المساعدات الإنسانية السعودية في طريقها إلى الأنبار

الربيعة: توجيهات الملك سلمان تشدد على تخفيف معاناة الشعب العراقي

المساعدات الإنسانية السعودية في طريقها إلى الأنبار
TT

المساعدات الإنسانية السعودية في طريقها إلى الأنبار

المساعدات الإنسانية السعودية في طريقها إلى الأنبار

أعلن مسؤولون سعوديون وعراقيون بدء تحرك قوافل المساعدات الإنسانية التي أرسلتها السعودية إلى محافظة الأنبار العراقية، وذلك بعد أكثر من 10 أيام على بقاء المساعدات في مطار بغداد نتيجة إجراءات إدارية عراقية.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تنصب على تخفيف معاناة العراقيين في الأماكن الأشد احتياجا، موضحا أن محافظة الأنبار تعد من الأماكن المتضررة؛ بسبب فرض حصار عليها أسهم بوجود حاجة ماسة إلى إغاثة الساكنين هناك.
وأضاف أن المركز نسَّق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في العراق، وسفارة العراق في السعودية، لتحديد احتياجات المحافظة، وجرى نقل تلك الاحتياجات في ثلاثة طائرة على وجه السرعة إلى العراق، مؤكدا بذل المسؤولين الميدانيين في المنظمات الإنسانية العراقية ومسؤولي السفارة السعودية في العراق جهودا كبيرة أسهمت في خروج المساعدات من المطار، وتسيير سبعة شاحنات إلى محافظة الأنبار أمس، على أن يستكمل توصيل المساعدات الأربعاء. وعن مدى الاحتياج الإضافي في العراق بسبب العمليات العسكرية في محافظة الفلوجة، قال المشرف العام على مركز الملك سلمان: «السعودية تنظر إلى احتياجات العراق باهتمام بالغ، والمملكة ممثلة في مركز الملك سلمان ستدعم الشعب العراقي الشقيق بما يحتاج إليه على وجه السرعة».
إلى ذلك، أوضح الدكتور حامد الدليمي، مستشار محافظ الأنبار ومنسق الجهود الإنسانية ونائب رئيس الهيئة الإدارية بمؤسسة الفراتين الخيرية لـ«الشرق الأوسط»، أن شاحنات المخازن دخلت لوزارة الهجرة العراقية من أجل تحميلها، مؤكدا توجه نحو 18 شاحنة محملة بالمساعدات للأنبار، على أن يكتمل وصولها لمستحقيها غدا (الأربعاء).
وأوضح الدليمي أن المساعدات الإغاثية تم اعتماد فحصها من قبل المسؤولين في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعد مصادقة سفارة خادم الحرمين الشريفين في العراق على جودتها، وضمان أنها صالحة للاستخدام بعد أن مكثت بسبب الإجراءات التي فرضت عليه لمدة تزيد عن 10 أيام، لافتا إلى أن هذا الإجراءات يعد أفضل وأسرع من قيام مسؤولي وزارة الصحة بإجراء الفحص عليها.
وتطرق إلى أن الإجراءات الخاصة بالمساعدات المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى النازحين من أهالي الأنبار داخل المحافظة وفي بغداد اكتملت من كل النواحي الإجرائية، لافتا إلى أن التأخير لم يكن لأسباب سياسية، بل مسائل تتعلق بالقانون العراقي، وما يتطلبه الأمر في مثل هذه النواحي من إجراءات تأخذ وقتا في العادة.
وعن احتياجات محافظة الأنبار للمساعدات، قال المسؤول الإغاثي العراقي: «المحافظة تحتاج إلى مستلزمات طبية، وأدوية بكميات كبيرة للمستشفيات، إضافة إلى إجراء عمليات عاجلة للمدنيين المصابين في مستشفيات تخصصية خارج العراق، ودعم العائلات النازحة بتقديم سلال غذائية لشهر رمضان، مع وسائل تبريد لمواجهة موجة الحر التي تجتاح البلاد».
ورجح الدليمي، أن ينحرف مسار توصيل المساعدات لمسار جديد غير الذي كان مرسوما له، وقد تتجه خطة التوزيع صوب النازحين من الفلوجة والكرمة؛ لأن تلك المناطق كانت محاصرة لمدة تزيد عن سبعة أشهر، مؤكدا في الوقت ذاته أن الطريق إلى المحافظات مؤمن بنسبة كبيرة ويخضع للحماية.
وأشار إلى أن الوصف الذي ينطبق على المساعدات السعودية المقدمة إلى العراق من مركز الملك سلمان هي مساعدات إنسانية، وبالتالي فإن توزيعها إلى مستحقيها يتم من خلال منظمات إنسانية وليست جهات حكومية.
من جهته، أكد مجلس محافظة الأنبار أنه ينتظر وصول المساعدات المقدمة من السعودية إلى مستحقيها، وأفاد عذال الفهداوي، عضو مجلس المحافظة، لـ«الشرق الأوسط» أن مجلس المحافظة ليس طرفا في الأمر من حيث الموافقات أو الإجراءات المتعلقة بذلك، بل هناك جهات أخرى طرف في الموضوع منها جهات رسمية وأخرى منظمات إنسانية، مضيفا أن مجلس المحافظة سيتفاعل مع أي خطة يمكن اعتمادها في عملية توزيع هذه المساعدات إلى مستحقيها من نازحي المحافظة الذين يعانون الأمرين جراء عدم كفاية المواد الغذائية والطبية المقدمة لهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.