ولد الشيخ يحث أطراف الأزمة على «التنازلات» مع قدوم رمضان

المخلافي يذكر بتعنت الميليشيات.. والمفاوضات لا تزال تدور حول الانسحابات وتسليم الأسلحة

المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد (أ.ف.ب)
TT

ولد الشيخ يحث أطراف الأزمة على «التنازلات» مع قدوم رمضان

المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد (أ.ف.ب)

عقد المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الأمس عددًا من الجلسات مع وفدي مباحثات السلام اليمنية في الكويت، وفد الشرعية ووفد الميليشيات الانقلابية المكون من الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقال إن «التقارير المقبلة من عدد من المدن اليمنية توحي بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، في ظل انعدام الخدمات الأساسية. وينبغي أن تتحول المعاناة إلى حافز للتوصل إلى حل شامل وسريع للأزمة، لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم». وشدد على ضرورة أن «نستمر في حث الأطراف على تقديم التنازلات وتقديم مصلحة اليمن على كل ما عداها. لقد حان الوقت ليقدم الأطراف الحلول بعيدا عن معادلات الربح والخسارة. إنهم مؤتمنون على مصلحة شعب اليمن، كل الشعب في كل اليمن».
أكد ولد الشيخ أحمد أهمية التوصل إلى ركائز للحل الشامل للأزمة في اليمن، وضرورة بلورة ضمانات لتنفيذ الحلول والمقترحات التي يتم التوصل إليها في الكويت. وأضاف المبعوث الأممي في بيان صحافي، أمس الأربعاء، أن المشاورات تضمنت ثلاث جلسات، «البداية كانت مع وفد الحكومة اليمنية الذي استمع إلى عرض قدمه خبير من الأمم المتحدة عن الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها دول خاضت نزاعات مشابهة وكيف تعاطت معها، كما دار النقاش حول احتمالات مختلفة لخريطة الطريق للحل السلمي الشامل».
وتابع: «أما الجلسة الثانية فكانت مع وفد أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام، وكان التركيز على ضمانات تنفيذ ما توصلت إليه الأطراف من اتفاقيات». وأضاف البيان أن ممثلي الأطراف لدى لجنة الأسرى والمعتقلين أبدوا التزامهم، وأكدوا تقديم الإفادات الأولية غدا حول الأسماء التي وردت في الكشوف التي تم تبادلها في ما يتعلق بالإفراج عن مجموعة من المحتجزين قبل حلول شهر رمضان. واتفقت الأطراف على الاستمرار في تقديم الإفادات خلال المرحلة المقبلة. كما استكملت اللجنة نقاشها حول مسودة اتفاق المبادئ المطروح لحل القضية على المدى المتوسط والطويل.
وكان قد صرح وزير الخارجية بالحكومة اليمنية، ورئيس وفدها التفاوضي، عبد الملك المخلافي، مساء أول من أمس الثلاثاء، بأن المشاورات الحالية بدولة الكويت، الخاصة بحل الأزمة اليمنية، لا تزال تدور حول الانسحابات وتسليم الأسلحة. وأوضح في تغريدات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «المشاورات لا تزال تدور حول الانسحابات، وتسليم السلاح، وتخلي الانقلابيين «مسلحي الحوثي وقوات صالح» عن مؤسسات الدولة بما في ذلك حل ما يسمى اللجان الثورية (لجان حوثية تدير المحافظات الواقعة تحت سيطرتها)، مشيرًا إلى أن عدا ذلك يعتبر خيالاً محضًا. وأضاف المخلافي، في تصريحات أوردتها الوكالة الألمانية للأنباء، أن «الضمانات التي حصل عليها الوفد الحكومي من الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، تجعل أي تخيل لاتفاق بعيدا عن المرجعيات والتأكيد على الشرعية مجرد أحلام يقظة، لافتًا إلى أن «ما تم التوصل إليه مع الأمم المتحدة بشأن الانسحاب وتسليم السلاح، يشكل أرضية صلبة لاتفاق سلام حقيقي». وأكد المخلافي أن ما وصفهم بـ«الانقلابيين» يهربون إلى الشائعات، في إشارة إلى وفد «الحوثي - صالح» المشارك في المفاوضات.
وتابع المسؤول اليمني أن «شعبنا بحاجة إلى السلام، لا إلى الكذب والمغالطة، وهو بحاجة إلى الإنقاذ وليس إلى التعنت والعناد، وإلى الجدية، لا التهريج والتسلي بمعاناته». وتدور منذ 21 أبريل (نيسان) الماضي مشاورات بين الأطراف اليمنية في الكويت، برعاية الأمم المتحدة، دون التوصل حتى اليوم إلى أي اتفاق أو تقدم كبير لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام وشهرين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.