنصورة منطقة العقيدة القريبة من مركز الوازعية؛ إذ لا تزال المواجهات بين الحوثيين وصالح من جهة والمقاومة والقبائل من جهة مستمرة.
وقال الناطق باسم المقاومة في محافظة لحج رمزي الشعيبي، إن اشتباكات عنيفة وقعت، أمس الأحد، خلفت قتلى وجرحى من الطرفين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح.
وأضاف الشعيبي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى ظهر أمس»، كاشفا عن انسحاب تكتيكي لرجال المقاومة من بعض المواقع المحاذية لجبهة المنصورة، التي كانوا سيطروا عليها.
وفي محافظة صنعاء، سيطرت قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة على منطقة الميسرة الواقعة بمديرية نهم شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، وتزامنت هذه السيطرة مع وصول قوات عسكرية إضافية إلى تخوم منطقة بني حشيش.
وقالت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: «إن أصوات المدفعية الثقيلة سمعت صباح أمس في أحياء المدينة»، لافتة إلى أن القصف الكثيف أحدث حالة من الهلع بين السكان.
وأضافت أن عودة أصوات المدفعية تزامن مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، موضحة أن هذه الأزمة تمثلت بطوابير طويلة غير مسبوقة أمام محطات توزيع البنزين والديزل والغاز، وأن أسعار المشتقات ارتفعت وبشكل غير مسبوق متسببة في تجارة السوق السوداء في العاصمة اليمنية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».