تدهور علاقة الحريري بجعجع على خلفية التراكمات الرئاسية والبلدية اللبنانية

رئيس «القوات» يعمم على محازبيه: عدم التعرض لـ«المستقبل» ولو تعرض لنا

اتراك يتظاهرون أمام السفارة الألمانية في انقرة أمس احتجاجا على تصويت البرلمان الألماني بالإجماع تقريبا على قرار يؤكد حصول  المجازر التي ارتكبتها القوات العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن وأقليات مسيحية والتي تشكّل «إبادة».. وهو القرار الذي حمل عنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام» (أ.ف.ب)
اتراك يتظاهرون أمام السفارة الألمانية في انقرة أمس احتجاجا على تصويت البرلمان الألماني بالإجماع تقريبا على قرار يؤكد حصول المجازر التي ارتكبتها القوات العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن وأقليات مسيحية والتي تشكّل «إبادة».. وهو القرار الذي حمل عنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام» (أ.ف.ب)
TT

تدهور علاقة الحريري بجعجع على خلفية التراكمات الرئاسية والبلدية اللبنانية

اتراك يتظاهرون أمام السفارة الألمانية في انقرة أمس احتجاجا على تصويت البرلمان الألماني بالإجماع تقريبا على قرار يؤكد حصول  المجازر التي ارتكبتها القوات العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن وأقليات مسيحية والتي تشكّل «إبادة».. وهو القرار الذي حمل عنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام» (أ.ف.ب)
اتراك يتظاهرون أمام السفارة الألمانية في انقرة أمس احتجاجا على تصويت البرلمان الألماني بالإجماع تقريبا على قرار يؤكد حصول المجازر التي ارتكبتها القوات العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن وأقليات مسيحية والتي تشكّل «إبادة».. وهو القرار الذي حمل عنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام» (أ.ف.ب)

تشهد العلاقة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري مستويات غير مسبوقة من التوتر بعد تحول الخلاف بينهما إلى سجال علني على خلفية انتقاد جعجع وقوف الحريري، حسبما قال، ضد التفاهم المسيحي مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، واتهام رئيس «المستقبل» حليفه رئيس «القوات» بتعطيل مبادرته لحل الأزمة الرئاسية التي تقضي بانتخاب رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
حزب «القوات» حاول التخفيف من وطأة الأزمة مع «المستقبل» عبر إصدار رئيسه سمير جعجع، أمس، مذكرة داخلية أوعز فيها إلى جميع نواب ومسؤولي وقيادات وكادرات ووسائل الإعلام التابعة للحزب «عدم التعرض لتيار المستقبل بأي شكل، حتى لو صدرت تصريحات ومواقف مضادة من جانبه»، مشددا في مقدمة المذكرة على أن العلاقة مع تيار «المستقبل» سعد الحريري «أبعد وأعمق من تفاصيل تكتيكية». إلا أن مصادر ترى، أن «سوء التفاهم القائم» بين الطرفين، كما وصفه بيان سابق لـ«القوات»، يتسع، خاصة في ظل تنامي امتعاض تيار «المستقبل» من تفاهم جعجع مع عون الذي بات يتخذ إطارا تحالفيا. ولعل ما قد يتردد «القواتيون» بالإقرار به، يشرحه النائب في تيار «المستقبل» عمار حوري متحدثا عن «شوائب» تعتري العلاقة مع «القوات» منذ قرار جعجع دعم مشروع قانون «اللقاء الأرثوذكسي»، وهو قانون الانتخاب الذي يقضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها. ولفت حوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الملف الرئاسي جاء ليعقد الأمور أكثر وصولا للانتخابات البلدية الأخيرة حين لم تلتزم ماكينة (القوات) بدعم لائحة (البيارتة) في العاصمة؛ ما أدى لشيء من (البرودة) بيننا».
ما يجدر ذكره، أن الحريري ذكّر أخيرا جعجع بأنه كان أول من رشحه لرئاسة الجمهورية، متهما إياه و(ما يسمى) «حزب الله» بتعطيل مبادرته الرئاسية، وهو ما لم يتقبله حزب «القوات»، وعبر عنه العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، مستشار جعجع، قائلا لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه «ليس للدكتور جعجع من يقال له هذا الكلام، وكأنهم يقولون نحن نقرر وأنتم تنفذون.. نحن لسنا تابعين لأحد ولا نقبل بأن يُفرض شيء علينا. أصلا لا أحد يمكنه أن يتفرد بتسمية رئيس لبنان». مع هذا، يصر قاطيشا على القول: إنه رغم من «الخلافات الثانوية» بين «القوات» و«المستقبل»: «فنحن لا نزال على خط استراتيجي واحد»، ويضيف «خلال الحرب العالمية الثانية كان تشرتشل يقول: إن حليفه ديغول يرهقه أكثر من عدوه هتلر، لكنهما في النهاية انتصرا معا».
هذا، وبدأت العلاقة بين «القوات» و«المستقبل» تتدهور على خلفية إعلان الحريري تبنيه ترشيح فرنجية، الصديق المقرب لرئيس النظام السوري بشار الأسد لرئاسة الجمهورية من دون العودة إلى جعجع وأخذ رأيه بالموضوع، وتفاقم الحال عندما تبنى جعجع ترشيح عون، منافسه السابق على الرئاسة، وبالتالي حصرت الترشيحات الأساسية بقوى الثامن من آذار.
واستمر التباعد بين الحزبين الحليفين: «القوات» و«المستقبل» على وقع التقارب المستمر بين الخصمين اللدودين السابقين عون وجعجع، ثم ساهمت الانتخابات البلدية الأخيرة والتحالفات التي عقدت في أكثر من منطقة بترسيخ المشهد المستجد من خلال اصطفاف «القواتيين» و«العونيين» جنبا إلى جنب في أكثر من منطقة، واتهام «المستقبل» حلفاءه المسيحيين (تحديدا «القوات») في بيروت بعدم الالتزام باللائحة التوافقية التي تم تشكيلها ما أدى إلى فروقات بسيطة بالأصوات عن اللائحة المنافسة في دائرة بيروت الثالثة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.