مصر تعزز قدراتها العسكرية بأول حاملة طائرات من طراز «ميسترال» في المنطقة

الجيش أعلن مقتل 22 «تكفيريًا» شمال سيناء

مصر تعزز قدراتها العسكرية بأول حاملة طائرات من طراز «ميسترال» في المنطقة
TT

مصر تعزز قدراتها العسكرية بأول حاملة طائرات من طراز «ميسترال» في المنطقة

مصر تعزز قدراتها العسكرية بأول حاملة طائرات من طراز «ميسترال» في المنطقة

سلمت فرنسا مصر، أمس، حاملة طائرات هليكوبتر من طراز «ميسترال»، بصفتها أول حاملة طائرات تنضم إلى البحرية المصرية. وقال الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية، إن الحاملة التي أطلق عليها اسم الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) هي «أول حاملة هيلكوبتر تصل إلى منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدا أهمية انضمام هذا النوع من الوحدات بعد أن تعرضت منطقة الشرق الأوسط إلى تغيرات أمنية حادة... غيرت في نمط التحديات والتهديدات التي تم مواجهتها في السابق».
وتسعى مصر إلى تعزيز قوتها العسكرية من أجل التصدي للهجمات الإرهابية التي تقوم بها جماعات متشددة في أنحاء متفرقة من البلاد، تزايدت وتيرتها منذ نحو عامين، خصوصا في شبه جزيرة سيناء. وأعلن الجيش أمس مقتل 22 «تكفيريًا» في عملية أمنية شمال سيناء.
ووقعت فرنسا مع مصر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صفقة قيمتها 950 مليون يورو لبيع حاملتي طائرات فرنسيتين من طراز ميسترال للقاهرة، بعد إلغاء صفقة كانت مزمعة بيعهما لروسيا. ومن المقرر أن تتسلم مصر قبل نهاية العام الحالي حاملة طائرات أخرى من فرنسا، تحمل اسم الرئيس الراحل (السادات)، عقب خروجها من التدريب في يونيو (حزيران) الحالي.
وجاء تسلم حاملة المروحيات في حفل أقيم أمس في مرفأ «سان نازير» غرب فرنسا، بحضور الأدميرال برنار روجيل، رئيس أركان حرب البحرية الفرنسية.
وتتيح حاملة الطائرات ميسترال لمصر تحقيق أعلى مستوى من القدرات العسكرية ومساعدة الجيش على أداء مهامه القتالية بكفاءة عالية خارج الحدود، حيث توفر ميزات قيادة شاملة ومتنوعة في البحر تشبه المراكز القيادية الأرضية، وهي المنظومة الأمثل لاستخدامها في الحروب الخارجية.
وتعد «ميسترال» من أهم الحاملات على مستوى العالم، حيث تقوم بكثير من المهام مثل العمليات البرمائية. وتبلغ حمولة السفينة 22 ألف طن، وطولها 199 مترا وعرضها 32 مترا وتسير بسرعة 19 عقدة. وتقوم بنقل الجنود والطائرات الهليكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة، وتضم منظومة صاروخية للدفاع الجوي وتستطيع نقل وحمل من 16 إلى 22 مروحية هليكوبتر، كما تمتلك 3 رادارات ومستشفى تمكنها من القيام بمهام إنسانية واسعة النطاق. وتُعرف باسم «سفينة الأبرار والقيادة». وبوسع السفينة حمل قوات إنزال بتعداد 450 فردا أو 900 لمدة قصيرة.
وقال الفريق أسامة ربيع إن مصر وفرنسا تتفقان تماما على أن الإرهاب يمثل تهديدا حقيقيا لكل دول العالم وليس لدولة بعينها، مشيرا إلى أن التحديدات الأمنية لم تعد تقتصر على التهديدات العسكرية بل أضيف لها تهديد الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة، واستوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبني على قدرة الدولة على حماية أراضيها وحدودها البحرية في مواجهة أي غزو خارجي إلى مفهوم التعاون المشترك والمستدام بين الدول لمجابهة التهديدات من منبعها.
وأوضح قائد القوات البحرية أن هذه التحديات ساهمت في إبراز أشكال جديدة من الجرائم، التي ترتكب بحرا، مشددا على أنه كان لزاما على القوات البحرية المصرية أن تبدأ في استراتيجية للتطوير والبناء.
وأكد التعاون المستمر بين مصر وفرنسا، الذي يعد دليلا قاطعا على العلاقات العسكرية والوطيدة بين البلدين، مشيرا إلى تطور هذه العلاقة بدءا من شراء فرقاطة من طراز «فريم»، ومرورا بعقد بناء زوارق من طراز «جو ويند» ونقل تكنولوجيا البناء والتصنيع المشترك حتى اليوم.
وتشهد العلاقات المصرية الفرنسية تعاونا ملحوظا منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم قبل عامين، خصوصا على الصعيد العسكري. وسبق أن تسلمت مصر العام الماضي فرقاطة فرنسية من طراز فريم في إطار صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو لشراء 24 طائرة رافال مقاتلة. وكانت هذه أول مرة تبيع فيها فرنسا الطائرة المقاتلة لدولة أخرى.
من جانبه، قال رئيس أركان البحرية الفرنسية، إن القوات البحرية المصرية أظهرت كفاءة فنية وتقنية عالية خلال فترة التدريب التي أمضتها في فرنسا للتدرب على «ميسترال»، مشددا على أن «مراسم تسليم (الميسترال) إلى مصر تعد رمزًا للثقة بين البحريتين المصرية والفرنسية، والتعاون بين البلدين».
وأشار إلى مواجهة مصر وفرنسا لتحد مشترك وهو الإرهاب الذي يهدد أفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدا الدور الكبير الذي تضطلع به مصر في هذا الصدد وأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأعلنت شركة «دي سي إن إس» الفرنسية المنتجة للميسترال أنه بحلول عام 2020 سوف يصل عدد الوحدات التي تم توريدها من فرنسا لمصر إلى 7 قطع بحرية متطورة كثمرة للتعاون بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الفترة الماضية.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، أمس، إن عناصر الجيش قتلت 22 من «العناصر التكفيرية» خلال اليومين الماضيين في شمال سيناء في إطار المرحلة الثالثة من عملية «حق الشهيد».
وأعلنت القوات المسلحة، مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، بدء عملية أمنية شاملة باسم «حق الشهيد» للقضاء على البؤر الإرهابية في شمال سيناء.
وأضاف المتحدث العميد محمد سمير، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن عناصر من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، مدعومة بغطاء جوي من الهليكوبتر المسلح وبالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية، تمكنت من تفجير 4 عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات. وتابع أن الحملة «أسفرت خلال اليومين الماضيين عن مقتل 22 فردا تكفيريا والقبض على 5 آخرين، وتدمير 28 عشة وتفجير 9 منازل خاصة بالعناصر الإرهابية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.