تاريخ كأس أوروبا (10): انتقام «ثلاثي» للألمان ينتهي بحصدهم اللقب.. وشيرر هداف البطولة

«يورو 1996».. أول مسابقة يشارك في نهائياتها 16 منتخبًا

يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث  -  ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث - ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
TT

تاريخ كأس أوروبا (10): انتقام «ثلاثي» للألمان ينتهي بحصدهم اللقب.. وشيرر هداف البطولة

يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث  -  ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث - ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه

بعد 30 عامًا على استضافتها كأس العالم لكرة القدم، وفوزها باللقب، حظيت إنجلترا بشرف استضافة نهائيّات البطولة الأوروبية للمرّة الأولى، ولعلّها كانت تأمل من خلال هذه الاستضافة في تحقيق إنجاز مماثل على أرضها.
والبطولة العاشرة، عام 1996 شكّلت بداية لمرحلة جديدة في تاريخ البطولة الأوروبية، إذ كانت أول بطولة يشارك في نهائياتها 16 فريقًا، بعدما انضمّت اتحادات كروية جديدة إلى «يويفا» بفعل انفراط عقد كل من الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. وبالتالي، ارتفع عدد الفرق التي خاضت تصفيات البطولة من 33 إلى 47. توزّعت المنتخبات المشاركة على ثماني مجموعات، بحيث يتأهل أبطالها وسبعة منتخبات وصيفة لخوض النهائيّات مع البلد المضيف، على أن تتأهل أفضل خمسة منتخبات وصيفة تلقائيًا، بينما يلعب الوصيفان الآخران مباراة فاصلة على ملعب محايد، لينضمّ الفائز إلى سائر المتأهلين.
وبنتيجة التصفيات التي أقيمت خلال عامي 1994 و1995، تأهّلت كل المنتخبات الكبرى إلى النهائيات، رغم أنّ هولندا بطلة عام 1988 كانت آخر المتأهلين بفوزها في المباراة الفاصلة على آيرلندا بهدفين نظيفين. علما بأن هذه كانت أوّل مباراة فاصلة في التصفيات منذ الزيادة الأولى لعدد فرق النهائيات عام 1980. أمّا أبرز المنتخبات التي أخفقت في التأهل، فكان منتخب بلجيكا وصيف تلك البطولة، إضافة إلى منتخب السويد مضيف البطولة السابقة. بينما حقّقت أربعة منتخبات حلم التأهّل إلى النهائيات للمرة الأولى، وهي بلغاريا وسويسرا وتركيا وكرواتيا، وهذا رقم قياسي سيصمد 20 عامًا. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التصفيات كانت الأولى التي يمنح فيها الفريق الفائز ثلاث نقاط بدلاً من نقطتين. أمّا تسمية البطولة فسوف تستقرّ ابتداءً من هذه الدورة على كلمة «يورو» يتبعها العام الذي تقام خلاله.
* المضيف يهزم جاره
افتتحت البطولة بلقاء ضمن المجموعة الأولى بين المنتخب المضيف وسويسرا، التي تأهّلت إلى النهائيات بقيادة المدرّب الإنجليزي روي هودجسون، لكنّه ترك المنتخب بعد التأهّل مباشرة ليدرّب فريق إنتر ميلان الإيطالي. وهودجسون هو اليوم مدرّب منتخب إنجلترا نفسه، وقد قاده إلى نهائيّات «يورو 2016» من دون أي تعادل أو خسارة، وهو ما لم يستطع تحقيقه أي منتخب آخر. وسجّل أول أهداف البطولة ألان شيرر في الدقيقة 23 من المباراة، وكان أول هدف له مع منتخب إنجلترا كذلك بعد 12 مباراة دولية لم يسجّل فيها. وقبل سبع دقائق من نهاية المباراة، أفسد السويسريون فرحة الجمهور الإنجليزي بتسجيلهم هدف التعادل من ركلة جزاء نفّذها كوبيلاي توركيلماز.. والركلات من نقطة الجزاء سيكون لها أثر كبير على مسيرة المنتخب الإنجليزي في البطولة!
في المباراة الأخرى، استطاع منتخب اسكوتلندا الصمود في وجه هولندا رغم الهجمات البرتقالية المتواصلة لتنتهي المباراة من دون أهداف. وحقّق الإنجليز فوزهم الأول على «الجار العريق» منتخب اسكوتلندا بهدفين نظيفين. علما بأن هذين المنتخبين هما اللذان خاضا أوّل مباراة دولية في تاريخ كرة القدم، وذلك يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1872، وانتهت بالتعادل السلبي. المباراة الأخرى بين هولندا وسويسرا انتهت بالنتيجة نفسها، لصالح الأولى. مباراة قمّة المجموعة بين إنجلترا وهولندا كانت ثأريّة أيضًا، إذ إنّ الأخيرة كانت قد هزمت إنجلترا بهاتريك لماركو فان باستن في طريقها للفوز بلقب بطولة العام 1988. لكنّ الإنجليز قدّموا هذه المرّة أحد أفضل عروضهم على الإطلاق بمؤازرة جمهورهم وعلى ملعبهم المفضّل «ويمبلي»، فأنهوا المباراة لصالحهم بنتيجة 4 - 1.
* المنطق يفرض نفسه
انطلقت مباريات المجموعة الثانية بتعادل «مزدوج» بين إسبانيا وبلغاريا من حيث الأهداف 1 – 1، والبطاقات الحمراء 1 - 1 أيضًا، التي جاءت جميعها في الدقائق الـ25 الأخير من المباراة. في المباراة الأخرى، حقّقت فرنسا فوزًا منطقيًا على رومانيا بهدف وحيد سجّله كريستوف دوغاري منتصف الشوط الأول وتصدّرت المجموعة، علما بأن الفريقين كانا التقيا في مجموعة واحدة خلال التصفيات، فتعادلا في سانت إتيان وفازت فرنسا في بوخاريست. المرحلة الثانية شهدت لقاءً «بلقانيًا» فازت فيه بلغاريا على رومانيا بهدف وحيد سجّله ستويتشكوف بعد أقلّ من ثلاث دقائق على صافرة البداية، وباتت رومانيا بالتالي أول فريق يخرج من المنافسة في «يورو 2016». أمّا مباراة قمّة المجموعة بين فرنسا وإسبانيا فانتهت بالتعادل 1 - 1. في المرحلة الختامية لمباريات المجموعة، توجب على إسبانيا هزيمة رومانيا وانتظار خسارة بلغاريا أمام فرنسا، كي تتأهّل لدور الثمانية من دون الدخول في حساب الأهداف، وهو ما تحقّق لها، إنما بعد معاناة.
في الوقت نفسه، كانت فرنسا تخوض لقاءً ثأريًا مع بلغاريا، التي أقصتها عن نهائيات كأس العالم 1994 في الثواني الأخيرة من المباراة الختامية للتصفيات، وعلى أرضها في باريس. وكان الفريقان حقّقا نتائج متماثلة تمامًا في أول مباراتين لهما في المجموعة، لكنّ الفرنسيين تقدّموا في الشوط الأول من المباراة بهدف سجّله لوران بلان، ثم سجّل لهم لاعب بلغاريا لوبوسلاف بينيف هدفًا بالخطأ في الدقيقة 63، ثم سجل اللاعب الفرنسي البديل باتريس لوكو هدف حسم النتيجة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، لتفوز فرنسا 3 - 1 وتتصدّر المجموعة الثانية.
* المجموعة «الحديديّة»
أولى مباريات المجموعة الأقوى في البطولة شهدت فوزًا متوقعًا لمنتخب ألمانيا على منتخب تشيكيا، المشارك بهذا الاسم للمرة الأولى في النهائيات. القطب الآخر للمجموعة، منتخب إيطاليا، فاز بدوره على روسيا بنتيجة 2 - 1. ما عجز عنه نيدفيد مرّتين في المباراة ضدّ ألمانيا استطاع تحقيقه في غضون خمس دقائق من انطلاق مباراة تشيكيا الثانية ضدّ إيطاليا، إذ سجّل هدف السبق لفريقه، قبل أن يتمكّن إنريكو كييزا من تسجيل هدف التعادل للطليان في الدقيقة 18. غير أنّ طرد المدافع لويجي أبولوني قبل مضي نصف ساعة على المباراة أتاح للتشيك التقدّم مجددًا في النتيجة بهدف للاعب خط الوسط راديك بايبل في الدقيقة 35، والمحافظة على هذا التقدّم حتى نهاية المباراة. أمّا المنتخب الألماني، فواصل مسيرته الناجحة في البطولة بالفوز في مباراته الثانية على روسيا بنتيجة 3 – 0، واستطاع بذلك ضمان تأهّله لدور الثمانية حتّى قبل خوض مباراته الأخيرة.
المرحلة الثالثة والأخيرة شهدت تعادل ألمانيا مع إيطاليا سلبًا وتشيكيا مع روسيا 3 - 3. فتمكّنت تشيكيا من مرافقة ألمانيا إلى الدور ربع النهائي، بينما خرجت إيطاليا من المنافسة بصورة لم تخلُ من الغرابة. فقد خاضت ألمانيا مباراتها الأخيرة وهي واثقة من تصدّرها للمجموعة، لكن الطليان أخفقوا في استغلال هذه الناحية المعنوية، رغم حصولهم على فرصتين ذهبيّتين: الأولى على شكل ركلة جزاء احتسبت لهم في الدقيقة التاسعة من الشوط الأول، حيث استطاع الحارس الألماني أندرياس كوبكه صدّ تسديدة جيانفرانكو زولا، والثانية عندما اضطرّ الألمان للعب نصف الساعة الأخير بعشرة لاعبين، إثر طرد لاعب خط الوسط توماس شترونز.
في اللقاء الآخر، تقدّم التشيك على الروس بهدفين خلال أقلّ من 20 دقيقة، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من دور الثمانية، لكنّ الروس انتفضوا في الشوط الثاني بعد تبديلين ناجحين، فقلبوا النتيجة رأسًا على عقب بتسجيلهم ثلاثة أهداف جاء آخرها قبل نهاية المباراة بخمس دقائق. ولمّا انتعشت آمال إيطاليا بالتأهّل بدلاً من التشيك، سجّل لاعب الوسط المهاجم فلاديمير سميتشر هدف الإنقاذ للمنتخب التشيكي بعد أقلّ من ثلث ساعة على دخوله الملعب بديلاً وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، ليحتلّ التشيك بذلك مركز الوصيف في المجموعة بفارق الأهداف المسجّلة عن منتخب إيطاليا، وصيف بطل كأس العالم 1994.
* كرواتيا تخلط الأوراق
افتتح حامل اللقب مباريات المجموعة الرابعة بتعادل مع البرتغال بهدف لهدف. ورغم تسجيلهم هدف السبق منتصف الشوط الأول بقدم برايان لاودروب، حالف الحظ الدنماركيين في الخروج من المباراة بنقطة التعادل، إذ سيطر البرتغاليون على مجريات الشوط الثاني، لكنّهم لم يستطيعوا سوى تسجيل هدف وحيد، بسبب براعة دفاع الدنمارك بقيادة حارس المرمى المخضرم بيتر شمايكل. وجاء الهدف في الدقيقة 53 برأسيّة من المهاجم ريكاردو سا بينتو، وكان أول هدف دولي له. منتخب كرواتيا تصدّر المجموعة بنهاية المرحلة الأولى بفوزه على منتخب تركيا 1 - 0، علما بأن هذه كانت المشاركة الأولى في النهائيات لكل من الفريقين. وبعد سنتين من استقلالها عن يوغوسلافيا، حقّقت كرواتيا إنجازا لافتًا في أول مرّة تخوض فيها تصفيات بطولة كبرى، وذلك عندما تصدّرت مجموعتها متفوّقة على إيطاليا. هذا وسجّل هدف المباراة الوحيد غوران فلاوفيتش بعد 13 دقيقة من دخوله الملعب بديلاً وقبل أربع دقائق من نهاية المباراة.
واحتاج منتخب البرتغال إلى هدف من مدافعه فرناندو كوتو كي يحسم لقاءه مع المنتخب التركي ويخرجه من البطولة، بينما اكتسحت كرواتيا منتخب الدنمارك بثلاثية نظيفة في مباراة تألّق فيها المهاجم الكرواتي دافور شوكر، الذي سيكون له شأن أيضًا في بطولة كأس العالم بعد سنتين في فرنسا.
وبعدما فاته قطار دور الثمانية، انتفض منتخب الدنمارك في الشوط الثاني من مباراته الأخيرة كحامل للقب، فأحرز ثلاثة أهداف في مرمى منتخب تركيا: «الحلقة الأضعف» في المجموعة، بما فيها هدفان لنجم المنتخب برايان لاودروب.
أمّا المباراة على صدارة المجموعة، فانتهت بفوز كبير للبرتغال على كرواتيا، التي أراحت أبرز نجوم تشكيلتها الأساسية بعد ضمانها التأهّل، وذلك بثلاثة أهداف نظيفة جاء أولها بعد ثلاث دقائق فقط على صافرة البداية، وسجّله نجم نادي برشلونة لويس فيغو. واعتلت البرتغال بالتالي صدارة المجموعة، فيما احتلت كرواتيا المركز الثاني لتواجه المنتخب الألماني بطل المجموعة الثالثة في دور الثمانية.
* إنجلترا تفوز بركلات الترجيح
لم تهتز الشباك في اليوم الأول من أول دور ثمانية تشهده نهائيّات البطولة الأوروبية إلا بركلات الجزاء الترجيحية. فقد خاضت إنجلترا أولى مباريات هذا الدور ضدّ إسبانيا على ملعب «ويمبلي»، لكنّ أيًا من الفريقين لم يستطع التسجيل، لا في الوقت الأصلي ولا الإضافي. وعند اللجوء إلى ركلات الترجيح، أهدر فرناندو هييرو ركلة إسبانيا الأولى، رغم أنّه اللاعب المتخصّص في تسديد هذه الركلات، كما صدّ الحارس الإنجليزي سيمان الركلة الإسبانية الخامسة التي سدّدها ميغيل أنخيل نادل، ففازت إنجلترا بنتيجة 4 - 2 حتّى من دون الحاجة إلى تنفيذ ركلتها الأخيرة. وفي مساء اليوم نفسه، آلت المباراة الثانية في دور الثمانية بين فرنسا وهولندا إلى النتيجة نفسها، وهي التعادل من دون أهداف. ونجح لاعبو الفريقين في تنفيذ كل ركلات الترجيح باستثناء الهولندي كلارينس سيدورف، الذي سدّد الركلة الرابعة لفريقه، حيث تمكّن الحارس الفرنسي برنار لاما من صدّ ركلته لتفوز فرنسا بنتيجة 5 - 4. اليوم الثاني من دور الثمانية شهد فوزين صعبين لألمانيا على كرواتيا 2 – 1، وتشيكيا على البرتغال 1 - 0.
* الركلات «الغادرة»
أقيمت مباراتا الدور نصف النهائي في اليوم نفسه، 26 - 6 - 96. لكنّ بروز الرقم 6 لن يقتصر فقط على تاريخ إقامة هاتين المباراتين، بل سيشمل نتيجتهما كذلك! وعلى غرار مباراتي اليوم الأول من دور الثمانية قبل أربعة أيام، لم ينجح منتخبا فرنسا وإنجلترا في حسم نتيجتي المباراتين خلال الوقتين الأصلي والإضافي، فآل مصيرهما إلى ركلات الترجيح، التي كانت قد خدمت المنتخبين في الدور السابق ضدّ هولندا وإسبانيا على التوالي. لكنّ التاريخ لن يعيد نفسه هذه المرّة، فقد حسمت هذه الركلات فوز تشيكيا على فرنسا بنتيجة 6 - 5 بعد تعادلهما سلبًا طيلة 120 دقيقة، ثم تسجيل كل منهما الركلات الخمس الأولى قبل أن يصدّ الحارس التشيكي بيتر كوبا الركلة السادسة لفرنسا التي سدّدها رينالد بيدروس، فيما نجح ميروسلاف كادليتش في تسجيل الركلة الأخيرة لتشيكيا، والانتقال بفريقه إلى المباراة النهائيّة.
أمّا مباراة إنجلترا وألمانيا، فقد بدأها المنتخب المضيف بثقة، واستطاع التقدّم في غضون ثلاث دقائق فقط بهدف سجّله شيرر، وهو الخامس له في البطولة، وأتاح له أن يتوّج هدافًا لها. غير أنّ الردّ الألماني لم يتأخر كثيرًا، حيث سجّل شتيفان كونتس هدف التعادل في الدقيقة 16، ليستمر اللعب بعده سجالاً حتى نهاية الوقت الأصلي ثم الإضافي. وعادت ركلات الترجيح لتغدر بالمنتخب الإنجليزي، بعد تجربة مماثلة ضدّ الألمان في نصف نهائي كأس العالم 1990، حيث سجّل لاعبو الفريقين الركلات الخمس لكل منهما، قبل أن يهدر المدافع غاريث ساوثغيت الركلة السادسة للإنجليز مقابل تسجيل أندي مولر الركلة الألمانية الأخيرة. وتأهّلت ألمانيا بذلك لمباراتها النهائية الثانية على التوالي في البطولة، والخامسة في المجموع بعد الأعوام 1972، و1976، و1980، و1992، ليكسر بذلك الرقم القياسي السابق في الوصول إلى النهائي الذي كان منتخب الاتحاد السوفياتي - روسيا قد سجّله في عام 1988.
* «انتقام» ثلاثي للألمان
إضافة إلى تصميمها على تعويض خسارتها نهائي البطولة السابقة أمام الدنمارك، شاء القدر أن تلتقي ألمانيا في نهائي «يورو 1996» على ملعب «ويمبلي» مع منتخب تشيكيا، وذلك بعد عشرين عامًا على خسارتها المفاجئة أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا في نهائي البطولة نفسها، و40 عامًا على خسارتها على الملعب نفسه أمام المنتخب المضيف بهدف غير صحيح. ورغم هذه الرغبة المضاعفة في الانتقام، لم يستطع المنتخب الألماني الوصول إلى الشباك التشيكية طيلة الشوط الأول. وقبيل مرور ساعة على بداية المباراة، حصلت تشيكيا على ركلة جزاء عندما أعاق ماتياس سامر النجم التشيكي بوبورسكي، فسدّدها باتريك بيرغر بنجاح، واضعًا فريقه على أعتاب مفاجأة أخرى مدوّية. غير أن مدرّب ألمانيا بيرتي فوغتس دفع بلاعبه البديل أوليفر بيرهوف مكان محمد شول في الدقيقة 69، وجنى ثمار هذا التبديل بعد أربع دقائق فقط، حيث ارتقى بيرهوف لكرة من ركلة حرّة رفعها تسيغه وحولها برأسه إلى الشباك هدفًا أعاد الروح إلى فريقه. فلاديمير سميتشر الذي زار وطنه ليحتفل بزفافه قبل يومين وعاد إلى إنجلترا لخوض المباراة النهائيّة، كاد يكرّر ما فعله في مباراة روسيا بتسجيله هدف الفوز قبل نهاية تلك المباراة بدقيقتين، غير أنّ كوبكه أنقذ كرته «سابحا»، ليحرم بذلك التشيك من تسجيل هدف قاتل.
* لقب «ذهبي»
في الدقيقة الخامسة من الوقت الإضافي، وبعد أربع مباريات استنفدت أوقاتها الإضافية بالكامل، واصل بيرهوف تألّقه فسجّل هدفًا ذهبيًا لألمانيا ختم به اللقاء، الذي بات النهائي الأول لبطولة كبرى يحسمه الهدف الذهبي! هذا اللقب الذي انتظره الألمان 16 عامًا، كان الأول لهم بوصفهم دولة موحّدة، والثالث في البطولة الأوروبية عمومًا، قبل أن يتمكّن أي فريق آخر من إحراز لقبه الثاني حتى ذلك الحين. ولعلّ أسعد الألمان بهذا الفوز كانت زوجة المدرّب فوغتس التي لا خبرة لها في كرة القدم، مونيكا، إذ إنّها كانت قد «نصحت» زوجها قبل البطولة قائلة: «خذ بيرهوف معك إلى إنجلترا، وسوف يردّ لك الجميل!». تجدر الإشارة إلى أنّ لقاء ألمانيا وتشيكيا في النهائي هو ثاني لقاء متكرّر في البطولة الأوروبية، بعد مواجهة أولى في الدور الأول أيضًا، وهو ما كان قد حصل كذلك مع منتخبي هولندا وروسيا عام 1988، اللذين تبادلا الفوز عامذاك. وقد باتت ألمانيا بالتالي أول منتخب يهزم فريقًا آخر مرّتين في البطولة نفسها.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.