حماس تستهدف أنصار «داعش» بغزة بعد تزايد محاولات التسلل إلى سيناء

اكتشفت عناصر من القسام بينهم.. ونشرت قواتها لمنع تدهور الوضع مع إسرائيل

حماس تستهدف أنصار «داعش» بغزة  بعد تزايد محاولات التسلل إلى سيناء
TT

حماس تستهدف أنصار «داعش» بغزة بعد تزايد محاولات التسلل إلى سيناء

حماس تستهدف أنصار «داعش» بغزة  بعد تزايد محاولات التسلل إلى سيناء

جددت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، حملتها ضد عناصر مناصري تنظيم داعش، واعتقلت أعدادًا كبيرة منهم في أعقاب تصاعد عمليات تنقل عدد منهم عبر الأنفاق إلى سيناء، للقتال مع فرع التنظيم هناك ضد القوات المصرية، وهو ما أحرج الحركة التي تعهدت لمصر بمنع أي تسلل عبر الحدود.
وبحسب مصادر مطلعة في قطاع غزة، فإنه خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة اعتقلت حماس ما لا يقل عن 20 عنصرًا، بينهم 4 على الحدود، لدى محاولتهم التسلل عبر أحد الأنفاق إلى سيناء للقتال هناك، حيث كان أحدهم يحمل حزامًا ناسفًا، وتبين أن اثنين من المعتقلين هما من عناصر كتائب القسام، وفوجئت القوة التابعة لأمن حماس بمحاولتهم التسلل معهم للقتال في شبه الجزيرة المصرية.
واتهم القيادي في تيار «السلفية الجهادية» أبي العيناء الأنصاري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمن حماس، بمداهمة منازل نشطاء التيار «دون حرمة للنساء والأطفال، واعتقال آباء وأشقاء بعض المطاردين للضغط عليهم لتسليم نفسهم»، في سياسة وصفها بتلك التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وغيرها.
وأشار الأنصاري إلى أن حماس اعتقلت ثلاثة من التيار داخل أحد المساجد التابعة لها في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة منذ أسبوع. متهمًا الحركة الإسلامية بمحاولة «فرد عضلاتها» على أنصار التيار واعتقالهم «إرضاءً للمخابرات المصرية بعد عقد اتفاق مشترك بينهما لمحاربة أنصار تنظيم داعش في غزة، دون أية أسباب، ومحاولة لمعرفة أي منهم له علاقة بأي شخصيات في سيناء»، وفق قوله.
ومنذ نحو 4 أشهر أطلقت حركة حماس سراح العشرات من المتشددين وأنصار «داعش» من سجونها، بشكل مفاجئ، مع تعيين الأسير المحرر توفيق أبو نعيم مديرًا لقوى الأمن الداخلي بديلاً للمسؤول السابق صلاح أبو شرخ، الذي كان يدير حملة أمنية قوية ضد أنصار التيار في غزة، ويمنع إطلاق سراحهم ويلاحقهم باستمرار.
ومع عودة وفد حركة حماس في الثلاثين من مارس (آذار) الماضي، من مصر بعد لقاءات مع قيادات المخابرات المصرية، وسط حديث عن اتفاق لضبط الأوضاع على الحدود من قبل قوات أمن حماس، نشرت الحركة المئات من عناصرها الأمنيين على طول الحدود، لمنع عمليات تهريب الأشخاص من وإلى قطاع غزة.
وشددت حماس إجراءاتها منذ ذلك الحين، إلا أن ذلك – كما تقول مصادر مطلعة - لم يمنع عددًا محدودًا من التيار وأنصار «داعش» من التنقل إلى سيناء، والانضمام هناك للقتال مع عناصر التنظيم الذي يقاتل القوات المصرية. وأكدت المصادر أن قياديين وعدة عناصر من القسام غادروا من رفح إلى سيناء كذلك للقتال مع التنظيم بينهم «محمد أبو شاويش» أحد القيادات البارزة في القسام برفح.
ومع تكرار المحاولات للفرار نحو سيناء والقتال هناك، عادت حماس في الأسابيع الأخيرة لشن حملة اعتقالات كبيرة في صفوفهم، في محاولة منها لرصد ومعرفة الجهات التي لها تواصل مباشر مع قيادة فرع تنظيم داعش في سيناء، ما دفع التيار لإطلاق عدة صواريخ تجاه مناطق من جنوب إسرائيل، رد الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية لحماس على أثر ذلك.
وكانت جماعة تطلق على نفسها «أجناد بيت المقدس» أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ المتكرر من غزة خلال الأيام الأخيرة. مشيرة في بيانات متتابعة لها بعد عمليات القصف، إلى أنها ستواصل إطلاق الصواريخ ردًا على عمليات الاعتقال من قبل أمن حماس لمختلف المجموعات الناشطة بغزة، متهمة حماس بتوجيه سلاحها إرضاءً «لليهود والمخابرات المصرية». كما جاء في تلك البيانات.
وفي العادة تشكل عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، تحديًا كبيرًا لحركة حماس التي تحاول الحفاظ على الهدوء، رغبة منها في محاولة الوصول لاتفاق تهدئة واضح مع إسرائيل، من خلال جهد مصري، أو من خلال قطر وتركيا.
ومع استمرار إطلاق الصواريخ وانفجار بعضها في غزة، نشرت حماس مزيدًا من قوات الضبط الميداني التابعة لها، للبحث عن مطلقي الصواريخ، ومنع إطلاقها بأي ثمن كان، منعًا للدخول في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، خاصة مع الحديث الكثير والجدل الذي يدور حول سياسات وزير الجيش الإسرائيلي المنتظر «أفيغدور ليبرمان» تجاه قطاع غزة، بعد أن كان في مقعده بالمعارضة يوجه تهديدات صارمة ضد حماس وقياداتها.
وتشير الوقائع على الأرض إلى أن الجماعات المتشددة ستبقى تشكل تحديًا لحركة حماس في قطاع غزة، خاصة في ظل ازدياد مؤيدي «داعش» في القطاع، من بينهم أنصار من الحركة التي باتت فيما يبدو تفقد سيطرتها على عدد محدود من عناصرها في تأييدهم للتنظيم الذي يعمل في أكثر من جبهة في سوريا، والعراق، وليبيا، وسيناء وغيرها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.