السعودية تعيد ترتيب أوراق أوبك

سقف إنتاج قدره 32 مليون برميل يوميًا.. وأمين عام نيجيري وعودة الغابون على الطاولة

صحافيون خلال اجتماعات أوبك في فيينا أمس (غيتي)
صحافيون خلال اجتماعات أوبك في فيينا أمس (غيتي)
TT

السعودية تعيد ترتيب أوراق أوبك

صحافيون خلال اجتماعات أوبك في فيينا أمس (غيتي)
صحافيون خلال اجتماعات أوبك في فيينا أمس (غيتي)

لم يتمكن الصحافيون المتجمعون في صالة فندق بارك حياة في فيينا من الابتعاد كثيرًا أمس، إذ لم تتوقف الزيارات لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي استقبل الكثير من الوزراء إضافة إلى رئيس شركة «لوك أويل» الروسية في جناحه.
وبدا واضحًا من كل هذه الاجتماعات أن الفالح عازم على إنقاذ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والخروج بنتيجة إيجابية في أول اجتماع له، بعد أن فقدت المنظمة أهميتها بسبب الخلافات حول حصص الإنتاج.
والتقى الفالح بوزراء الكويت وقطر والإمارات ونيجيريا وفنزويلا والجزائر أمس، كما التقى الفالح خلال اليومين الماضية بالكثير من المحللين. وبعد كل هذه الاجتماعات والزيارات، خرج المحللون لينشروا أن السعودية عازمة على دعم أوبك والتقدم بحلول كثيرة لإرضاء جميع الأعضاء.
وقالت مصادر متعددة أمس إن السعودية تدرس الكثير من الحلول التي سيتم عرضها في الاجتماع، من بينها إعادة سقف للإنتاج قدره 32 مليون برميل يوميًا ليحل بدل السقف القديم البالغ 30 مليون برميل يوميًا، لمساعدة الدول التي تعمل على زيادة إنتاجها للانضمام إلى المقترح.
كما توجد مقترحات أخرى سترضي كل الدول الأعضاء، بما فيها إيران، التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تريد أن تستعيد حصتها السابقة في السوق.
وكان وزير الطاقة الفنزويلي اخوليو ديل بينو قد صرح للصحافيين عقب لقائه بالفالح بأن الاجتماع كان «ممتازا». وعقد وزراء الخليج اجتماعهم المعتاد الذي يسبق الاجتماع الرئيسي بليلة والذي يتفق فيه الجميع على الموقف الخليجي الموحد الذي يدخلون به إلى الاجتماع.
ويأتي هذا التحول في تعامل السعودية مع أوبك مفاجئًا لكل المراقبين في السوق، الذين اعتقدوا أن المملكة مع سياساتها الاقتصادية الجديدة التي تدعو إلى تقليل الاعتماد على النفط لن تهتم كثيرًا بأمر المنظمة.
ويقول الدكتور سداد الحسيني وهو تنفيذي سابق في «أرامكو السعودية» لـ«الشرق الأوسط»: «أوبك تعاني كثيرا بسبب خلافاتها الحالية، ووجود شخص مثل خالد الفالح سيرفع من مستواها المهني وسيزيد من مصداقيتها أمام السوق».
أما المحلل النفطي الدكتور أنس الحجي فيقول: «لا يوجد طبيب في فيينا قادر على علاج أوبك حاليًا سوى الفالح والسعودية».
وذهب الفالح إلى أوبك صباح أول من أمس والتقى بالأمين العام عبد الله البدري وأمضى في المنظمة نحو الساعة والنصف، وأخذ جولة في مبنى المنظمة وتعرف عليها واستمع إلى عرض مرئي عنها.
ويقول أحد الأشخاص الذين التقوا به في أوبك عن زيارته: «لقد بدا الفالح مهتمًا جدًا بأوبك خلال الزيارة. لقد كان لطيفًا في حديثه وكان كثير المزاح. لم أر منه أي شيء يثبت أنه غير جاد حول مستقبل المنظمة».
وسيواجه الفالح نفسه اليوم في أول اختباراته كوزير للطاقة خلال الاجتماع، حيث سيواجه أولاً الصحافيين الذين سيمطرونه بالأسئلة عن السوق ومستقبل الأسعار والسياسات التي ستنتهجها المملكة.
وبعد الانتهاء من لقاء الصحافيين سيتجه الفالح الرجل الذي بنى مسيرته المهنية في شركة «أرامكو السعودية» مع باقي الوزراء إلى غرفة الاجتماعات المغلقة ليبدأوا اجتماعهم المغلق، الذي قد يستغرق ساعتين إلى خمس ساعات، بحسب أهمية المواضيع. ولن تكون مهمة الفالح سهلة في هذا الاجتماع، ولكن غالبية الوزراء الذين حضروا إلى فيينا راضون عن أوضاع السوق، متوقعين أنها ستتحسن أكثر.
ويعتقد الجميع أن أبرز خلاف داخلي، وهو إجماع المنظمة على أمين عام جديد بديل للأمين العام الحالي الليبي عبد الله البدري، سيتم حله اليوم. وكان البدري قد تم تعيينه كأمين عام مكلف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لمدة ستة أشهر بعد انتهاء فترته الرسمية لحين التوصل إلى أمين عام جديد.
واتفق غالبية الوزراء الذين صرحوا للصحافة أمس على دعمهم لمرشح نيجيريا محمد باركيندو، الذي يبدو أنه الأقرب للمنصب. كما من المتوقع أن توافق أوبك اليوم على عودة الغابون إلى المنظمة ليرتفع عدد أعضائها إلى 14 عضوًا.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.