العقار السعودي يضرب موعدًا مع التاريخ بداية رمضان

عقاريون: الكل ينتظر «الرسوم».. وتوقعات بانخفاضات متتالية للأسعار

الجميع في سوق العقار السعودية ينتظر تطبيق قرار الرسوم على الأراضي البيضاء بعد أيام
الجميع في سوق العقار السعودية ينتظر تطبيق قرار الرسوم على الأراضي البيضاء بعد أيام
TT

العقار السعودي يضرب موعدًا مع التاريخ بداية رمضان

الجميع في سوق العقار السعودية ينتظر تطبيق قرار الرسوم على الأراضي البيضاء بعد أيام
الجميع في سوق العقار السعودية ينتظر تطبيق قرار الرسوم على الأراضي البيضاء بعد أيام

أكد مختصون عقاريون أن شهر رمضان سيكون الأسخن على الإطلاق في تاريخ سوق العقار السعودية، وذلك مع بدء تطبيق قرار رسوم الأراضي البيضاء، متوقعين ارتفاع مستويات تسييل «الأراضي البيضاء» هربًا من دفع الرسوم فور تطبيق القرار خلال أيام، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على باقي الأفرع العقارية.
وتعتبر رسوم الأراضي البيضاء من أهم القرارات التي أثرت على أسعار الأراضي والعقارات قبل تطبيقها، إذ ازداد المعروض وانخفضت القيمة بشكل طفيف وقلت عمليات الشراء.
وأوضح حمد الدوسري، الذي يدير مجموعة استثمارية عقارية، أن القطاع العقاري يشهد مستويات متدنية من الإقبال منذ فرض رسوم الأراضي، ويتضح ذلك أكثر فأكثر كلما اقترب شهر رمضان، الذي سيبدأ فيه تطبيق رسوم الأراضي البيضاء، ما سيقلب حال السوق رأسًا على عقب. وتابع: «ما سيحدث حين تطبيق قرار رسوم الأراضي البيضاء، يصعب التنبؤ به، ولذلك فإن البائع والمشتري يترقبان، وبالتالي انخفضت طلبات الشراء، بحسب ما تشير إليه أيضًا المؤشرات العقارية»، متوقعًا موجة شرائية متى كان الانخفاض مقنعًا للمشترين الذين ليس باستطاعة غالبيتهم الشراء بالأسعار الحالية.
وأضاف أن انخفاض الأسعار مرتبط بتحرك كبار المستثمرين للهرب من دفع الرسوم التي ستنعكس على تحملهم مبالغ إضافية، إضافة إلى ضريبة التوقف عن الشراء التي تحصل حاليًا.
إلى ذلك، أوضح معتق القحطاني، الرئيس التنفيذي لشركة هناكو العقارية، أن اعتماد القطاع العقاري على حركة الأراضي مقياسا أساسيا لترددات السوق، أمر مهم سيلقي بظلاله على حجم الانخفاض، في حال تطبيق الرسوم مطلع الأسبوع المقبل، موضحًا أنه سيتراوح بين 15 و35 في المائة بحسب التحليلات الاقتصادية.
وتوقع أن يشهد السوق مقاومة كبيرة من قبل تكتلات المستثمرين لإبقاء الأسعار مرتفعة، لكن ذلك لن يبقى طويلاً في ظل شح السيولة، وانخفاض أسعار النفط والتشدد في منح القروض العقارية، كما أن السوق تضخمت خلال عقد واحد ما يزيد على 100 في المائة، ما يعني أنها ستعود إلى حجمها الطبيعي، وليس كما يروج البعض بأنها انتكاسة للقطاع العقاري، خصوصًا أن الاقتصاد السعودي ممتاز ومتماسك، وارتفاع العقار بهذه النسبة غير طبيعي وستعيده الرسوم إلى حجمه المتعارف عليه.
وأضاف القحطاني أن انخفاض الأسعار آت لا محالة، بدليل الارتفاع الكبير في العرض الذي شهده القطاع خلال الأشهر الماضية فور صدور القرار، لافتًا إلى أن هناك عروضًا سجلت خلال الفترة الأخيرة لم تبلغها السوق منذ سنوات طويلة، ما يعكس تخوفًا حقيقيًا لدى المستثمرين، وما يجري حاليًا هو إغراق السوق بالمعروضات التي تزيد على ملايين من الأمتار التي كانت محتكرة منذ عهد طويل، ما يعني أن العرض تضاعف بنسب كبيرة، الأمر الذي سينعكس دون شك على الأسعار التي يحاول كبار المستثمرين الإيهام بأنها لن تتأثر، مشيرًا إلى صعوبة التنبؤ بالنسبة المحددة لانخفاض الأسعار وهو السيناريو الوحيد المتوقع حدوثه.
وحول مستقبل القطاع بعد تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء، فند ماجد الإبراهيم، المثمن العقاري، ما يشاع حول احتمالية سقوط كبير في أسعار العقار فور تطبيق القرار، حيث أكد أن القطاع كبير تحركه مئات المليارات من الدولارات، ومن المستحيل أن يفقد جزءًا كبيرًا من هذا المبلغ بين ليلة وضحاها، بل سيكون انخفاض الأسعار تدريجيًا على مدى 10 سنوات، معتبرًا أن السنوات الخمس الأولى ستكون عصيبة على العقاريين وستعري السوق.
وشدد على عدم صحة الفرضية التي يروج لها البعض بأن المستهلك سيتحمل الرسوم، مشيرًا إلى أنها محاولة للضغط وتخويف الحكومة من تطبيقه.
وتأتي اللائحة التنفيذية مكملة لنظام رسوم الأراضي البيضاء، الذي صدر مؤخرًا، ويتضمن فرض رسم سنوي على الأراضي البيضاء المملوكة لشخص أو أكثر من ذوي الصفة الطبيعية أو الصفة الاعتبارية غير الحكومية، بنسبة 2.5 في المائة من قيمة الأرض، وتحدد اللائحة معايير تقدير قيمة الأرض والجهة التي تتولى ذلك، على أن تشمل المعايير موقع الأرض، واستخداماتها، ونظم البناء، ومعامل توافر الخدمات العامة فيها ووصول المرافق العامة إليها.
ويهدف نظام رسوم الأراضي البيضاء إلى زيادة المعروض من الأراضي المطورة، بما يحقق التوازن بين العرض والطلب، وتوفير الأراضي السكنية بأسعار مناسبة، وحماية المنافسة العادلة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية، ويشمل النظام معاقبة كل من يخالف أحكام النظام واللائحة بغرامة مالية لا تزيد على مقدار الرسوم المستحقة على أرضه، وألا يخل ذلك بإلزامه بسداد الرسوم المستحقة، وتكون بقرار من الوزير، لجنة أو أكثر من ثلاثة أعضاء - على الأقل - على أن يكون من بينهم مستشار نظامي ومختص في الجانب الفني؛ للنظر في مخالفات أحكام النظام واللائحة، وتطبيق العقوبات، والاعتراضات التي تقدم من ذوي الشأن، وإصدار القرارات اللازمة، ويجوز التظلم من قراراتها أمام المحكمة الإدارية المختصة.
ويحق لمالك الأرض الاعتراض على القرارات الصادرة بإخضاع أرضه للرسم، أو بتقدير قيمة الأرض وتحديد الرسوم، ويقدم الاعتراض كتابة إلى اللجنة المنصوص عليها في المادة السابعة من النظام خلال ستين يوما من تاريخ إبلاغه بالقرار، وعلى اللجنة أن تبت في هذا الاعتراض خلال ستين يوما من تاريخ تقديمه إليها، ويعد مضي ستين يوما دون البت في الاعتراض بمثابة صدور قرار برفضه.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».